رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفى نصر كاتب الأسبوع في «المصرية اللبنانية»

مصطفى نصر
مصطفى نصر

اختارت الدار المصرية اللبنانية الروائي السكندري الكبير مصطفى نصر، ليكون كاتب الأسبوع.

قالت الدار، في بيان الأربعاء: "كاتب هذا الأسبوع هو الروائي السكندري الكبير مصطفى نصر، الذي جاء للحياة عام 1947 ابنًا لأسرة صعيدية نزحت إلى الإسكندرية، ليصبح أحد أشهر الأسماء الأدبية التي ارتبط اسمها باسم المدينة الاستثنائية منذ سبعينيات القرن العشرين وإلى الآن.

وتابعت "سكندرية مصطفى نصر ليست محض انتسابٍ جغرافي اكتسبه بالمولد أو الإقامة في المدينة التي رفض مغادرتها رغم جميع المغريات، لكنها سمةٌ غائرة في علاقته بالمكان، حد أن مصطفى نصر، يتجاوز دور الروائي إلى مكانة المؤرخ، إذ يكاد يكون مؤرخًا عصريًا للمدينة التي يعرفها شارعًا شارعًا ويكتنز حكاياتها المنسية ووقائعها السرية في أعماقه، وكأن الإسكندرية هي من تقيم فيه.

وواصلت: "يكفي أن تقرأ رائعته "يهود الإسكندرية"، الملحمة الروائية، لتعرف أنك أمام حكّاءٍ استثنائي، وساردٍ من طراز نادر، يملك القدرة على استحضار التاريخ ومزجه بالتخييل في أسلوب روائي ممتع يجعله شديد المقروئية، حتى إن الرواية حققت، فضلًا عن نجاحها النقدي اللافت، رواجًا قرائيًا استثنائيا ترجمته تسع طبعات إلى الآن رغم أن كاتبها بعيد عن القاهرة ونادر الظهور في المحافل الأدبية بالعاصمة.

أضافت: "في هذه الرواية كما في بقية أعماله، يأسر مصطفى نصر قارئه بحكي في غاية السيولة، حيوي وممتع، بلغةٍ سلسة متدفقة، يشعرك أنك تجلس إلى الكاتب وتسمع صوته، ويمنحك رحلة غير مسبوقة داخل التاريخ المنسي للإسكندرية، تبدأ من المدينة الكوزموبوليتانية عندما كانت ثاني كبرى المدن المصرية بيتَ الجميع ووطن العالم وتنتهي مع العقود الأخيرة من القرن العشرين.

وأكدت: "تؤرخ الرواية لسجل الوجود اليهودي في الإسكندرية لأكثر من مائة عام، حيث تبدأ من أواسط القرن التاسع عشر وتمتد حتى حقبة حكم السادات. تنطلق الحكاية عندما يأتى اثنان من كبار وجهاء اليهود لملاقاة ثالثهم فى القصر الخديوي، حيث يعمل صرافا مسؤولا عن الأموال، يصلهم خبر تفاقم مرض الوالى وتقيُّح جسده وحاجته لمُطبب، فيأتون بجون، الحلاق في حارة اليهود، والذي ينجح في مهمته رغم أنه شخص هامشي فاقد لحاسة الشم وأقرب للبلاهة، ومن امتنان الوالي تبدأ الرحلة، رحلة الصعود اليهودي داخل دهاليز السلطة نفسها دخولًا من الباب الكبير، وصولًا لرحلة السقوط والخروج من مصر من الباب الضيق.

يصف الناقد الدكتور صلاح فضل هذه التجربة وصاحبها قائلًا: "مصطفى نصر كبير أدباء الثغر المثابرين، الذين حفروا أسماءهم بأصابع دامية فى سجل الإبداع المصرى المعاصر خارج بؤرة العاصمة، يتوج إنجازه بهذه الدرة الثمينة "يهود الإسكندرية" التى تدخل بجدارة فى ذاكرة الروائع، ملحمة من الطراز الأول تمتد لقرن ونيف من الزمان، لتدمغ حياة بقعة من الأرض، وتبعث حيوات صنف من البشر، عمروا المكان بنماذجهم وروائحهم، يتوفر الكاتب بجهد صوفى نبيل على كشف جذورهم فيقدم مثلا عجيبا لما يسمى الآن بالهويات القاتلة، إذ تسعى للفناء وتنتعش بالصراع".

ورغم براعته كروائي وقاص، لا تقتصر تجربة مصطفى نصر الثرية على الكتابة التخييلية، بل يقدم إسهاما ملموسا في التأريخ والكتابة الثقافية والسيرية للأعلام والوقائع، وهو المنحى الذي يولع به ويبرع فيه، وليس أدل على ذلك من كتابه الثري "حكايات زواج العباقرة والمشاهير"، الذي أصدرته أيضا الدار المصرية اللبنانية، ويعد أحد أمتع الكتب التي تسرد بأسلوب خلاب تاريخ وكواليس زيجات عدد من أعلام العالم سياسيا وفنيا وأدبيا على مر العصور وباختلاف البلدان والثقافات، من شجرة الدر لمارلين مونرو، ومن محمد علي لتولستوي، ومن أبراهام لينكولن لفيفيان لي.