رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى مولده.. لماذا رفض «عبد الناصر» حزب مصر الفتاة؟

عبد الناصر
عبد الناصر

في كتابه "مما جرى في بر مصر" يذكر مؤلفه الكاتب الصحفي يوسف الشريف٬ حكايات وأسرار كشفها له ــ بحكم صلة القرابة ــ المستشار حسن النشار٬ وهو صديق عبد الناصرــ الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده الثالثة بعد المائة ــ منذ الطفولة وشقيقه في الرضاعة.

وعن حس عبد الناصر الثوري المبكر والذي نقله لــ"النشار" في الخطابات المتبادلة بينهما، والذي يقول عبدالناصر في أحدها وكان قد أرسله للنشار من معسكر منقباد عام 1938: "إنه شديد الحنق على موقف كبار ملاك الأراضي الزراعية الذين تشغلهم مصالحهم المالية في اللجنة التنفيذية لحزب الوفد، أكثر مما يشغلهم تحسين أوضاع الفلاح المسكين المغلوب على أمره كما رآه في منقباد٬ أو يسخر من فئة الضباط الذين تعلموا في المدارس الأجنبية٬ وغيرهم من فلول الأتراك الذين يتشبهون بالسلطان عبد الحميد".

وفي خطاب آخر بعثه من السودان لمح عبدالناصر للنشار وفيه أبدي عبدالناصر استياءه الشديد من موقف مجموعة من الضباط الموالين للإنجليز وسلالة الأتراك٬ وكيف أنهم شاردون بنزواتهم وملذاتهم بعيدا عن المشكلات الوطنية التي تؤرق مصر والسودان في أعقاب حادث 4 فبراير 1942، وروي في خطابه حكاية فتاة يهودية لعوب كان هؤلاء الضباط يترددون على منزل والدها الذي يملك صيدلية في الخرطوم لمغازلتها ولعب الورق وشرب الخمر٬ مؤكدا ضرورة تغيير الأوضاع السياسية في مصر وحتميات الثورة.

ــ لماذا رفض "عبد الناصر" حزب مصر الفتاة
يتابع حسن النشار حكاياته وأسرار طفولته وشبابه مع عبد الناصر٬ وحول علاقة عبدالناصر بحزب مصر الفتاة ثم رفضه له بعدما كان قد قارب على الانضمام إليه يقول: أذكر وهو في الإسكندرية قبل انتقاله للقاهرة أن جمال عبدالناصر ذهب إلى مقر مصر الفتاة وأعجب بتوجهات الحزب٬ وأذكر عندما انتقل معنا في مدرسة النهضة الثانوية بالظاهر أنه كان يضع شارة مصر الفتاة على ذراعه، وكانت عبارة عن 3 أهرامات من النحاس".

وأضاف: "وأذكر كذلك أن زميلا آخر اسمه أنور حنفي٬ وكان تلميذا بمدرسة مصر الثانوية وعرفني عليه٬ وكان عضوا أيضا في مصر الفتاة وكانا يترددا سويا على مقرها آنذاك في ميدان العتبة٬ وعبر حوارنا حول القضية الوطنية أذكر أن عبدالناصر وأنور حنفي ذهبا معا بعد خروجنا من المدرسة إلى مقر مصر الفتاة والتقيا مع عدد من قيادات الحزب من بينهم عبدالحميد المشهري ومحمد صبيح وأعلنا استقالتيهما من مصر الفتاة وخلعا شارتي الحزب وقذفا بهما في وجهيهما احتجاجا على مواقف الحزب السياسية المتقلبة".