رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تؤثر التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية؟

المحاصيل الزراعية
المحاصيل الزراعية

يعاني العالم منذ عدة سنوات من تغيرات مناخية كبيرة، أثرت على الكثير من مناحي الحياة، ومنها الزراعة، وتقوم وزارة الزراعة بمجهود ضخم لتوعية الفلاحين بكيفية التعامل مع محاصيلهم خلال هذه التغيرات.

وتتعرض مصر خلال هذه الأيام إلى شبورة مائية كثيفة، ومن المتوقع أن تستمر لعدة أيام.. ولكن هل تؤثر هذه الشبورة على المحاصيل الزراعية؟.. هذا ما يجيب عنه خبراء الزراعة في حديثهم لـ"الدستور" خلال السطور التالية.

قال الدكتور محمد علي فهيم مدير مركز التغيرات المناخية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن المحاصيل الزراعية تتأثر بشكل كبير بتغيرات الطقس التي تؤثر سلبًا عليهم، موضحًا أن الشبورة المائية التي تغطي مصر حاليًا ولساعات طويلة تسبب انتشار الأمراض والآفات سواء أكانت فطرية أو بكتيرية على النباتات.

وأوضح أن رطوبة النباتات تعني أن معدل الامتصاص لكل النباتات يقل، وبالتالي يجب إضافة بعض المركبات التي تدعم هذه العملية مثل نترات المغنسيوم وتقليل كمية الري على فترات متقاربة لأن النبات لن يستطيع امتصاص المياه بشكل كبير أثناء زيادة الرطوبة والندى.

ونصح المزارعون بالحرص على الرش الوقائي من بعد الساعة العاشرة صباحًا بعد تطاير الندى من على النباتات.

وقالت سعاد محمد مهندسة زراعية، إن المناخ له تأثير كبير على المحاصيل، لهذا فهناك موسم لكل محصول بناءً على تحمله لحالة الطقس في هذا الموسم، موضحة أنه في السنوات الأخيرة أصبحت هناك تغيرات كبيرة في حالة الطقس، فأحيانًا يأتي فصل الصيف بموجات شديدة الحرارة تضر النباتات، وأحيانًا يأتي الشتاء بموجات صقيع تؤثر على الزراعة.

وأوضحت أن الشتاء الماضي كان به موجات برد شديدة هددت المحاصيل الزراعية وتسببت في أضرار كثيرة، مشيرة إلى أن المهندسين الزراعيين دائمًا ما يكونون على تواصل مع الفلاحين في فترات تغير المناخ لإعطائهم المشورة للحفاظ على محاصيلهم.

وعن اختلاف التعامل مع المحصول في موجات الحر والبرد، قالت سعاد إنه في موجات البرد الشديدة يتم ري الأرض بغزارة لجعل الأرض باردة طول موسم الزراعة وتقليل من أضرار الصقيع، مع الري المتكرر كل 5 أيام كحد أقصى خلال أيام توقع حدوث الصقيع، وملء قنوات الري بالماء ليلة الصقيع.
ناصف عبدالله مهندس زراعي رأى أن الكثير من المحاصيل تأثرت في السنوات الماضية بالتغيرات التي حدثت في المناخ، وهو ما نتج عنه تلف لبعض المحاصيل وزيادة أسعارها.

وأشار إلى أن هناك اختلافًا كبيرًا في التعامل مع المحاصيل في موجات الحر والبرد، موضحًا أن سماد المحاصيل يختلف في الصيف عن الشتاء، فوقت ارتفاع درجات الحرارة يتم تسميد المحاصيل بالنترات بدلًا من اليوريا أو سلفات الأمونيوم حتى تكون النباتات أكثر قدرة على تحمل الإجهاد الحراري، ويتم رش المحاصيل بعنصر الكالسيوم والبوتاسيوم لتحسين حالة النباتات وزيادة قدرتها على تحمل الظروف الجوية السيئة شديدة الحرارة.

وفي عام 2018 تعرضت مصر لموجة حارة، أدت إلى إهدار 50% من المحاصيل الزراعية الموجودة فى الأسواق، حسب شعبة الخضر والفاكهة بالغرفة التجارية للقاهرة.