رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لآخر نفس».. محاولات إنسانية لإنقاذ مصابة بكورونا فى 5 ساعات

 الدكتور أحمد عنتر
الدكتور أحمد عنتر

يعلم أنه في مواجهة وباء محير، قد تنجو منه الأرواح، أو عكس ذلك، ولكن دافعه الإنساني ينتصر ليوهب علمه ومجهوده تطوعا في سبيل إنقاذ مصابي الوباء الفيروسي.

على مدار 11 شهرًا منذ انتشار جائحة كورونا، تطوع الدكتور أحمد عنتر، طبيب القلب والأوعية، في علاج مصابي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، ليقضي وقته في إسعاف وإنقاذ كل من أصابه الفيروس.

ولا تكون كل محاولات الإسعاف يسيره، كما حدث في آخر محاولاته لإنقاذ سيدة، لتستمر المحاولات لـ5 ساعات متواصلة من 12 ليلا حتى الـ 6 صباحًا.

محاولات الإسعاف

يحكي الطبيب المتطوع، أنه في توقيت استلام شيفت عمله، أبلغه الطبيب المناوب أن هناك سيدة حالتها سيئة جدا وتعاني من نقص في الأكسجين يصل إلى 66%، وهناك إجهاد شديد في التنفس ولإنقاذ الموقف تم وضعها على جهاز الأكسجين، ولكن لم تستجب ويواصل مستوى الأكسجين في الانخفاض ليصل إلى 30%.

وتابع طبيب القلب والأوعية، أنه كان لابد من التدخل السريع والتفكير في طرق إنقاذ سىريعة، فتمت الاستعانة بالتنفس اليدوي، مع استمرار بعض العلاجات المساعدة، لتستمر المحاولات إلى ما يقرب 5 ساعات بالتناوب بينه وبين زملائه من الأطباء والتمريض.

وصية المريضة: متيتمش عيالي وخلي بالك مني علشان ولادي

كلمات بسيطة دارت بينه وبين المريضة ليوصيها بنطق الشهادتين والدعاء إلى الله بالسلامة، ليأتي ردها "متيتمش عيالي، خلي بالك مني علشان ولادي".

وعلق الطبيب المتطوع على الصورة التي التقطت له قائلا: "إنها كانت في لحظة انهياري ويأسي، ولكن تذكرت وصية المريضة ونصائح أساتذتي أنه لابد من استمرار إسعاف المريض لآخر نفس، وتدارجت الموقف سريعا والمقاومة مجددا لاستمرار محاولات الإنقاذ".

وأوضحت آشعة صدرية أن رئة المريضة منكمشة ولا تستجيب لمحاولات تنفس الأكسجين، ليستخدم الطبيب حلًا طبيًا آخر بتركيب أنبوبة صدرية، لتستجيب لها الرئة وترتفع نسبة الأكسجين من 30% إلى 99%.

يواصل الدكتور أحمد عنتر، أن المريضة توفيت يوم الجمعة الماضية نتيجة لصدمة تسممية بسبب الالتهاب الشديد من مضاعفات كورونا.

أعراض الموجة الثانية أشد قسوة

وأكد الطبيب المتطوع عن كورونا أن الأعراض المصاحبة في الموجة الثانية للفيروس أشد قسوة من الموجة الاولى، مع تزايد أعداد الوفيات.

فيديو طمأنينة

ويكمل طبيب القلب والأوعية، أن المريض ينفصل عن أهله تمامًا فور وصوله باب المستشفى، وهذا ما يزيد من قلق الأهالي، وليواصل الدعم الإنساني فيقوم الطبيب المتطوع بتصوير الحالات المحجوزة بالعزل الطبي فيديو، وإرسالها إلى أهالي المصابين والعكس، لخلق صلة طمأنينة بين المريض وأهله لتهدأ قلوبهم.

حكاية التطوع

يعلم الطبيب أن الظروف الطبية التي يعيشها العالم استثنائية ومستجدة، وهو ما آثار الحماس وخلق الرغبه بداخله ليكون جزءًا من الجيش الأبيض المسئول عن حماية وإنقاذ أرواح المصابين.

وليكمل خدمته الطبية على أكمل وجه، تعمق الدكتور أحمد عنتر أكثر في معرفة الوباء المستجد والعمل مع مختلف الأطباء الاستشاريين والأطقم الطبية لكسب مزيد من الخبرة الطبية والعلمية.

تتردد حالات كثيرة مختلفة الأعراض على يوم الطبيب المتطوع، والتي كان واحد من المرضى المصابين بكورونا من قبل، ليقضي فترة علاجه بالعزل المنزلي وبمساعدة أصدقائه والذين وفروا له رعاية العناية المركزة بداخل منزله لعدم استطاعته تلقي العلاج بأحد مستشفيات العزل.