رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصحة العالمية تدعو أوروبا إلى بذل المزيد من الجهود.. والوباء يتفاقم فى آسيا

الصحة العالمية
الصحة العالمية

دعت منظمة الصحة العالمية الخميس أوروبا إلى "بذل المزيد" من الجهود في مواجهة "وضع ينذر بالخطر" بسبب انتشار نوع متحوّر من فيروس كورونا المستجد أشد عدوى في المنطقة، فيما يتفاقم الوضع الوبائي في آسيا، حيث أعلنت اليابان حالة الطوارئ مجددَا في طوكيو.

وقال مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغه، خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: "يجب تعزيز هذه الإجراءات الأساسية التي نعرفها جميعًا، بهدف خفض نسبة انتقال العدوى والتخفيف عن كاهل الخدمات الصحية المثقلة وإنقاذ الأرواح".

وأوضح أنه من المهم تعميم فرض وضع الكمامات والحد من عدد المشاركين في اللقاءات الاجتماعية واحترام التباعد الجسدي وغسل اليدين، ودمج هذه الإجراءات مع أنظمة الفحص والتعقب المناسبة وعزل المصابين بالوباء.

ووفقا لتقديرات المنظمة، فإن الفيروس المتحوّر "يمكن أن يحل تدريجيًا مكان الأنواع الأخرى المنتشرة في المنطقة، كما لاحظنا في المملكة المتحدة وبشكل متزايد فى الدنمارك".

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن 22 بلدًا فى منطقة أوروبا التى تضم 53 دولة من بينها روسيا، سجلت حالات مرتبطة بهذا الفيروس المتحوّر.

وحسب جدول الرصد الخاص بالمنظمة، سجّلت أوروبا التى تضررت بشدة من الوباء، أكثر من 27.6 مليون إصابة و603 آلاف وفاة بالفيروس.

ودخل إغلاق ثالث حيز التنفيذ في إنجلترا كما فرضت إجراءات عزل في اسكتلندا، فيما أعادت إيرلندا الشمالية وويلز الإغلاق للمرة الثالثة بعد عيد الميلاد مباشرة.

وشددت إيرلندا قيودها بسبب "تسونامي" في الإصابات، وفقًا لرئيس وزرائها مايكل مارتن، كما أن مدارسها ستبقى مغلقة حتى نهاية الشهر الحالي.

ويسود وضع مقلق أيضًا في جنوب أوروبا مع تسجيل البرتغال حصيلة قياسية من الإصابات اليومية بلغت 10 آلاف إصابة في 24 ساعة.

وتبقى اللقاحات الأمل الوحيد في القضاء على هذا الفيروس.

فقد وافق الاتحاد الأوروبي الأربعاء على لقاح «موديرنا»، لاستخدامه في الدول السبع والعشرين الأعضاء فيه، بعد الموافقة الشهر الماضي على لقاح فايزربايونتيك الذي أجيز استخدامه في 21 ديسمبر، وهو أمر سيعطي قوة دفع لحملات التطعيم التي اعتبرت بطيئة جدًا فى الاتحاد الأوروبي.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين: "مع لقاح موديرنا، وهو ثاني لقاح صرح به في الاتحاد الأوروبي، ستكون لدينا 160 مليون جرعة إضافية، بعد 300 مليون جرعة تم طلبها من فايزر- بايونتيك».

وتلقى أكثر من مليون من سكان الاتحاد الأوروبي جرعة من اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد، على رأسهم الدنماركيون والألمان والإيطاليون، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة «فرانس برس».

ومع ذلك، فإن حملات التطعيم بالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية ستكون "معركة طويلة جدًا"، وقال مايكل راين، مدير الطوارئ الصحية في المنظمة: "ما زال أمامنا طريق بالغ الصعوبة في الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة".

وقال مسئولو الصحة الأميركيون، أمس الأربعاء، إن واحدًا من بين كل 100 ألف شخص تعرض لرد فعل تحسسي خطر بعد تلقي جرعة من لقاح فايزربايونتيك، مؤكدين أن فوائد اللقاح تفوق بكثير أخطاره المحتملة.

والوضع الوبائي يتدهور أيضا في آسيا.

فقد أعلن رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا الخميس فرض حالة الطوارئ مجددًا في طوكيو وضواحيها لمواجهة الوباء، في حين أن الأرخبيل الياباني، لا سيما في العاصمة، يسجل حصيلة قياسية في عدد الإصابات.

وقال سوغا: "نعلن حالة طوارئ" لأن "هناك مخاوف من أن يكون للانتشار السريع لفيروس كورونا في أنحاء البلاد تأثير كبير على حياة السكان والاقتصاد".

وتشمل حالة الطوارئ التي تطال خصوصًا المطاعم والحانات، العاصمة وثلاث مناطق مجاورة، اعتبارًا من الجمعة ولمدة شهر. تعتزم منطقة آيتشي (وسط) طلب الانضمام إلى تلك المناطق.

ويسود القلق أيضا في الصين، حيث ظهر فيروس كورونا المستجد قبل أكثر من عام، وحيث تمكنت السلطات من القضاء عليه إلى حد كبير منذ الربيع.

فيوم الخميس، أبلغت السلطات عن تسجيل 63 إصابة جديدة بكوفيد-19 خلال الـ24 ساعة الماضية، وهو رقم قياسي في عدد الإصابات في البلاد منذ يوليو.

وسجّلت غالبية هذه الإصابات الجديدة في شيجياتشوانغ عاصمة إقليم هيباي المحيطة ببكين (51 إصابة أضيفت إليها 69 إصابة بدون أعراض).

وقطعت السلطات الطرق الرئيسية المؤدية إلى شيجياتشوانغ، صباح الأربعاء، كما أغلقت المدارس في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة.

وواجهت مهمة لبعثة خبراء منظمة الصحة العالمية إلى الصين، للتحقيق فى مصدر فيروس كورونا المستجد، حالة من الإرباك الأربعاء، بعدما رفضت بكين السماح للفريق بدخول أراضيها في اللحظة الأخيرة،  رغم أشهر من المفاوضات الشاقة.

وكان من المتوقع أن يصل عشرة خبراء إلى الصين هذا الأسبوع، في مهمة مسيسة وبالغة الحساسية لمعرفة كيف انتقل الفيروس من الحيوان إلى البشر.

وقالت بكين، الأربعاء، إن المفاوضات متواصلة مع منظمة الصحة العالمية حول "الموعد المحدد وشروط زيارة مجموعة الخبراء".

وفي لبنان، تم تسجيل 4166 إصابة جديدة بكوفيد-19 الاربعاء، وهو عدد قياسي يومي منذ بدء انتشار هذه الجائحة في البلد الذي باتت فيه المستشفيات شبه عاجزة عن استقبال المرضى.

وسبق أن سجل ارتفاع كبير في الإصابات في لبنان لا سيما 3500 حالة في 31 ديسمبر، ما دفع الحكومة إلى إعلان إغلاق البلاد اعتبارًا من الخميس حتى الأول من فبراير المقبل.

وسبق للبنان أن فرض إجراءات إغلاق كان آخرها في نوفمبر الماضي.

إلا أن التدابير خُففت كثيرًا في ديسمبر مع إعادة فتح الحانات والمراقص الليلية ما ساهم في ارتفاع كبير في الإصابات خلال فترة الأعياد.

ويوم الأربعاء، سجلت 15 ألفًا و769 وفاة بكوفيد-19 في العالم في غضون 24 ساعة، وهي حصيلة قياسية.

كذلك، يتفاقم الوباء في الولايات المتحدة التي سجّلت 3626 وفاة في غضون 24 ساعة، مساء الأربعاء، بالإضافة إلى 236601 إصابة جديدة.

وفي كندا، أعلن رئيس وزراء كيبيك، فرانسوا ليغو، فرض حظر تجوال ليليًا بدءًا من السبت وحتى 8 فبراير في هذه المقاطعة بين الساعة 20:00 حتى الساعة 05:00.