رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا لم تلجأ التعليم إلى الأبحاث لإنهاء الفصل الدراسي الأول؟

الأبحاث
الأبحاث

مع تفشي فيروس كورونا المستجد منذ مارس الماضي، أنهت وزارة التربية والتعليم الدراسة بالمدارس إلى أجل مسمى حتى يتم توضيح الصورة خوفًا على الطلبة من الإصابة بالفيروس الوبائي.

ومع زيادة الإصابات وكذلك مرور الشهور، اتجهت الوزارة إلى تكليف الطلاب بإجراء مشروعات بحثية، كفكرة بديلة لتقييم الطلاب العام الماضي، بدلا من الامتحانات التقليدية، بعدما انتشرت جائحة كورونا وتم تعليق الدراسة.

وفي هذا العام الدراسي، قررت الوزارة تأجيل الدراسة وتحديد موعد الامتحانات بعد 20 فبراير وعدم الاعتماد على فكرة الأبحاث، وفي هذا الصدد قال الدكتور رضا حجازي، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن فكرة الأبحاث في تقييم الطلاب جيدة، ولكن أسيئ استخدامها خلال الفترة الماضية.

خبير تربوي: الوزارة تستغل هذه الفترة في تدريب الطلاب على أنماط الأسئلة الجديدة
قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، إن وزارة التربية والتعليم لجأت إلى نظام الأبحاث في تقييم الطلاب في النصف الدراسي الثاني بعد أن تفشى فيروس كورونا المستجد، بهدف المحافظة على أرواح الشباب والأجيال الصاعدة وهو حرص شديد من القيادة السياسية بحيث لا يوجد خسائر في الأرواح وبخاصة في الأجيال المستقبلية ثمرة مصر.

وأوضح شحاتة، في تصريح لـ"الدستور"، أن هذا الإجراء بتأجيل الدراسة حتى 20 فبراير لهذا العام الدراسي لنفس السبب كمحاولة لمنع التجمعات حفاظًا على الارواح، بحيث يتم تحديد موعد الامتحانات بعد هذا التاريخ وفي خلال هذه الفترة يتم تدريب الطلاب على أنماط الأسئلة الجديدة التي تخاطب القدرات العقلية العليا.

وتابع أن وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي استغل هذه الفترة في هذا الهدف، فلأول مرة في تاريخ التعليم في مصر يتم تدريب الطلاب على أشكال وأنماط الأسئلة التي تخاطب المهارات بالتفسير والتعليل وإبداء الرأي والحوار والنقاش والتعليق والتلخيص، ولذلك تم تخصيص منصات تعليمية للتدريب على هذه الأسئلة.

وأضاف شحاتة أنه تم وضع الأسئلة في منصة الإيمدو، وفي بنك المعرفة وفي البرامج التليفزيونية المقدمة للطلاب في كل فصل دراسي، وهو ما يحافظ على نظام التعليم بحيث لا يختل عند تحديد موعد امتحان نصف العام.

واستكمل أن هذه الطريقة يتنقل الطلاب من مرحلة التحصيل للنصف الدراسي الأول إلى مرحلة التحصيل للنصف الدراسي الثاني عندما يحين موعدها بعد أن تزول أو تخف حدة أزمة فيروس كورونا.

وأكد أن نظام الأبحاث موجود في الدول المتقدمة ولكن الأخطاء التي وقع فيها اآباء والأمهات بإسناد إجراء هذه الأبحاث التي تم تكليف أبناءهم بها إلى مدرسين ومراكز دروس خصوصية في مقابل مادي معين، كان سببًا في تجنب هذه الخطوة هذا العام بحيث يتم التواصل بين الطلاب وبين المدرسين باستمرار لتصحيح الأخطاء والمسار، ويتم تدريبهم على كيفية كتابة هذه الأبحاث بالشكل الأمثل وعدم الاعتماد على الغير.

مدرس لغة عربية: 10% فقط من الطلاب كتبوا الأبحاث بأنفسهم والباقي اعتمدوا على الغير
قال عماد أبو السعد، مدرس متقاعد لمادة اللغة العربية، إن عدم لجوء وزارة التربية والتعليم هذا الفصل الدراسي الجديد في تحديد نظام الأبحاث للطلاب للتقييم وتخطي العام الدراسي، نتيجة لفشل هذا النظام حيث لم يقم الطلاب بأنفسهم بإجراء هذه الأبحاث بل كان والديهم أو أحد أقاربهم أو شراءه من أي مكتبة مثلما شاهدنا جميعنا.

وأوضح أبو السعد، في تصريح لـ"الدستور"، أن 10% فقط هم من قاموا بهذه الأبحاث بأنفسهم في حين النسبة الأكبر اعتمدت على غيرها، رغم أن هذه الطريقة تعد الانسب والمواكبة للتعليم في الدول الأخرى حيث تعتمد على الفهم في مراجعة دروسه وفهمها وليس نظام الحفظ المعتاد.

وتابع أن تأجيل الدراسة والامتحانات والبت في أمرهم بعد 20 فبراير مثلما صدر القرار هو الصح والأنسب، حتى وإن كان هذا يعني أن يتم جمع العام الدراسي معًا لاداء الامتحانات، بحيث يتم اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية الوقائية عند تحديد موعد الامتحانات.

وأكد أن امتحانات الثانوية العامة في العام الماضي في ظل جائحة فيروس كورونا كانت خير مثال على إمكانية اتخاذ إجراءات احترازية وقائية خلال الامتحانات، "كان مجهود رائع جدا ومنظم من الوزارة ووزارة الصحة في الحفاظ على الأولاد حيث كانت الإجراءات الوقائية في المدارس على أعلى مستوى بداية من بوابات التعقيم وتسليم الكمامات والوقاية للطلبة والتي شهد بها الجميع".

ولية أمر: الامتحانات أفضل والأبحاث كانت جديدة على الطلاب
قالت نادية علي إنها تلقت اتصالا هاتفيا من خالها كي تذهب مسرعة إليه لم تستفسر عن السبب بل توجهت مسرعة كي تعرف ما يحدث، "أبلغني أن أولاده تم ابلاغهم بتقديم بحث مثل غيرهم من الطلبة كتقييم لهم للحصول على درجاتهم وانتهاء العام".

وأوضحت نادية أن الأطفال كانوا في الصف الرابع والخامس الابتدائي وقامت بعمل الأبحاث لهم من جوجل وبنك المعرفة والكتب، من خلال تسجيل كود الطالب في كل مادة "معرفوش يعملوا دا وانا اللي عملته لأن الحاجة كانت جديدة عليهم ومش فاهمينها".

وتابعت أن بنك المعرفة كان يحتوي على كافة المعلومات ولكن كانت أكبر من سنهم، حيث صعب عليهم فهمها ولكن كان لابد لي من مساعدتهم لإجراء بحثهم، وخاصة في مادة اللغة الإنجليزية ومادة الرياضيات كذلك فكان عن بحث في السياحة "وهما متعودين مسائل ويحلوها فكان غريب عليهم".

وأوضحت أن الامتحانات تعد الطريقة الأفضل لأنها تأتي في مستوى الطالب خاصة وانهم مدربين عليها، ولكن نظام الأبحاث كان شيء غريب عليهم ولن يستفيدوا منها، "لو اطلب منهم بحث عن المياه مستحيل طالب في رابعة ابتدائي يفهم يعني ايه بحث عن المياه أو السياحة"، ولكن المناهج الموزعة يمكنهم فهمها.