رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة الاكتفاء الذاتي.. مصر تبدأ عصر تصدير الغاز الطبيعي

الغاز
الغاز

ربما تعلن مصر قريبًا اكتفائها كليًا وذاتيًا من الغاز الطبيعي، بعد أعوام طويلة من الجهد للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغاز وعدم اللجوء إلى الاستيراد، وذلك من خلال إنشاء محطات للغاز الطبيعي ومحاولات لزيادة الاكتشافات البترولية التي تزيد من وفرة الغاز الطبيعي في مصر.

ليس ذلك وفحسب بل عمدت الحكومة في الفترة الأخيرة إلى إنجاز مشروع تحويل السيارات من بنزين إلى غاز طبيعي، بسبب الوفرة التي أحدثتها وزارة البترول مؤخرًا في الغاز الطبيعي حتى تصل في النهاية إلى الاكتفاء الذاتي منه بل والوصول إلى مرحلة التصدير أيضًا.

ومؤخرًا بدأت الحكومة في إنشاء 325 محطة جديدة لتموين السيارات بالغاز الطبيعي العام المقبل، ليصل بذلك العدد الإجمالي لهذه المحطات في مصر إلى 550 محطة، وتعمل الحكومة على برنامج لزيادة عدد محطات الغاز الطبيعي تدريجيًا.

ويقوم على إنشاء محطات جديدة أولا في المحافظات التي لديها عدد أكبر من السيارات العاملة بالغاز الطبيعي، بحيث تكون كل محطة قادرة على تموين 1300 سيارة يوميا، وتخطط لبناء 100 محطة جديدة بشكل مبدئي لتلبية الطلب.

ولم تصل مصر إلى قرب الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي وإنشاء محطات الغاز الطبيعي للسيارات بسهولة، ولكن من خلال جهد وتطوير والعديد من الخطوات التي اتخذتها وزارة البترول من أجل الوصول إلى مرحلة الاكتفاء تلك.

الاكتشافات البترولية كانت أولى الخطوات التي اعتمدت عليها الحكومة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، حيث مر عامي 2018 و2019 بالعديد من الاكتشافات البترولية منها حقل ظهر العملاق والذي يعد أعظم اكتشاف بترولي في مصر والشرق الأوسط خلال عام 2018.

وفي ديسمبر قبل الماضي كان ينتج حقل ظهر 350 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز، وبات ينتج 2 مليار قدم مكعب غاز حاليًا، ومن المقرر وصوله إلى 2.7 مليار قدم يوميًا بنهاية العام الحالي، حيث أنه حقق طفرة في وفرة الغاز الطبيعي داخل مصر.

ولا ننسى الحقول التي تم اكتشافها في محافظة الإسكندرية مثل "أتول ونورس" في شمالها تحديدًا، والتي من المفترض أن تكون دخلت مراحل الإنتاج، وكذلك ميناء الغاز الطبيعي بالعين السخنة ورصيفه البحري، والذي يعد بداية لإنشاء مركز إقليمي للطاقة بمصر بتكلفة 400 مليون دولار بشراكة عربية.

ومن الاكتشافات التي ساهمت في توافر الغاز الطبيعي في مصر كان حقل "بشروش" الذي تم اكتشافه خلال سبتمبر من العام 2019، حيث أعلنت شركتا "إيني" الإيطالية و"بريتش بتروليوم" البريطانية عن اكتشاف حقل غاز جديد في المياه المصرية بالبحر الأبيض المتوسط والذي يوفر 250 مليار قدم مكعب من الغاز.

وتدل الأرقام الرسمية وفق بيانات وزارة البترول أن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي بنسبة كبيرة حيث وصل الإنتاج من الغاز الطبيعي 7.2 مليار قدم مكعب يوميًا خلال عام 2020، بينما قفز إنتاج مصر من الغاز من 3.6 مليار قدم مكعب، منذ أربع سنوات، إلى نحو 6.6 مليار العام الحالي.

وهناك إتفاقية تم توقيعها بين وزارتا البترول في مصر والأردن خلال عام 2019، تنص على تصدير الغاز المصري إلى الأردن بواقع 250 مليون قدم مكعب غاز يوميًا، وتصدر مصر بالفعل نحو 250 مليون قدم مكعب غاز يوميًا في الوقت الراهن.

ومنذ عام 2019 وتوقفت مصر عن استيراد الغاز المسال من الخارج، حيث تم الاكتفاء بالإنتاج لديها، حيث كانت تستورد شحنات غاز مسال بقيمة تصل إلى 280 مليون دولار شهريًا، إلا أن الاكتفاء الذاتي سيوفر وفق بيانات وزارة البترول نحو 3 مليارات دولار، إذ يصل استيراد مصر احتياجاتها من الوقود شهريًا بنسبة 35% من إجمالي الكمية المطلوبة.

واعتمدت الحكومة في رحلة الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي على البنية الأساسية لنقل وتداول الغاز الطبيعي بشبكة رئيسية بإجمالي 7 آلاف كم، وشبكة توزيع بإجمالي 31 ألف كم، وكذلك 29 محطة معالجة غاز ومجمعي إسالة الغاز الطبيعي بدمياط وإدكو، ووحدتين عائمتين لاستقبال الغاز المسال بطاقة نحو 1300 مليون قدم مكعب يوميًا، ويتم حاليًا إنشاء إنشاء مستودعات بترولية لإعادة التصدير.

ولذلك تحاول الحكومة زيادة عدد محطات الغاز الطبيعي من أجل تنفيذ مشروع استبدال نحو 1.3 مليون سيارة خاصة قديمة و50 ألف سيارة أجرة يزيد عمرها عن 20 عامًا بسيارات جديدة تعمل بالغاز الطبيعي خلال السنوات القادمة، بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 20 مليار جنيه.