رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أنقذت «إحساسك نعمة» آلاف الأقدام من البتر؟ (ملف)

البتر
البتر

انطلقت، قبل أيام، المرحلة الثانية من الحملة القومية لعلاج التهاب الأعصاب الطرفية "إحساسك نعمة" تحت إشراف وزارة الصحة، بمشاركة المعهد القومي للسكر والجمعية المصرية للقدم السكري والجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب.

وتعود القوافل الطبية بالمحافظات المختلفة بعد أن توقفت بسبب الظروف الاستثنائية الخاصة بفيروس كورونا، وتساهم المبادرة في اكتشاف المصابين بـ"التهاب الأعصاب الطرفية"، بالاستعانة بأطباء متخصصين، وإجراء الفحوصات الخاصة بمرض السكر، وصرف العلاجات بالمجان.

«الدستور» تحدثت مع عدد من المستفيدين من المبادرة، وكيف غيّرت تلك المبادرات من حياتهم بعد أن أخمدت أوجاعهم، بجانب الخضوع للعمليات اللازمة للشفاء.

مريم: وصفولي بعض الأدوية لالتهاب الأعصاب الطرفية
تعاني مريم يونس موظفة خمسينية، من مرض السكري منذ أعوام وكذا الأعراض أو الأمراض المصاحبة له، ومما يسببه من مشكلات عديدة للشخص المصاب به: "مرض السكر من أسوأ الأمراض اللي الواحد ممكن يصاب بيها، خاصة لو قياس السكر غير معتدل، فإذا كان معدله مرتفع أو منخفض بيسبب لي مشاكل كثيرة ومختلفة، وبالتأكيد أبرزها التهاب الأعصاب الطرفية لأن المرض دا منتشر جدًا مع أصحاب مرض السكري".

تضيف يونس منذ فترة بأت أشعر بآلام لا تحتمل في المفاصل وصاحبها احمرار في أطراف الجسم لاسيما عند القدمين، مؤكدة أنها تتابع بشكل مستمر مع طبيبها الخاص وتحافظ على تناول جرعات الأنسولين، ولكن عندما اشتدت الآلام عليها ورأت خبرًا عن إطلاق حملة "إحساسك نعمة" لعلاج التهاب الأعصاب الطرفية بدأت تتابع الحملة لتعرف متى سيتم إطلاقها وأي المحافظات ستواجدون فيها.

تابعت يونس أنها كشفت واستشارت أطباء الحملة القومية لـ "احساسك نعمة" والذين كشفوا لها قيامها بتناول أطعمة خاطئة تمامًا من شأنها أن تؤخر حالتها الصحية كونها مريضة السكري، عليه وصفوا لها دواء جديد بجرعات محددة تتناولها قل أن يتفاقم الأمر؛ لأنها لا تزال في المراحل الأولية من مرض التهاب الأعصاب الطرفية التي يمكن علاجها باتباع بعض العادات الصحية السليمة وأخذ الدواء المناسب.

تقول: "الكشف والاستشارة تبع حملة "إحساسك نعمة" مجانًا تمامًا، وهذا ما يميز الحملة لأن تخصص أمراض الأعصاب يعد من التخصصات المكلفة في مرحلة العلاج والكشف لدى أي طبيب، لكن توفر الحملة القوميةكافةالاستشارات والكشوفات مجانًا، بالإضافة إلى المزايا الأخرىكالمتابعة مع الحملة والتواصل معها كان سهلًأ وأيضًا مجاني".

نشوى: بستشير "احساسك نعمة" دائمًا
نشوى حسين، ثلاثينية، تقول إنها اكتشفت إصابتها بمرض السكر مؤخرًا بعد إجراء الحاليل والفحوصات التي أكدت أصابتها بالسكر، ومنذ ذلك الوقت وهي تتابع بشكل مستمر أنظمة الغذاء الصحية وتناول دواء السكر لضبط معدلاه في الجسم؛ حتى لا تتأخر الحالة أو يحدث مضاعفات.

أكدت أنها استفادت من الحملة القومية لـ"احساسك نعمة" من الجانب التوعوي؛ لأن الحملة ترسل لها بشكل دوري العادات الصحية السليمة التي يجب أن تتبعها لتجنب أي مضاعفات لمرض السكري والتهاب الأعصاب الطرفية المصاحب له، بالإضافة التوعية بشأن ظهور  الأعراض التي تتطلب ضرورة الذهاب إلى إحدى قوافل الحملة القريبة من المريض.

تقول حسين: "برسل بشكل مستمر قياس السكر الخاص بي لحملة احساسك نعمة، وبيردوا عليا إذا كان يحتاج إلى ضبط أكثر في مستواه في الجسم أم لا، إضافة إلى حينما أشعر بأي أعراض مستجدة بستشير أطباء الحملة وبيكتبوا لي الدواء المناسب والعادات التي اتجنبها في الطعام وغيره من ممارسات الحياة اليومية، لذلك بشعر بتحسن بشكل دائم نتيجة متابعة حملة احساسك نعمة معي دائمًا".

المنتظرين لقوافل "إحساسك نعمة"
تمثل الحملة أهمية قصوى للكثيرين من مرضى القدم السكرى، فحياتهم تكاد تتوقف بعد معرفتهم الإصابة بالمرض، لأن إلتهاب الأعصاب الطرفية قد يؤدي في النهاية إلى إعاقة جسدية، ويفقد المريض القدرة على الحركة بعد فترة من الإصابة بالالتهاب.

تشير إحصائيات الجمعية المصرية لمرضى السكري بأن نصف المرضى يصابون بمشاكل في الأعصاب الطرفية، ولكن بدرجات متفاوتة ولكنه في النهاية يؤثر تأثير مباشر على حياتهم وروتينهم اليومي.

وتصف مريم يوسف، أحد المصابين بمرضى السكرى ما تشعر به: " عندي سكر وضغط ونفس أعراض الروماتيد، وأعاني من كثرة العلاجات التي أتلقاها، وفي الفترة الأخيرة أصبحت أشعر بتنميل في منطقة الفخد، والحرقان الشديد، ومن كثرة الإعياء لا أستطيع القيام بأي شئ".

ويعاني رمضان النادي من المرض منذ أكثر من خمسة وعشرين عامًا، ودائمًا ما يشعر بالتنميل في قدميه عندما يحاول الخلود إلى النوم في كل ليلة: " في جزء من فوق القدم بيتصلب كل يوم لما بحاول أنام، ومستنى الحملة علشان أعرف أنواع العلاج المناسب".

تنتظر مها صدقي وصول حملة إحساسك نعمة إليها، لأنها لا تستطيع النوم من شدة الحرقان الذي يضرب أطرافها كل ليلة، وتعاني من المرض منذ 10 سنوات، وتطالب بوضع أرقام محددة لسهولة الوصول إلى الحملة في أي وقت، عندما يحتاجها المريض.

ومن المنصورة تتحدث أمل حازم عن أهمية الحملة، بسبب ما يعانيه مريض التهاب الأعصاب الطرفية من التشخصيات والعلاجات الكثيرة، واللجوء إلى الحقن شديدة المفعول، وفي النهاية يظل المريض عالقًا بين أنواع الأدوية لا يدري أيًا منها مفيد وأيها مضر، ولهذا ستوفر الحملة الإجابات على الأسئلة المتكررة من مرضى القدم السكري وإلتهاب الأطراف.

ومن بين المرضى كانت إحداهن التي لم يتم تشخصيها بمرض السكر، ولكنها تعاني من نفس أعراض إلتهاب الأعصاب الطرفية، وتقول ألطاف زيدان: "معنديش سكر ولكن من حوالي أربع سنين حصلتلي مشاكل صحية كبيرة وتطورت وفقدت التحكم في رجلي، وأحيانًا أقع على الأرض لما أحاول أمشي". 

ويحتاج محمود جعفر حملة إحساسك نعمة للتواجد في حياته، فقد يكون أكثر المحتاجين إليها بسبب إصابته بمرض السكر والسرطان في آن واحد، وذلك قبل 11 عام، وتسببت العلاجات الكيماوية له إلتهاب شديد في الأعصاب، ومثل جميع مرضى القدم السكرى يفقد القدرة على الحركة أحيانًا بسبب التنميل الدائم في قدميه، ولهذا ينتظر حلًا من أطباء الحملة، لعلهم ينجنونه مما يعانيه من عذاب المرضيين مجتمعيين. 

مها: جميع الاستشارات مجانية.. وانتظر انطلاق قافلة مجانية قريبة

مها صدقي، تجاوزت الخمسين عام، تقول إن مرض التهاب الأعصاب الطرفية من أسوأ الأمراض التي يمكن أن يُصاب بها الإنسان، لأنه في الحالات المتأخرة من المرض يصل الالتهاب إلى بؤر الأعصاب نفسها، وبالفعل تعرضت لهذه الحالة المأسوية فقد بدأ الأمر بمجرد إحمرار الأطراف ووجع خفيف كان ينتهي بالمسكنات، ولكن بمرور الوقت تفاقمت الحالة وأصبح المسكن لا يقوم بدوره الفعال.

تروي "صدقي" أنها عندما اشتدت عليها آلام التهاب الأعصاب الطرفية، في تلك الأثناء رأت منشورًا وخبرًا عن الحملة القومية لـ "احساسك نعمة" التي تقدم الخدمات الطبية العلاجية للمرضى مجانًا، موضحة: " بالفعل بدأت اتواصل مع الحملة عن طريق الصفحة الرسمية الخاصة بهم، وقدموا لي التشخيص المبدئي وقد منعوني تمامًا من تناول المسكنات لأنها أخطر ما يكون لاسيما في مرض التهاب الأعصاب الطرفية، وبعدما تواصلت معهم أرسلوا لي الأدوية والعلاجات التي يجب أن استمر عليها وهي بدون أعراض جانبية".

ذكرت "صدقي" أنها على توصل مستمر مع الحملة القومية، حتى تعرف موعد إنطلاق أقرب قافلة طبية لمسكنها؛ لمرجعة ذلك إلى أنها تجد صعوبة في الحركة ولا تستطيع الذهب بعيدًا عن المنزل، مؤكدة أن قيام الحملة بالتشخيص المبدئي لحالتها ووصف الأدوية اللازمة لها كان له أثره الإيجابي على الحالة لاصحية لها، حتى أنها تنتظر القافلة للاستفادة من الأدوية المجانية والكشف الطبي المجاني.

استشاري جراحة عظام: الاكتشاف المبكر خير من التدخل الجراحي
علق الدكتور سامح موسى، رئيس قسم جراحة العظام بمستشفى كفر الشيخ، على إنطلاق المرحلة الثانية من مبادرة إحساسك نعمة أنها ستكون ذات نفع للكثير من المرضى بحيث يكتشفوا إصابتهم بشكل مبكر وتمنع التدخل الجراحي للمرضى في حالة التأخر في اكتشاف الاصابة، وكذلك منع ضمور سكري بحيث تصبح العلاجات غير مفيدة مع المريض، ففي حالة التأخر في اكتشاف المرض يحدث ضمور نهائي في الاعصاب الطرفية للمريض فالخلايا العصبية لا تُجدد.

أوضح موسى، لـ"الدستور"، أن مرضى السكر يصابوا بمرض التهاب الاعصاب الطرفي السكري  الثانوي نتيجة مرضهم، وهناك آخرين يصابوا بمرض عصب طرفي أولي إما نتيجة مرض عضوي مثل الانزلاق الغضروفي أو ضمور الأعصاب الطرفية يصاب به مرضى غير مصابين بالسكر.

وذكر موسى أن هناك التهاب العصب الطرفي الحسي وليس الحركي الذي يلتهب  نتيجة حدوث تليف في القنوات العصبية وعادة يكون التدخل لعلاجه جراحي، ويتم تشخيصه من خلال عمل رسم عصب لاعصاب الأيدي أو القدمين.

أضاف أن التهاب الاعصاب الطرفية يمكن أن يصيب الأشخاص الذين يبذلون مجهود مضاعف "حركتها كتير وشغلها كتير"، أما بالنسبة لمرضى السكر فيحدث لهم بعد فترة زمنية طويلة من تعايشهم  معه حيث يحدث نقص في فيتامين ب مركب، ومع طول فترة السكر مع المريض يحدث ضعف في العصب.

وعن كيفية اكتشاف المريض بإصابته بهذه الالتهابات في حالة لم يك مريض سكر، أوضح موسى أن المريض يشعر بأوجاع في الأطراف وعدم القدرة على التحكم في الحركة سواء في اليدين صعوبة مسك الموبايل لفترة طويلة على سبيل المثال، ولو كانت ربة منزل لا يمكن أداء مهام المنزل بسهولة أو صعوبة في تقطيع الخضروات فتجد صعوبة في التحكم في يديها، وفي القدمين يجد المريض صعوبة في المشي لمسافات طويلة ويشعر أن قدمه "مخنوقة"، والمرحلة الأصعب حدوث تنميل في الأطراف وبداية فقد الإحساس بشكل تدريجي.

المسئول العلمي للحملة: تجاوزنا 500 ألف مستفيد

الدكتور هشام حفناوي، العميد السابق لمعهد السكر ورئيس اللجنة القومية للأمراض المزمنة بوزارة الصحة، قال أنه يوجد في مصر ما يقرب من 8.9 مليون مريض يعاني من السكري، وهذا ما أكدته حملة 100 مليون صحة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن الحملة كان لها الفضل في اكتشاف وتشخيص المواطنين المصابين بمرض السكر مبكرًا قبل أن تظهر عليهم مضاعفات المرض.

أوضح رئيس اللجنة القومية للأمراض المزمنة بوزارة الصحة، أنه حينما تم اكتشاف هذا الرقم الضخم لمرضى السكر في مصر، كان لابد من إطلاق حملة أخرى تركز على مضاعفات مرض السكر التي تشكل خطورة كبيرة أكثر من المرض نفسه على صحة المريض، ومن هنا تم إطلاق الحملة القومية لمبادرة "إحساسك نعمة" منذ عامين لتجوب جميه أنحاء محافظات الجمهورية وتقدم الخدمات الطبية للمواطنين.

ومع إطلاق حملة "احساسك نعمة" تحت مظلة 100 مليون صحة، كان "حفناوي" مسئولًا علميًا لدى المبادرة، وأوضح أنه كان المستهدف من "احساسك نعمة" تقديم الخدمات الطبية لـ  200 ألف مريض ولكن تضاعف الرقم وتجاوز 500 ألف مستفيد، وتوقفت الحملة أكثر من شهر نظرًا لظروف جئحة فيروس كورونا المستجد، ليتم إطلاق المرحلة الثانية من الحملة القومية منذ أيام قليلة لبدء انطلاق القوافل الطبية في الحافظات.

أشار رئيس اللجنة القومية للأمراض المزمنة بوزارة الصحةأنه بحكم مسئوليته عن الجانب العلمي لحملة "إحساسك نعمة" فقد تم الاهتمام لاشق التوعوي للحملة القومية، وبالفعل تضمنت حملات توعوية للمواطنين عن خطورة مرض السكر ومضاعافاته وكذا خطورة التهاب الأعصاب الطرفية، فيما تم تنظيم محاضرات طبية وعلمية للأطباء لتدريبهم وثقل خبراتهم بشأن هذا المرض ومهام وأهداف الحملة.

مخ وأعصاب: التهاب الأعصاب الطرفية من أخطر الأمراض التي يجب التوعية بشأنها
هاني هليل، رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفي الشرطة، كشف أن مرض التهاب الأعصاب الطرفية من الممكن ألا يعرفه الكثير ولكنه يعد واحدًا من أكثر الأمراض خطورة على صحة الإنسان نظرًا لمضاعفاته التي يتسبب فيها والتي في أحيان كثيرة تصل إلى البتر، لذا اعتبر "هليل" أن الجانب التوعوي التي تقدمه الحملة القومية إحساسك نعمة" من أهم ما يميز مهام الحملة القومية.

أوضح هليل أن مرضى السكر هم أكثر الحالات عرضة للإصابة بمرض التهاب الأعصاب اطرفية، والتي تبدأ أعراضه بآلام شديدة في الأطراف يصاحبها سخونة واحمرار في بعض الحالات، وفي الحالات المتأخرة قد يفقد المريض حاسة اللمس في الأطراف وقد يصل الأمر إلى تعرضه لجروح ولكنه لا يشعر بها، وهي أخطر المراحل التي يمر بها المريض.

وتابع رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفي الشرطة، أنه لهذا السبب تكمن أهمية الجانب التوعوي لحملة "احساسك نعمة" تحديدًا، لأنه في حالات  التشخيص الباكر لأمراض الأعصاب قد يساعد في معدلات الشفاء والاستجابة للمرض قبل تأخر الحالة وتفاقم المضاعفات، وهذا بالضبط ما تقوم به الحملة فالتوعية والوقاية خيرًا ألف مرة من العلاج والدواء،  فضلًأ عن ضبط معدلات السكر في الجسم لتجنب أي مضاعفات لمرض السكر أو حدوث التهابات الأعصاب الطرفية.

استشاري مخ وأعصاب: أغلب المرضى يكتشفوا إصابتهم متأخرًا وليس بأنفسهم

وقال الدكتور محمد عبد الخالق، رئيس قسم المخ والأعصاب والطب النفسي بمستشفى كفر الشيخ، إن هناك أمراض كثيرة يمكن أن تسبب مرض التهاب الأعصاب الطرفية ولكن أشهرهم وأكثرهم حدوثًا هو مرض السكر خاصة مع ارتفاع عدد مرضى السكر بشكل كبير جدًا، لذا فالشكوى الدائمة  لهذا المرض يكون هو سببها بنسبة تصل إلى 90%، مضيفًا أنه يصيب مريض السكر الذي تخطت إصابته ما بين خمس إلى عشر سنوات، وفقًا لدرجة تنظيمه للسكر في جسده.
 
وعن أسباب الاصابة بمرض التهاب الأعصاب الطرفية، أوضح عبدالخالق، في تصريح ل"الدستور"، أنه يتكون نتيجة "لغبطة"  أو عدم استقرار في بعض المواد الكيميائية التي تترسب في النهايات العصيبة، كذلك ضعف وصول الدم إلى هذه الاطراف العصبية فيسبب التهابها وهو المتعلق بمرضى السكر، لذلك تكون التوصية لهم دائمًا بمتابعة السكر في جسمهم والحفاظ عليه في المستوى المعتدل الذي لا يسبب أي خلل.

أضاف أن هذا المرض من المؤكد أنه سيصيب مرضى السكر ولكن كلما كان الشخص محافظًا على نفسه ولديه متابعة مستمرة للمرض سيؤخر حدوث التهاب الاعصاب الطرفية؛ والتي تبدأ في القدمين ثم يستمر في الزيادة إلى أن يصل لليدين كذلك.

وعن كيفية اكتشاف مريض التهاب الاعصاب الطرفية إصابته بهذا المرض، قال عبد الخالق إن المريض يشعر بعدم صلابة الارض تحت قدمه "دائمًا يكون شكواه أن الأرض طرية أو مثل القطن تحت قدميه، أو يشعر بوخز مثل الإبر في قدميه، وأخرين يشتكون أن هناك حرارة مرتفعة (نار) تخرج من قدميه، وكذلك الحال بالنسبة للأيدي، وفي حالة شعور أي شخص بهذه الأعراض ولم يكن مريض سكر يجب أن يستشير طبيب مخ وأعصاب للحصول على التشخيص المبكر للمرض.

أضاف أن كثير من المرضى لا يكتشفون إصابتهم بل يلجأون للكشف عندما يخبرهم أحد أن قدمه تنزف على سبيل المثل، أو أن حذاءه مفقود من قدمه وهو لا يشعر، وذلك لفقده الإحساس بقدمه وبأطرافه، مشددًا أنه لا يجب أن ينتظر مريض السكر بالأخص للوصول إلى هذه الحالة من المرض ويجب أن يزور أخصائي سكر ليساعده في تنظيمه.

وتابع أن العلاج المناسب في هذه الحالة هو أدوية مقويات الأعصاب وأدوية تقلل  من الأوجاع ومضادات للالتهابات من ضمنها الكريمات والأقراص، ويختلف علاج كل مريض عن الأخر.

الجمعية المصرية للقدم السكري: الحملة تنقذ أقدام آلاف المرضى من البتر
تقول الدكتورة آية محمد البيلي، مدرس السكر والغدد الصماء بكلية الطب جامعة المنصورة، وعضو الجمعية المصرية للقدم السكري المشاركة في الحملة، إن حملة إحساسك نعمة لها أهمية كبيرة في الاكتشاف المبكر لمرضى إلتهاب الأعصاب الطرفية.

وتوضح البيلي وجود علاقة قوية بين مرض السكري وإلتهاب الأعصاب: "ارتفاع معدل السكر يشكل بيئة مناسبة لتكاثر المبيكروبات وانتشار العدوى، ثم يتبع ذلك قصور في الدورة الدموية بالقدموزيادة القرح والجروح".

ويسبب مرض السكرى اعتلال عصبي، ونقص في المناعة ويؤدي في النهاية إلى تدهور حالات القدم السكري، وقد يضطر الطبيب في بعض الحالات إلى اللجوء لبتر الأطراف الملتهبة، بموجب 20% من المرضى، فالجروح التي يسببها مرض السكري تصاب بالعدوى البكتيرية بنسبة 60%.

وتقدم مدرس السكر طريقة اكتشاف مريض القدم السكري: "يبدأ الأمر بملاحظة إحمرار القدم، بعد زيادة درجة حرارة القدم المصابة، ويصاحبها الألم والإفرازات الصديدية والرائحة الكريهة، ويصاحب ذلك كله ارتفاع أو انخفاض شديد في معدل السكر ويصعب على الطبيب المعالج التحكم في معدلات السكر بالدم.

وتنصح بضرورة التوجه إلى أقرب طبيب مختص في حالة الشعور بهذه الأعراض، لأن التشخيص المبكر ومعرفة درجة الإلتهاب سواء كان خفيف أو متوسط أو حاد، وبعدها يتوصل الطبيب إلى طريقة العلاج المناسبة للحالة.

تضيف: " إذا كانت حالة الإتهاب خفيفة أو متوسطة يمكن للمريض البقاء في المنزل وتناول الأدوية عن طريق الفم، ولكن في حالات الاتهاب الحاد يضطر الطبيب إلى حجز المريض في المستشفى ويستعين بالحقن الوريدي".