رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف حافظت «الزراعة» على الثروة الحيوانية؟

الثروة الحيوانية
الثروة الحيوانية

وضعت القيادة السياسية صحة المصريين على رأس أولوياتها ضمن مشروعاتها التنموية، فحرصت على توفير اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك من خلال عدة مشاريع لتحقيق الاكتفاء الذاتي، الذي يمنع التجار من احتكار السلع وزيادة أسعارها بالشكل الذي كنا نعهده قبل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم.

وكان الحفاظ على الثروة الحيوانية ودعم المربين والمزارعين ومساعدتهم في إنتاج لحوم حمراء آمنة ونظيفة من ضمن خطط وزارة الزراعة بتوجيهات الرئيس السيسي، الذي وجه بزيادة عدد القوافل البيطرية التي تمر على القرى والمحافظات وتقدم الكشف الطبي على المواشي لحمايتها من الأمراض المعتادة لها وبالأخص الحمى القلاعية التي تمثل خطرًا على المواشي والإنسان إذا اكلها.

وتمثل دور هذه القوافل الطبية البيطرية التي تتم بإشراف وزارة الزراعة، على توفير الكشف والفحص والتحصين وإجراء الجراحات للمواشي والتلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي، وتحصين الماشية ضد مرض الحمى القلاعية كل ذلك بالمجان، وتركز عملها بالأخص في الأكثر احتياجًا.

وفي السياق، بلغ عدد القوافل البيطرية المجانية التي أطلقتها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي خلال عام 2020 ورغم ازمة فيروس كورونا ما يقرب من 483 قافلة تم خلالها فحص وعلاج 234 ألف رأس ماشية.

وهو ما حذرت منه الدكتورة سماح نوح رئيس قسم الإرشاد البيطري ومسؤول العلاقات العامة والإعلام بالطب البيطري بالمنوفية، أن أخطر ما يصيب المواشي هو مرض الحمى القلاعية وهو مرض فيروسي، يصيب الحيوانات مثل الجاموس والبقر والغنم، وله مسمى آخر وهو مرض الفم والاظلاف لأنه يؤثر على هاتين المنطقتين، ويسببان التقرحات الموجعة، وأحيانًا يُحدث إلتهاب في حافر الحيوان ممكن أن يتسبب في خلع الحافر من مكانه ولذلك سميت بالقلاعية، لذلك لابد أن يُسرع صاحب الحيوان في إجراء التحصين اللازم قبل وقوع الكارثة.

وأوضحت «نوح» في تصريح لـ«الدستور» أن من الممكن ظهور المرض رغم عمليات التحصين للحيوان بسبب وجود الفيروس في جسمه، لكن لم تك أعراضه ظاهرة بعد وأن صاحب الماشية تكاسل في إحضار الطبيب المتخصص لفحص الماشية وتحصين باللقاء المناسب، ولجأ إلى جاره أو عامل بالوحدة لإجراء التحصين وبالتالي فتكون فعاليته صفر، لذا ساهمت هذه القوافل في الوصول إلى المزارعين والمربين لباب بيتهم حتى لا يكون هناك حجج وأعذار.

وتابعت أنه في حالة إصابة أي حيوان بالحمى الفلانية يجب عزله على الفور عن باقي المواشي الأخرى «معروف أن اللي بيربى بيبقى عنده كمية كبيرة مش واحد ولا اتنين ولازم يعمله فورا لو حس أنه مريض»، لأن المرض سريع الانتشار بالتنفس والريالة والبول والاحتكاك.

ولفتت «نوح» إلى أنه في حالة تم ذبح الماشية المصابة بالحمى القلاعية وتم توزيع لحمها «مبتموتش الإنسان» لحدوث عملية تيبس دمي بتحصل في اللحمة بعد الذبح تجعل عضلات اللحمة تفرز حمض اللاكتيك يقتل الفيروس، واحنا كمان بنطبخها على درجات حراراة مرتفعة فبتبقى كويسة، لكن مشكلتها أن قيمتها الغذائية هتكون أقل بس من اللحمة السليمة.

وتابعت: «إلا أنه في حاله تعامل الإنسان مع الحيوان المريض بشكل مباشر أو عن طريق اللبن المحلوب، يمكن أن ينتقل الفيرس إلى الإنسان، وفي هذه الحالة يكون المرض المصاب به هو فيروس كوساكي A ويسبب حويصلات بها صديد في الأيد والرجل والفم، ولكن لا يصيبه فيروس الحمى القلاعية لأنه خاص بالحيوان فقط».

وأضافت أن بعض المربين يلجأون ذبح الماشية بعد وفاتها لارتفاع سعرها وخوفا منهم على الخسارة التي ستنالهم، وهو أمر خطير لأنها لا تصفي دمها بل سيتجمع الدم في جسمها وأعضاءها ويتم بيعها للمواطنين.

وكان قد تم تنفيذ 310 قوافل من خلال الهيئة العامة للخدمات البيطرية في 22 محافظة، تم خلالها الفحص والعلاج والتحصين من الأمراض الجلدية لحوالي 37817 حيوانا، فضلا عن 23901 حيوان تم تحصينها ضد الطفيليات الداخلية، و40140 حيوانا تم علاجها من الأمراض المعوية والتنفسية ونقص التغذية، و25092 حيوانا تم علاجها من تأخر الحمل والكشف بالسونار، وكذلك إجراء حوالي 2525 عملية جراحية.