رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرز ما قاله المستشار الألماني الأسبق «شميت» عن السادات

شميت والسادات
شميت والسادات

يأتي كتاب «السادات شميت حوار الأزمات» الصادر عن دار العربي للنشر والتوزيع للكاتب كارل جوزيف كوشيل، وترجمة الدكتور محمود عبدالله النزلاوي، أحد أبرز الكتب التي تناولت أفكار الرئيس الراحل محمد أنور السادات ورؤيته للسلام المقترنة بالأديان.

يتناول الكتاب الذي تجاوز 300 صفحة من القطع المتوسط، اللقاء الذي تم بين المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميت والرئيس الراحل محمد أنور السادات في رحلة نيلية في ديسمبر 1977، حيث تخلل هذه الجلسة حديث طويل بين السياسين الكبيرين حول الدين ودوره.

واستعرض المؤلف كارل جوزيف كوشيل كيف شكل هذا اللقاء وهذا الحديث نقطة تحول جذري في موقف المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميت عن أهمية الدين في السياسة بعد اللقاء أن اكتسب الدين مفهوما جديدا لديه، وكيف يمكن تحقيق السلام العالمي من خلال ذلك.

يقول «شميت» فيه ندوة «الإسلام» عن حواره مع السادات لجريدة «تسايت» عام 1993: «لقد أعجبت كثيرا بحديث السادات الذي قال فيه إن الأديان السماوية التوحيدية الثلاثة قد أوحي إليها على أرض سيناء، وأننا جميعا أبناء إبراهيم».

وعن صداقته بالسادات، يقول: «كنا صديقين عندما زرت مصر رسميا في عام 1977 ومازلت أتذكر رحلتنا النيلية المشتركة إلى أسوان، كما أنها كانت بالأمس، كانت ليلة منيرة واضحة النجوم وقد جلسنا على سطح السفينة، بينما كنا ننظر إلى النجوم في السماء وشرح لى الرئيس السادات الأصل المشترك للديانات التوحيدية الثلاثة».

وأضاف: «هذا النوع من الانفتاح غير مألوف، وغير متوقع من رئيس حكومة ولم يحدث هذا من قبل أو بعد أن تحدثت بمثل الاستفاضية والتفصيل عن الأديان مع رجل دولة أجنبي، لقد أحببته، كنا في العمر نفسه تقريبا، عدا أنه كان يصغرني بيومين.. اعتبر حديثنا الليلي على النيل واحدة من أسعد ذكريات حياتي السياسية».

وأشار المؤلف كارل جوزيف إلى أن السادات في حوار المطول مع «شميت» لفت انتباهه إلى أن الديانت التوحيدية الثلاثة كلهم جاؤوا من أصل واحد وأب واحد من النبي إبراهيم عليه السلام، كما أن هذه الديانات الثلاثة تعرف إلها واحدا.. هذه الحقيقة الذي إذا فطنوا إليها لن يجدو سببا للعداوة والكراهية ـ والشعور بالفوقية على الأخرين، فقوة الإيمان قادرة على الالتزام بتحقيق السلام ونبذ الكراهية، لأنها أكبر بكثير من مجرد المصالح المادية المشتركة.