رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كفاح طالب».. يدرس في طب أسنان الإسكندرية ويعمل سائق «توك توك»

عماد عسل
عماد عسل

كفاحه ومساندته لأسرته، كان سببًا رئيسيًا في أن يصل إلى هدفه وتحقيق حلمه للوصول لكلية الطب، حيث نشأ في أسرة متعاونة يعمل بها الجميع لمساندة بعضهما البعض، ليختار أن يعمل سائق توكتوك بجانب دراسته حتى حصل على مجموع بالثانوية العامة يؤهله لدخول طب الأسنان، ولكنه لم يبتعد عن مهمته وأصبح «عماد» طالب بكلية طب الاسنان بجامعة الإسكندرية، وسائق «توك توك» في بلدته.

يقول عماد عسل الطالب بالفرقة الأولى بكلية طب الأسنان جامعة الإسكندرية، إنه اعتاد على العمل منذ كان في الصف الأول الإعدادي، وبدأ في مساعدة أسرته بالعمل على التوك توك الخاص بهم والذي كان يعمل عليه شقيقه الذي يكبره.

وأضاف لـ«الدستور» أنه نشأ في منزل الجميع يدرس ويعمل، وهو شيء يفتخر به، فلم يفرض عليه العمل، بل هو من اراد ان يعتمد على نفسه ويكافح ويكون فردا مؤثرا في المنزل والأسرة التي تتكون من الوالدين و3 أبناء وابنة، جميعهم تخرجوا من مؤهلات عليا بفضل تكاتف الأسرة.

وتابع قائلًا: «الشغل مش عيب، اخواتي اشتغلوا قبلي وهما بيدرسوا وأنا كمان واتعلمت من اخويا سواقة التوك توك»، موضحًا أنه عندما كان شقيقه الأكبر في الجامعة أراد أن يسانده حتى يستطيع شقيقه مواصلة دروسه، وبدأ في الصف الأول الإعدادي أن يتعلم قيادة التوتوك حتى اتقنه.

ولفت أنه عندما وصل للثانوية العامة كان هناك تقسيم للوقت حسب أوقات المذاكرة والدروس، ولكنه لم يتوقف عن العمل إلا وقت الامتحانات، مشيرًا إلى أنه كان هدفه هو الالتحاق بكلية الطب، وكانت سعادته الكبري عندما حقق هدفه وحلم أسرته الصغيرة، حيث جميعهم يشهدون له بالتوفق منذ صغره.

وأشار إلى أنه نشأ في أسرة الجميع يعشق العلم والعمل، فشقيقته خريجة كلية الحقوق وحاصلة على دبلومة في القانون الجنائي، وشقيقه الكبير حاصل على ماجستير في القانون الجنائي أيضًا، وكان يعمل أوقات الدراسة في مخبز، وشقيقه الأكبر تخرج من كلية الآداب قسم جغرافيا، وهو الذي كان يعمل معه على التوكتوك، فضلًا أن والده هو مدير مدرسة بالمعاش، ولكن لم يمنع ذلك أن يجتهدوا جميعًا للعمل بجانب الدراسة لمساعدة أنفسهم.

وأكد «عسل» أنه بعد التحاقه بكلية الطب، لم يتوقف عن العمل، بل حدد له مواعيد تتناسب مع الدراسة، حيث أنه يستغرق أكثر من ساعتين للوصول والرجوع، من وإلى الجامعة بالإسكندرية، فهو يقطن في مدينة شبراخيت بمحافظة البحيرة، مشيرًا إلى أن أهل بلدته يفتخرون به، وبعد التحاقه بكلية الطب كانوا لا يطلبون منه إيصالهم بالتوك توك لكنه أصر على مواصلة عمله فهو أحد الأسباب لما وصل إليه.

واختتم «عماد» حديثه ل «الدستور» قائلًا: «مهما حاولت اوفي حق والداي واخواتي مش هقدر، كانوا دائمًا أكبر داعم لي ووقفوا جنبي لحد ما وصلت لأول خطوة في حلمي».