رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علماء مصريون يبتكرون وحدة هندسية للتخلص من الملوثات البترولية

الدكتور ياسر رفعت
الدكتور ياسر رفعت نائب وزير التعليم العالي

حصلت مدينة الأبحاث العلمية ببرج العرب على براءة اختراع رقم (٢٩٨٥٣) عن ابتكار (وحدة للتكسير الحيوي لزيت البترول داخل مياه البحر)، من مكتب براءات الاختراع التابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.

ضم الفريق البحثى الحاصل على براءة الاختراع الدكتور ياسر رفعت، نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الباحث بمعهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية بالمدينة، والدكتورة رانيا على عامر، العميد السابق بمعهد بحوث البيئة والمواد الطبيعية بالمدينة،والأستاذ بقسم التكنولوجيا الحيوية البيئية بمعهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، والدكتور طارق حسني طه، أستاذ المساعد بقسم التكنولوجيا الحيوية البيئية بمعهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية بالمدينة.

وقال الدكتور ياسر رفعت، نائب الوزير وأحد أعضاء الفريق البحثي، اليوم إن هذا الابتكار يأتى فى إطار توجهات الدولة المصرية نحو إيجاد حلول مبتكرة، للحد من انتشار التلوث في المسطحات المائية.

وأكد نجاح تصميم وحدة ذات أبعاد هندسية للتخلص من تلوث زيت البترول في مياه البحر والمسطحات المائية الأخرى من خلال مشروع بحثي ممول من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع علماء من الدول الأوروبية للكشف عن هوية وتنوع الكائنات البكتيرية التي تقطن البحر المتوسط.

وأوضح أن تلك الكائنات البكتيرية تستطيع التخلص من العديد من الملوثات البيئية المعقدة مثل زيت البترول الخام المتسرب للمياه نتيجة وجود تشققات في أنابيب نقل الزيت أو حوادث انقلاب السفن المحملة به والذي يتسبب في الانتشار الواسع لبقع الزيت على سطح المياه لمساحات تصل لعدة مئات من الكيلومترات والتى تلوث البيئة وتقتل الكائنات البحرية.

وأشار إلى نجاح الفريق البحثي في إجراء العديد من الدراسات المعملية لقياس قدرة تلك الميكروبات على تكسير زيت البترول الخام، بالإضافة إلى عزل وتعريف العديد من السلالات البكتيرية ذات القدرة على تكسير زيت البترول الخام والاعتماد عليه كمصدر وحيد للغذاء.

وعن المعوقات التي واجهها الباحثون أثناء إجراء تجاربهم، قال إنه مع رغبة الفريق العلمي في تنفيذ التجارب في الظروف الحقيقية للحصول على نتائج مقاربة للواقع، واجه الباحثون العديد من المعوقات التي تحول دون أداء تلك الدراسات داخل مياه البحر الفعلية، ومنها سرعة انتشار التلوث نظرا لطبيعة زيت البترول الكارهة للماء، والذي تحذر منه العديد من منظمات حماية البيئة، إلى جانب وجود العوامل الجوية المختلفة ووجود الأمواج في كثير من الأحيان مما يعيق دراسة التكسير الحيوي لزيت البترول داخل مياه البحر.

وأوضح أنه للتغلب على تلك المشكلة تم تصميم وحدة ذات أبعاد هندسية للتخلص من تلوث زيت البترول في مياه البحر والمسطحات المائية الأخرى لتنفيذ عمليات التخلص من الملوثات البترولية في الحقل مع الأخذ في الاعتبار جميع المؤثرات البيئية الطبيعية في مياه البحر بدلًا من إجراء دراسات معملية فقط.

وكشف عن تميز هذه الوحدة في منع تسريب زيت البترول إلى البيئة المحيطة وامتصاص الصدمات الناتجة عن اهتزازات الأمواج، بالإضافة إلى السماح للميكروبات محل الدراسة بالتكسير الفعلي لزيت البترول تحت ظروف الطقس الطبيعية، مما يجعل من نتائج هذه التجارب أقرب إلى الحقيقة، وبالتالي يمكن الاعتماد عليها واعتبارها طريقة مثالية للتخلص من التلوث البترولي في ظروف بيئية طبيعية.