رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فردتين شمال


خلاص، الزمالك جاب آخره، وحقق الحلم والمطلوب، وكسب الدوري موسم 1977 – 1978، فـ عادي الموسم اللي بعده 1978 – 1979، تقريبًا ما كانش فيه منافسة، لـ صالح الأهلي، وحققنا لـ تاني مرة، موسم اللا خسارة، وكنا لـ حد لحظتها، النادي الوحيد اللي يعمل كدا.

بس دي كانت أول مرة في دوري كلاسيكي، 12 فرقة 22 جولة، أكتر شكل وأكتر عدد أنا بـ أفضله (بـ المناسبة، الموسم دا، أول موسم شفته لايف، وفاكر مباريات فيه كويس).

في الموسم دا، كان بـ يهبط ناديين، وكان دمنهور حاسم مقعد من المقعدين، وضامن إنه نازل الدرجة التانية، وكان الصراع على الهروب من المقعد التاني، بين الإسماعيلي والأوليمبي، وقبل آخر جولة، كان الأوليمبي متقدم بـ نقطتين، وفارق الأهداف لـ صالحه.

كان الأوليمبي هـ يلاعب السويس، والإسماعيلي هـ يلاعب المقاولين، فـ لو الأوليمبي اتغلب 1- صفر، لازم الإسماعيلي يكسب المقاولين 4- صفر، مش أقل، عشان ينجو من الهبوط.

سبحان الله، فعلًا كسب أربعة بـ الظبط، فـ كدا الأوليمبي بقى هو الهابط، فـ راح اتحاد الكرة قال لك خلاص، لا إنت ولا هو، ولغوا الهبوط خالص، وقالوا نزود أندية الدوري بعد الموسم ما انتهى.

بـ النسبة لنا، في هذا الموسم، كان لمعان مهاجم شاب، عنده 22 سنة، كان لعب قبلها، إنما في هذا الموسم، بقى راس حربة أساسي لـ الفريق، هو جمال عبدالحميد، اللي جابه الكابتن عوضين من نادي المصنع الحربي، وكان هداف من طراز رفيع الحقيقة.

يمكن ما عندوش أوي حتة الترقيص، والحاجات اللي بـ تعجب الجمهور، أو هو مش مهتم بيها، إنما كانت عنده تلات ميزات واضحين:

أولًا، هيدر من أحسن أربعة هيدرز في تاريخ مصر، أنا شفتهم، مع علي أبو جريشة وحسام حسن وفلافيو، وأخيرًا ينضم لهم مصطفى محمد.

ثانيًا، تحركاته من غير كورة تتدرس، خصوصًا بـ هذا الوقت المبكر، كان بـ يعرف يروح فين، وياخد أماكن إزاي، والكورة لما تبقى جاية منين، هو لازم يبقى فين.

ثالثًا، بـ يلخص قدام الجون من أقصر الطرق، وبـ أقل الوسائل، بـ يوصل ويسجل أهداف.

أنا ما أعرفش يقينًا إيه اللي حصل مع جمال في الأهلي، وليه كان فيه فرق في التعامل، بينه وبين شريف عبدالمنعم، رغم إنهم كانوا في نفس الوقت.

يعني، الأهلي عمل كل حاجة ممكنة مع شريف، لـ إنقاذه وإعادته لـ الكورة، إنما لما جمال أصيب، وكان أصيب في التمرين، كان رد الفعل الاستغناء عنه.

مش مقتنع بـ كلام جمال، إنهم اضطهدوه والكلام دا، ولا مقتنع بـ كلام الأهلي، إنه السبب أخلاقي، حادثة شريف عبدالمنعم ما كانتش في العمرة، فيه حاجة أنا مش فاهمها، ومش عارفها.

المهم، إنه الأهلي استغنى عنه، وكان المفروض إنه بطل كورة، وما عادش ينفع يلعب تاني، إنما هو الحقيقة قدر يرجع بعد موسم غياب، وطبعًا راح الزمالك، وحقق معاهم نتايج ممتازة، ودخل نادي المئة، صحيح دخلها بـ الزق، إنما حتى والله وصوله لـ 90 و80 هدف إعجاز.

أكيد حضرتك ملاحظ، إني مش مهتم أوي بـ التتويج، الدنيا كانت محسومة، ولما دخلنا ع الجولة 20 كان فاضل 3 ماتشات، والفرق 5 بنط، يعني نكسب أي ماتش، نحسم البطولة، وقد كان.

في تلك الجولة، لاعبنا المصري في القاهرة، الخطيب وفتحي مبروك ومختار وشريف عبدالمنعم، سجلوا رباعية في الشوط الأول، واكتفينا بيهم.

الماتش اللي بعد الحسم، كان ماتش الزمالك، تحصيل حاصل، وكان الأهلي فيه لاعب اسمه "حمدي جمعة"، ما كانش من اللاعبين البارزين، وغالبًا مش في الفريق الأساسي، وحظه حلو لو دخل الإسكور شيت احتياطي.

قبل ماتش الزمالك بـ شوية، عرف إنه هيديكوتي حاطه أساسي، فـ اتفاجئ، هو كان مريح، لـ درجة إنه ما تممش على الزي والحاجات دي، فـ لقى إنه ما عندوش جزمة، فـ خاف يقول لـ الراجل، يطلعه من التشكيل.

جري على عم حارث، الحقني والنبي، راح عم حارث ما لقاش غير جزمة، الفردتين بتوعها شمال، معلش يا كابتن، خد اتصرف بـ دي. راح لابس الفردتين الشمال.

فاول بره منطقة الجزاء، على الجنب الشمال لـ الأهلي، المفروض تترفع جوه المنطقة، دخل الخطيب، وبدال ما يرفعها، رجعها لـ اللي جي من ورا مقابل، كان حمدي جمعة، وحط فيها رجله اليمين، اللي لابس فيها الفردة الشمال.

قوم لـ إنه لابس الجزمة غلط، طلعت عكس ما هو عايز، بس عكس ما هو عايز دا، هو الصح، راحت في المقص الشمال لـ الزمالك، وكانت هدف ما يتنسيش، ودا الهدف الوحيد، اللي سجله حمدي جمعة لـ الأهلي في تاريخ الدوري، يا ريت ما عرفت حكايته.