رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

2021 عام الدبلوماسية الصينية في إفريقيا

وانج يي
وانج يي

على مدى الثلاثين عامًا الماضية، حافظت الصين على تقليدها بإرسال وزير خارجيتها إلى إفريقيا في أول جولة له في العام الجديد.

وعلى الرغم من مضاعفات الوباء، الذي أدى إلى تقليص العديد من الرحلات الخارجية للدبلوماسيين حول العالم، فإن الجولة الإفريقية تعد أحد التقاليد التي تحتفظ بها الصين سنويا.

وفي 4 يناير، غادر وزير الخارجية الصيني وانج يي في جولة تشمل خمس دول أفريقية إلى نيجيريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وبوتسوانا، وتنزانيا، وسيشل، وستنتهي جولته في إفريقيا في 9 يناير.

وخلال هذه الجولة، سيجري عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية وانج يي مباحثات عميقة وتنسيقًا مع الدول الأفريقية، وسيعزز تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه الرئيس الصيني شي جين بينج والقادة الأفارقة ونتائج قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي والصين غير العادية.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون ينج قالت في إفادة صحفية أن جولة وزير الخارجية ستتركز حول التضامن ضد كوفيد -19، ودعم الدول الإفريقية في مكافحة الفيروس وتحقيق الانتعاش الاقتصادي، وتعزيز التعاون في مبادرة الحزام والطريق، وبناء مجتمع أوثق بين الصين وإفريقيا مع مستقبل مشترك.

وليس من المستغرب أن -جائحة كورونا المستجد بما في ذلك الوقاية من الأمراض والعلاج وتوزيع اللقاحات - وما يرتبط بها من دمار اقتصادي، كانت محور التركيز الأساسي للتعاون الصيني الأفريقي خلال العام الماضي، حيث عقد الرئيس الصيني شي جين بينج قمة افتراضية مع 13 زعيمًا أفريقيًا، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ركزت على التصدي لكوفيد-19 في يونيو 2020.

بالإضافة إلى ذلك، أرسلت الصين فرقًا طبية إلى إفريقيا، وقدمت الإمدادات الطبية، ووعدت بمنح الدول الأفريقية الأولوية للوصول إلى لقاح صيني في نهاية المطاف.

وعلى الجانب الاقتصادي، أكد وزير الخارجية الصيني وانج يي في مقابلة الأسبوع الجاري، أن الصين وقعت اتفاقيات تعليق خدمة الديون مع 12 دولة أفريقية، وقدمت إعفاءات من قرض معفى من الفائدة مستحق الدفع لـ 15 دولة إفريقية.

ويعد عام 2021 بداية واعدة أيضًا، بصرف النظر عن زيارة وانج، فقد دخلت اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وموريشيوس في الأول من يناير حيز التنفيذ، ويمثل هذا الاتفاق، الذي تم توقيعه في أكتوبر 2019، أول اتفاقية للتجارة الحرة بين الصين ودولة إفريقية.

ويتزامن دخولها حيز التنفيذ مع إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، مما قد يزيد من تأثير ميثاق الصين وموريشيوس، ووفقًا للمحللين من المحتمل أن تتطلع الصين إلى استخدام اتفاقية التجارة الحرة مع موريشيوس كنموذج للاتفاقيات المستقبلية مع الدول الأفريقية الأخرى.

في غضون ذلك، ستعقد قمة منتدى التعاون الصيني - الإفريقي القادمة في السنغال هذا العام بمشاركة مصر، والتي تقام مرة كل ثلاث سنوات وتجمع رؤساء دول وحكومات بجانب الصين وأكثر من 50 دولة أفريقية، هو أبرز ما في التعاون الصيني الإفريقي.

وتركز قمة هذا العام على ثلاثة مجالات ذات أولوية للتعاون في مجال اللقاحات، والتعافي الاقتصادي، والتنمية التحويلية، وستساعد جولة وزير الخارجية الصيني في أفريقيا هذا الأسبوع في إرساء الأساس لالتزامات ملموسة في تلك المجالات.