رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الراهب روجيه أخرس يوضح أسباب الخلاف حول موعد عيد الغطاس

عيد الغطاس
عيد الغطاس

أدلى الراهب روجيه يوسف أخرس، مدير دائرة الدراسات السريانيّة لبطريركيّة أنطاكية السريانيّة الأرثوذكسيّة، بتصريح صحفي، أجاب فيه عن سؤال:"لماذا يُعيّد البعض بعيد الظهور الإلهي (الغطاس)، بتاريخ 6 يناير؟"، ويأتي هذا فيما تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بعيد الغطاس يوم 19 من يناير الجاري.

وقال الراهب:"في القرون الأربعة الأولى، كان عيد الظهور الإلهي (عيد الدنح) يشمل عيدين معًا: عيد ميلاد المسيح وعيد عماده في نهر الأردن، لأنّ العيدين يحملان إشراق الله وظهور نوره وتجلّي معرفته في العالم. وهذا الدمج بين العيدين بقي حيًّا حتى يومنا هذا لدى الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية الشقيقة".

وأضاف " أخرس":"عندما كان يُحتفل قديمًا بعيد الميلاد في 6 يناير، كان عيد البشارة يسبق الميلاد بتسعة أشهر، فيقع في 6 ابريل، وفي الواقع، عيد البشارة هو الذي حُدِّد أوّلًا وعلى أساسه تمّ تحديد عيد الميلاد. فإنّ التقليد القديم (كتاب اليوبيلات، فيلو الإسكندري، مار أفرام الخ...) حدّد عيد البشارة في اليوم الذي خُلق فيه آدم: في اليوم السادس من الشهر الأول أي شهر ابريل بحسب التقويم العبري".

وتابع:"إذًا، بناءً على تحديد عيد البشارة في 6 ابريل تمّ تحديد عيد الميلاد والظهور الإلهي في 6 كانون الثاني، وهذا التقليد الأقدم في الكنيسة الشرقية. وهناك تقليد آخر قديم، يعتبر أنّ بشارة زكريّا الكاهن تمّت في الهيكل وبالتحديد في قدس الأقداس (عندما يقول الإنجيل في مر 1538: انشقّ حجاب الهيكل، يُقصد قدس الأقداس...) حيث يدخل رئيس الكهنة مرّة في السنة، في عيد الكفارة، وذلك في 10 أكتوبر. فعند تحديد بشارة زكريا في 10 أكتوبر، تتبعها بشارة العذراء بعد ستة أشهر (لو 1 26) أي في 10 ابريل".

وأكمل:"والعاشر من إبريل بحسب التوراة هو اليوم الذي يُحبس فيه الحملان في الحظيرة حتى يوم ذبحها في ليلة عيد الفصح في 14 ابريل (خر 12 3و 6). وبحسب مار أفرام، حُبس المسيح في الأحشاء البتولية في وقت حفظ الحملان (في 10 ابريل)، وذُبح في وقت ذبح حمل الفصل (14 نيسان)... بحسب هذا الحساب الذي يأخذ به مار أفرام، تقع البشارة في 10 ابريل والميلاد في 10 يناير".

واستطرد:"حتى زمان الذهبي الفم، بقي عيد البشارة في الشرق في ابريل (في 6 أو 10 منه) وعيد الميلاد في يناير (في 6 أو 10 منه)".

واختتم:"في القرن الخامس، تبنّت الكنائس الشرقية تقليد الكنائس الغربية التي تحتفل في 25 ديسمبر بعيد الميلاد، وفي 25 ماري بعيد البشارة (لأسباب لها علاقة بعيد الأنوار والانقلاب الشتوي وانتصار الشمس على الظلمة)، ولدى السريان، تمّ التوفيق بين التقليدين الشرقي القديم والغربي، باعتبار أن البشارة تمّت في 25 مارس وفقًا للتقويم الشمسي، وهو 6 أو 10 ابريل وفقًا للتقويم القمري، والميلاد تمّ في 25 ديسمبر وفقًا للتقويمين اللذين التقيا في هذا التاريخ في سنة ميلاد المسيح".