رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأزهري» خلال خطبة الجمعة: لا تهدروا أعماركم هباء

أسامة الأزهري
أسامة الأزهري

ألقى الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية خطبة الجمعة اليوم من مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت عنوان «تعظيم قيمة الوقت».

وقال الأزهري، إن الصالحين كان لهم منهج في التعامل مع الأزمان، ملأوا أوقات حياتهم بالعمل الجاد النافع وعظموا ونظروا للقرآن الكريم فرأوا في مواضع لا تنحصر في القران أهمية الوقت، فأقسم بالفجر وقال تعالى "وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ" وأقسم بالليل فقال "والليل إذا يغشى" وأقسم بالنهار، وأقسم بالضحى، وأقسم بالعصر، إلى غير ذلك من الآيات الكريمات التي لفت الأنظار إلى عظم قيمة الزمن.

وأضاف: أدرك الصحابة ذلك ثم التفوا إلى مواريث النبوة فأدركوا أن المعنى ساطع كالشمس في البيان المحمدي الشريف فيروي البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.

وأوضح: الفراغ هو الوقت الذي ينتظر أن تملأه بجلائل الأعمال، فهو نعمة يغبن الناس فيها فيغيبون عن اغتنامها وعمارتها بالأعمال الجليلة الباقية وروى الحاكم من حديث ابن عباس أن النبي قال قَالَ رَسُولُ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ".. اغتنم حياتك قبل موتك وصحتك قبل مرضك وفراغك قبل شغلك، فلفت النظر مرارًا إلى وجوب اغتنام الانسان للأوقات وكان أمير الشعراء أحمد شوقي في غاية في العبقرية في البيان حينما صاغ هذا المعنى شعرًا عذاب تترنم به الألسنة إذ يقول.. دقات قلب المرء قائلةً له: إن الحياةَ دقائقٌ وثواني، فارفع لنفسك بعد موتك ذِكرها، الذِكرُ للإنسان.. عُمرٌ ثاني.

وقال إن من الناس من يعيش 60 سنة أو 70 سنة أو أكثر أو أقل أو أكثر فتهدر منه الأوقات وتنصرم منه الأعوام وتمر عليه الليالي وهو لا يدري فإذا به قد دخل الدنيا وخرج منها دون أن يترك بعد أثر يذكر له، ومن الناس من نور الله بصائرهم فلا يسمحون بدقيقة من أعمارهم أن تنقضي إلا جعلوها خزانة أوضعوا فيها الجواهر والنفائس من الأعمال الخالدة.

وتابع: لي صديق قضى 20 سنة من عمره في اليابان وذكر لي أن الـ 20 سنة خرج منها بمخالطة اليابانيين بكلمتين عظيمتين الإتقان والوقت، تأبى الهمة أن يكون الوقت التالي لهذه اللحظة أسوأ من سابقتها، تزيد همته لكل لحظة أن تكون متقنة وتكون همته لكل لحظة تالية أفضل من التي فيها فلا يزال في رقي مستمر طوال عمره.

وذكر قائلا: ودعنا عامًا واستقبلنا عامًا في بدايته دعوة مني: اعقدوا الهمم والنوايا على أن يكون العام المقبل عام جد وفكر واتقان وابداع وهمم وتواصل وبناء وحكمة وحضارة، إن هدي النبوة ليملأ وعي الإنسان تعظيمًا وانتبهًا وإقبالًا للأوقات لا تجعلوا أعمارهم تهدر هباء، اعمروا الأوقات وعظموا قيمة الزمن فإن من أئمة المسلمين من عني بتعظيم وقته وزمنه.

واختتم الدكتور أسامة الأزهري: دعوتي لكل أبناء مصر الكرام والأمة العربية والإسلامية ولكل إنسان على وجه الأرض أن تكون هذه الكلمات ميثاقًا إنسانيا مشتركا يكون فيه اغتنام الأوقات بما جعل الإنسان لو عاش 60 في العمر تكون 600 عام في الإنجاز والإنتاج.