رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد عام من اغتياله.. كيف أثر مقتل «سليماني» على ميليشيات إيران؟

سليماني
سليماني

عام على اغتيال قائد فيلق القدس الإيرانى قاسم سليمانى فى غارة أمريكية بمحيط مطار بغداد، أسفرت عن مقتل أحد قادة إيران العسكريين ومهندس سياستها العسكرية الخارجية.

اعتبرت شبكة إيران إنترناشيونال أن لغياب سليماني تأثيرا جديا على النظام الإيراني، وفيلق القدس، والجماعات الموالية له سواء في سوريا أو العراق، حيث لم يستطع إسماعيل قااني، القائد الجديد لفيلق القدس، لعب نفس الدور، ولعل ما قاله زعيم حزب الله في أحدث مقابلاته قبل أيام لخير دليل على ذلك.

وأشار زعيم حزب الله إلى أن قاانى ما زال جديدا وبالتالي لا يمكن الحكم عليه من الان، على الرغم من مرور سنة على توليه المنصب.

وفى العراق، كان لاغتيال سليمانى تأثير كبير، وأفاد العديد من المراقبين، بأن ذلك بدا جليا تفلت بعض تلك الفصائل، عبر إطلاق الصواريخ العشوائية باتجاه المنطقة الخضراء ومحيط السفارة الأمريكية، في وقت أكد أكثر من مسؤول إيراني وتقارير عدة أن طهران لا تود التصعيد على الأرض.

وكشفت مجلة نيوزويك الأمريكية نقلا عن مسؤول عراقى رفض ذكر اسمه، أنه مع استمرار سقوط صواريخ الكاتيوشا على المواقع الأمريكية، تجد الحكومة العراقية صعوبة في التعامل مع تلك الفصائل غير النظامية التي تركت الان بدون قيادتها السابقة.

وتابع المسؤول العراقى "بمجرد مقتل سليماني والمهندس، لم يعد لتلك الجماعات شخص واحد أو شخصان يمكنك الذهاب إليهما والتحدث إليهما وما رأيناه في الفترة الأخيرة من تفلت في إطلاق الكاتيوشا، يجسد الافتقار إلى السيطرة، ولكن أيضا عدم قدرة الحكومة العراقية على التحدث إلى شخص أو شخصين لديهما السلطة على تلك الجماعات".

كما أفاد مراقبون بأن اغتيال سليمانى أربك مشروع توحيد قوات الحشد الشعبي وأطلقت المزيد من المنافسة في أوساط الميليشيات.

وسابقا، كان المهندس قد حث كتائب حزب الله التي يرأسها للاضطلاع بدور قيادي في هذا التوحيد لكن المجال أصبح الان متاحا أمام الجماعات الميليشياوية بأكملها للعمل بطريقة مختلفة، وقد يضعف ذلك مكانة كتائب حزب الله.

وحول اثار اغتيال سليمانى على فيلق القدس، فمن غير المرجح أن يعتمد على زعيمين إلى المدى الذي عول فيه على سليماني والمهندس، وبدلا من ذلك، من المرجح أن يعيد توزيع القوى بين العديد من القادة الصغار، مما يؤسس طريقة عمل أكثر أمانا وتنوعا.

وفى سوريا، قد تسعى إيران لتوسيع وتعزيز تشكيل عدة جماعات أصغر حجما، ووضعها تحت مظلة إيرانية عامة لضمان فعاليتها، وتحريضها الواحدة ضد الأخرى من أجل إبقائها تحت السيطرة.

وحاليا، تتداخل الكثير من الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة مثل هذه الجماعات، ولا سيما حول الحدود مع العراق وتضم هذه المناطق عددا كبيرا من القواعد، ومراكز لاعتناق المذهب الشيعي، كما تشهد جهودا للتجنيد.

ونظرا لأنها تشكل جزءا رئيسيا من الجسر البري الإيراني إلى الحدود اللبنانية مع إسرائيل، فهي مهمة جدا من الناحية الجغرافية الاستراتيجية.