رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة لتاريخ ترقيم المنازل والشوارع في القاهرة

جريدة الدستور

كانت ثمة مشكلة كبيرة تواجه المصريين المقيمين بأقاليم مصر عند سفرهم إلى القاهرة، وهو غياب دليل يرشدهم إلى منازل أقربائهم المقيمين بالقاهرة، ظلت هذه الأزمة قائمة حتى عام 1847.

يسرد الكاتب والباحث أيمن عثمان عبر كتابه موسوعة تراث مصر " أنه في عام 1847 أحس مجلس منظمة المحروسة بهذه الإشكالية.. بعد أن زادت معاناة الأهالي، وكثرت الشكاوى، ونادى البعض بضرورة ايجاد حل، فرفعوا الأمر إلى والي مصر محمد على باشا للبت فيه، مع توصية من مجلس منظمة المحروسة بضرورة كتابة أسماء للشوارع وترقيم المنازل، وجاء فيه " مما يستوجب المنافع العظيمة، ويورث السهولة لمن يقصد شارعا، أو بيتا سواء من الأهالي أم من الأجانب ".

يشير الباحث أيمن عثمان إلى أن ميدان باب الخلق كان مركزا للمحروسة، وتم وضع لافتات بأسماء الشوارع في مداخله، وراعوا أن نسبة الأمية عالية بين الأهالي، فميزوا لوحات الشوارع بالألوان.. هذا الشارع لوحته سوداء، وذلك لوحته بيضاء.. أما المنازل الموجودة يمين الشارع أرقامها فردية والمنازل الموجودة يسار الشارع أرقامها زوجية.

وأشار أيمن عثمان إلى أن اسماء الشوارع في ذلك الوقت كانت تسمي بالأسماء العالقة في ذهن الأهالي مثلا كان يسكن "كفراللي" وهو أحد قادة الحملة الفرنسية على مصر، كانت علاقته جيدة بالمصريين من جيرانه، لدرجة أنهم شطروا اسمه إلى مقطعين ليصبح "كفر.. اللي" ومن ثم استبدلوا الشطرين " اللي كفر" وأصبح مكان سكنه في ذهن الأهالي شارع اللي كفر أو الذي كفر وفيها "قنطرة" كوبري خشبي قصير ينقل بين ضفتين وهي قنطرة الذي كفر.