رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تركيا تشهد أزمات متعددة واقتصاد منهار.. وبايدن يستعد لمواجهة أردوغان

بايدن و أردوغان
بايدن و أردوغان

تعاني تركيا العديد من الأزمات، فعلى المستوى الداخلي يشهد اقتصادها تدهورا حادا، لاسيما في مجال الصادرات والواردات، والذي عانى في الفترة الأخيرة بسبب توسع الرئيس رجب طيب أروغان في سياساته العدائية ورغبته في فرض نفوذه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما دفع الأسواق العربية إلى اعتزال بضائعها إلى حد ما، وهو ما ساهم في تزايد عزلة أنقرة، خصوصا مع اتجاه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لفرض عقوبات اقتصادية عليها.

-المصدرون الأتراك ضحايا سياسات أردوغان العدائية في الشرق الأوسط
أفاد تقرير لإذاعة فرنسا الدولية، أن المصدرين الأتراك أصبحوا ضحايا لسياسة الرئيس رجب طيب أردوغان الخارجية العدوانية بعد توتر علاقة أنقرة مع معظم دول الشرق الأوسط التي تمثل سوقا كبيرة للبلاد، مضيفا أن التكاليف الاقتصادية الباهظة الناتجة عن عزلة تركيا تدفعها لإعادة ضبط سياساتها مع من حولها.

وأوضح التقرير أن سعي أنقرة لممارسة نفوذها في الشرق الأوسط وإفريقيا، أثار ردود أفعال قوية من دول المنطقة التي فضلت الابتعاد عنها واعتزالها اعتراضا على سياستها العدائية، وهو ما أضر كثيرا بالاقتصاد التركي، ﺨﺼﻭصا ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ، وهذا الضرر دفع أنقرة لمهادنة دول المنطقة وتخفيف حدة عدائها معهم.

ونقلت الإذاعة عن "علي إرين" الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الغلايات التركية "إرينسان"، قوله "توتر علاقة تركيا مع دول الشرق الأوسط، خصوصا مصر والسعودية، والتي تمثل أكبر أسواق أنقرة، جعلنا ننتقل إلى أسواق أخرى، مثل إندونيسيا وبنجلاديش".

وأضافت "أضرت المقاطعة التجارية السعودية بصناعة المنسوجات الضخمة في تركيا، والتي تزود العديد من العلامات التجارية العالمية الكبرى"، منددا بمحاولات الرئيس أردوغان المتزايد لتوسيع النفوذ التركي عبر شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

وذكر التقرير أن "تركيا في عهد أردوغان افتتحت عدة سفارات جديدة في جميع أنحاء إفريقيا على أمل الاستفادة من أسواق القارة، لكن الضغط الإقليمي المتزايد بقيادة الرياض يحبط الآن جهود البلاد لاختراق أسواق شمال إفريقيا."

وقال إمري كاليكان من جامعة أكسفورد: "تريد تركيا أن تكون لاعبًا اقتصاديًا في المنطقة، لكن تدهور علاقتها بكثير من دول المنطقة أصبح عائقا لها من الاستمرار في ذلك، لا سيما وأن اقتصادها موجه نحو التصدير بشكل كبير".

وأضاف كاليكان: "لا تزال تركيا تعاني من الآثار السلبية لتفشي فيروس كوفيد -19، لذا فقد واجه الاقتصاد التركي أيامًا صعبة"، متوقعا أن يكون ذلك حافزا قويا لسعيها إلى حل الخلافات مع دول المنطقة، وخصوصا السعودية.

وواصل قائلا " تأمل تركيا من خلال التقارب من المملكة العربية السعودية، أن يساعد ذلك اقتصادها على التعافي مرة أخرى، خصوصا وأن السعودية قاطعت البضائع والمنتجات التركية لمدة عام تقريبًا".

-وثائق تثبت علاقة أنقرة بالجماعات الإرهابية
ومن جانب آخر، كشف موقع "نورديك مونيتور" السويدي عن مجموعة من الوثائق التي تثبت علاقة النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان بالجماعات الإرهابية كـ"داعش" و"القاعدة"، موضحا أن المخابرات التركية عملت على دعم التنظيمات الإرهابية لتحقيق أهدافها الخبيثة في سوريا.

ووفقا لنسخة من شهادة ضابط بالجيش التركي، يدعى مراد علي التريك، من قيادة القوات الخاصة، أخفت المخابرات التركية معلومات واردة من الجيش الأمريكي ووكالة الاستخبارات الأمريكية CIA حول صلات تركيا بتنظيمي "داعش" والقاعدة، وذلك خلال برنامج تدريب سري ممول من البنتاجون، شارك فيه الظابط.

وأوضح الموقع أن المخابرات التركية أصدرت سرًا إرشادات حول كيفية اختيار وتجنيد المقاتلين السوريين في برنامج التدريب والتجهيز الذي تقوده الولايات المتحدة وطلب من الضباط الأتراك القيام بذلك، وكان ذلك جزءًا من عملية أمريكية تركية مشتركة أجريت في مقاطعات تركية على الحدود مع سوريا، بالتنسيق مع الجيشين التركي والأمريكي.

وكشف الضابط التركي أنه خلال تلك العمليات السرية، كانت المخابرات التركية تطلب منهم التركيز على الأشخاص الذين لديهم تعاطف تجاه الجماعات الإرهابية من بينها القاعدة وداعش، من أجل تجنيدهم للعمل في صفوفهم، في حين أنها كانت تبتعد عن أولئك المتعاطفين مع الجماعات الكردية.

وكان "نورديك مونيتور" نشر من قبل وثائق مسربة تكشف عن دعم أردوغان لتنظيم داعش الإرهابي لتحقيق أهدافه في المنطقة العربية، وتفضح تورط الاستخبارات التركية في دعم عناصر تابعة للتنظيم الإرهابي ومساعدتهم على الإفلات من الملاحقة الأمنية.

-بايدن عازم على مواجهة تركيا وسياسات رئيسها السلطوية
في سياق آخر متصل، قال إيان لينش، المحلل السياسي وكاتب الرأي لدى موقع "أحوال" التركي، أن تعيينات الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، في مجال الأمن القومي في إدارته تشير إلى عزمه مواجهة تركيا وسياسات رئيسها السلطوية وأنه على وعي بالتهديد الذي تمثله في الشرق الأوسط، وخصوصا تدخلاتها في سوريا.

وأشار لينش، في مقاله على "أحوال"، إلى أن العديد من الأفراد المعينون في إدارة بايدن، معروفون من قبل نظرائهم في أنقرة، بأنهم لديهم آراء سياسية تتعارض تمامًا مع الائتلاف الحاكم في تركيا، لا سيما فيما يتعلق بالأزمة في سوريا، هذا إلى جانب خبراتهم الواسعة بسياسات حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأضاف أن من بين هؤلاء الدبلوماسيين المخضرمين: فيكتوريا نولاند، والتي ستُرشح لمنصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، والتي عملت سابقًا في إدارة أوباما كمساعدة لوزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوروبية الآسيوية، ولها خبرة كبيرة بإدارة العلاقات الأمريكية مع دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

كما اختار بايدن الجنرال المتقاعد لويد أوستن وزيرًا للدفاع في إدارته، وهو من شكل شراكة فعالة مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في حملتها ضد داعش، وكان قد انتقد تهميش الحكومة التركية للأكراد السوريين الذين يعملون مع القيادة المركزية الأمريكية

وتابع أن بايدن سيرشح أماندا سلوت، الباحثة في معهد بروكينجز، التي كانت مسؤولة عن العلاقات الأمريكية مع تركيا وقبرص واليونان، مديرا أعلى للشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي، وهي على دراية كبيرة بقضايا الشرق الأوسط، ولديها أيضا خبرة واسعة في تنسيق السياسة الخارجية للولايات المتحدة مع الشركاء الأوروبيين.

ونقل الكاتب عن سلوت قولها " ما يجعل تركيا لغزًا سياسيًا هو أن قيادتها الإشكالية تواجه تهديدات حقيقية، وهي حقيقة غالبًا ما تبدو مفقودة في الغرب". وتابعت قائلة: "في الوقت نفسه، تزداد القيادة التركية سلطوية وتبتعد عن المعايير الديمقراطية".

وأوضح الكاتب أن سلوت، التي دعت تدرك الدوافع الحقيقية وراء سياسة أنقرة تجاه سوريا، وشددت على الآثار المزعزعة للاستقرار الناتجة عن قرارات أردوغان على الصعيدين المحلي والخارجي- فيما يخص قضية سوريا.

واختتم الكاتب مقاله "سيتخذ فريق بايدن للأمن القومي الناشئ نهجًا مختلفًا تمامًا تجاه تركيا، على عكس النهج الذي سار عليه ترامب، لكن أي تحسن في العلاقة الثنائية سيتطلب أيضًا من إدارة أردوغان تعديل توجهها تجاه الولايات المتحدة والانفتاح على التنازلات بشأن قضايا السياسة الخارجية الصعبة."

-أردوغان سيترك منصبه في رئاسة الحزب الحاكم مارس المقبل
وفي سياق أخر، كشف جورسل تكين، النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أن الرئيس التركي رئيس حزب العدالة والتنمية، رجب طيب أردوغان، سيترك منصبه في رئاسة الحزب، خلال مؤتمر العدالة والتنمية، الذي من المقرر انعقاده في شهر مارس المقبل.

وقال تكين، خلال حلوله ضيفًا على برنامج «الساعة 20» الذي تقدمه الإعلامية التركية، أوزليم جورسيس على قناة «خلق تي في»، إن «هناك حديثًا جادًا في الكواليس، سوف يستقيل أردوغان من رئاسة الحزب في هذا المؤتمر،وقد يأتي اسم آخر، وسيكون هناك تغيير شكلي، وربما يكون نعمان كورتولموش أو بن علي يلدريم هما البديلان وإن كان يلدريم أقربهما».محلل سياسي: اختيارات بايدن لمسؤولي إدارته تدل على عزمه مواجهة تركيا.

-استمرار التدهور في مجال حقوق الانسان في تركيا
وعلى الجاتب الداخلي، تعاني تركيا من تدهورا شديدا في مجال حقوق الانسان، حيث تعرض معلم تركي معتقل يدعى محمد درسولو، للاعتداء باللكمات والركلات في أحد سجون تركيا، لاعتصامه بداخل سجن بولو المغلق شمال تركيا، وفقا لما نشرته جريدة زمان التركية.

وقرر المعلم المعتقل الاعتصام اعتراضا على منعه من حقوقه في استخدام الكتب وتلقي الرسائل، والذي كان معلما للتكنولوجيا والتصميم في مدرسة "تشارميق ألابوغداي" الابتدائية في ولاية ديار بكر، وتم فصله تعسفيًا من عمله بموجب مرسوم قانون خلال حالة الطوارئ، وتم اعتقاله في سجن بولو المغلق.

وقد حُرم "درسولو" من حقه في الحصول على الكتب والرسائل داخل السجن، فقرر الاعتصام مع آخرين ولكنه تعرض للاعتداء من حراس السجن، وقالت زهرة درسولو عن الاعتداء الذي تعرض له شقيقها في السجن:" بالأمس، تعرض أخي محمد، وزميلاه دينيز شاه، وإلهان كايا للاعتداء أثناء اعتصامهم لأن حقوقهم في الحصول على الكتب والخطابات سلبت منهم، وتم الاعتداء عليهما باللكمات والركلات".

ويشهد سجن بولو العديد من الممارسات التعسفية وانتهاكات الحقوق، ويتم حرمان المعتقلين من حقوق قراءة الكتب ولا يتم تسليم الرسائل إليهم لفترة طويلة ولا يستخدمون الهاتف، وفي ظل منعهم من لقاء أقاربهم بسبب فيروس كورونا.