رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صورتها بالسيجارة أثارت الجدل.. هل كانت فيروز مدخنة؟

فيروز
فيروز

جمعت الفنانة الكبيرة فيروز جارة القمر العديد من الألوان الغنائية المختلفة، فهي القديمة المتجددة التي مازال صوتها مسموعا، وأغانيها محفورة، هي الجليس الخفي في الحانات التاريخية، والكتاب المقروء مع قهوة الصباح.

ولكن على مدار اليومين الماضيين انتشرت مجموعة من الصورة النادرة للمغنية اللبنانية فيروز من قبل الإعلامي ريكاردو في حسابه عبر "تويتر"، معلقًا: "فيروز في صور نادرة بدأت بالانتشار البارحة، وتعود للعام 1971، خلال رحلتها التاريخية إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث انحنت لها الرؤوس وسالت الأقلام تكتب عن أيقونة الشعراء الآتية من لبنان الصغير.. حينها لا فضائيات ولا منصات افتراضية.. فيروز صدحت وأغنيتها عانقت العالي".

وعلى الرغم من أن الصور كان لها صدى واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" الذين ينتظرون بشغف أي جديد أو قديم عن فيروز الإنسانة التي عبرت عن حياتهم اليومية، والتي استطاعت بصوتها الهادئ أن تنقلهم من زخم الحياة، إلا أن جارة القمر ظهرت في إحدى تلك الصور وهى تدخن، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات ويتنافى مع طبيعتها الأنثوية الرقيقة، هل كانت فيروز مدخنة.. إذن كيف حافظت على نضاجة صوتها منذ بدء مسيرتها الغنائية وهى في عمر الـ 18 عاما، حتى أعلن نجلها زياد الرحباني توقفها نهائيا، وتصريحاته المثيرة للجدل بأن العالم سيتبدل أحواله بعد أن حدث ذلك.

- فيروز تأكل الثلج وتلزم الفنادق أثناء الحفلات

قالت فيروز في إطلالة قديمة لها: "إنه من أسباب احتفاظ صوتها بنكهته هو بعدها عن السهر وأكل الثلج"، كما كانت حريصة على المكوث في الفندق طوال الوقت عند إحيائها حفلات خارج لبنان، وذلك حتى لاتصاب بالمرض الأمر الذي قد يؤثر على صوتها، ويحدث خيبة أمل في نفوس الجمهور، لكن تلك التصريحات تتنافى مع إقبالها على التدخين في أمريكا.

- مالذي دفع جارة القمر إلى التدخين؟

بالعودة إلى الصورة التي كان عمر فيروز بها 37 عاما، وهو يتزامن مع نفس الفترة الزمنية التي تعمقت فيها خلافاتها المعروفة مع عائلة الرحباني التي بدأت منذ عام 1970، حينما غنت " سألوني الناس" في مسرحية المحطة التي لحنها ابنها زياد وكتبها منصور الرحباني، وبعد تماثل زوجها عاصي للشفاء من نزيف حاد في الدماغ اعترض على المسرحية واعتبرها متاجرة بدمه، وتجددت الخلافات حتى انفصلا عام 1978، ونشب خلاف مع منصور الرحباني وحاول منعها من عرض مسرحية "صحى النوم"، ثم ابنها زياد الذى اعترض على مواقفها السياسية، وحدثت قطيعة بينها.

فهل كان كل ذلك من الأسباب التي دفعتها للتدخين، أم مواقفها السياسية فهي لم تغن للزعماء والقادة، لكنها تغنت بالمدن العربية كالقدس ودمشق وبيروت، وتوقفت عن الغناء ربما لأكثر من مرة، فهل دفعها الاحباط في مرة من المرات إلى الإقبال على السجائر والتبغ.

هذا الأمر يقودنا إلى تفسير أخر، فقد كان معروفا اعتياد عائلة الرحباني على التدخين بشراهة، وظهر ذلك في العديد من الحفلات والمناسبات الرسمية، فهل كانوا السبب بطريقة غير مباشرة في إقبالها على السجائر، حتى وصل بها الحال في نهاية المطاف إلى التوقف عن الغناء، نتيجة تأثر أحبالها الصوتية.

- هل دخنت فيروز من أجل الوجاهة الاجتماعية؟

يقول الدكتور على عبد الراضي، أخصائي الطب النفسي، أن التدخين في تلك الفترة كان من الوجاهة الاجتماعية والشياكة والحداثة، خاصة أولئك الذين يذهبون إلى أوروبا، ولم يكن هناك مشكلة في ذلك الأمر فلم يكن التدخين مرتبطا بالمشاكل النفسية، ولم يكن قد ظهر بعد الدراسات والأبحاث عن خطورة التدخين وتأثيره على الرئة.

وأضاف أنه لا يمكن الجزم بأن تلك الفترة كانت تعانى من مشكلة نفسية بعينها لأنها كانت في ريعان شبابها، وفي تقدم فني ملحوظ، ولها أدوارها الثابتة على المسرح، ومع ذلك لا يمكن الإنكار أن ممارسة عادة معينة تجعل الإنسان يستمر عليها، وخاصة السجائر التي تجعل الجسد يتشبع بالنيكوتين، ويحتاج الحصول على جرعة كل فترة.

و أضاف:" عن السيدة فيروز من الواضح من الصورة أنها متواجدة في بروفة، ومن الممكن أن تكون السيجارة وسيلة للتهدئة، والبعد عن التوتر".