رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جزاء العطاء


فى برنامج تليفزيونى على إحدى القنوات الفضائية الأجنبية عرض المذيع حالة مريض يحتاج لجراحة مستعجلة تتكلف ١٥٠ ألف دولار. وبدأ الناس فى التجاوب بالاتصال والتبرع، وكان منهم شخص أعلن عن تبرعه بـ«دولارين».
سأله المذيع: لماذا «دولاران»؟
أجابه: هما نصف ما أملك فأنا عاطل عن العمل، وعملًا بما يمليه على إيمانى سأقدم هذا المبلغ الضئيل.
فالجود بالقليل أفضل من عدمه، مع أننى أشعر بخجل كثير من نفسى لضآلة هذا المبلغ.
كانت المفاجأة أن المتصل الذى بعده أعلن عن تبرعه بـ٨ آلاف دولار، منها ٤ آلاف للمريض، و٤ آلاف للمتبرع بدولارين.
واندفع بعده المتصلون، فاتصل آخر وتبرع بـ١٠ آلاف دولار منها ٥ آلاف للمريض، و٥ آلاف للشاب المتبرع بدولارين.. وهكذا كل من اتصل تبرع للاثنين معًا.
وفى نهاية الحلقة اكتمل مبلغ المريض وجُمع مبلغ ضخم للشاب.
فى حلقة أخرى استضاف المذيع هذا الشاب المتبرع بـ«دولارين» وسلمه المال وجعله يحكى عن كيفية عدم حصوله على عمل رغم مؤهلاته العلمية.
وفى الحلقة ذاتها جاءته عشرات الاتصالات من شركات تعرض عليه العمل ليختار أفضلها.
عزيزى القارئ..
إن العطاء من الأعواز هو أعظم أنواع العطاء.
والمعطى المسرور يحبه الله ويكرمه ويكافئه على عطائه.
فلا تبخل بعطائك لمساعدة الآخرين الأكثر احتياجًا، لا سيما فى ظل انتشار جائحة كورونا اللعينة، فهناك من يحتاجون لعطائك، سواء المادى أو المعنوى، فلا تبخل بمالك أو بوقتك، ولتثق أن إله السماء لا ينسى تعب وعطاء المحبة.