رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«السياحة الداخلية» طوق النجاة خلال أزمة كورونا

السياحة الداخلية
السياحة الداخلية

مع اقتراب الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة جاءت السياحة الداخلية لتكون طوق النجاة لقطاع السياحة مع انخفاض معدل الرحلات الخارجية للسياحة، خاصة مع إعلان الدكتور مصطفى مدبولي منع أي احتفالات خاصة الكريسماس هذا العام، فكان الحل أمام الكثيرين المعتدلين على الاحتفال بهذا اليوم المميز خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة لأزمة فيروس كورونا المستجد.

في تصريح للواء أشرف عطية، محافظ أسوان، قال إنه رغم أزمة فيروس كورونا المستجد إلا أن السياحة الداخلية للمحافظة جيدة ونسبة الإشغالات داخل الفنادق كبيرة في الفترة الحالية، ومن المؤكد أنها ستزيد خلال فترة الـ3 أيام المقبلة في ظل وجود إجراءات احترازية كاملة داخل الفنادق.

وأضاف عطية أن هناك توجيهات أسبوعية للتأكيد على تطبيق الإجراءات الاحترازية التي نشدد عليها في المحافظة سواء في المطار أو محطة القطار، ونؤكد على ضرورة ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي للوقاية من فيروس كورونا، وأنه سيتم تطبيق غرامات فورية للمخالفين لهذه الإجراءات.

خبراء يوضحون لـ"الدستور" كيف يمكن للسياحة الداخلية أن تساند قطاع السياحة مع حلول احتفالات الكريسماس؟

• الإجراءات الاحترازية جعلت مصر قبلة للسياح
- في هذا الصدد قال علاء الغامري، الخبير السياحي، إن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها مصر لمواجهة فيروس كورونا في الموجة الثانية كان سببًا في انخفاض معدل الإصابات إلى حد ما مقارنة بالدول الأخرى، ما جعل هذه الميزة من مصر قبلة السائحين سواء داخليًا أو خارجيًا، خاصة مع الإجراءات الاحترازية الوقائية التي تتبعها مصر في المطارات وللمسافرين وتسوق بها للسياحة.

وأوضح الغامري، في تصريح لـ"الدستور"، أن هذا الترويج وهذه الإجراءات المتبعة كانت انتصارا لمصر من خلال الرحلات السياحية المستمرة بشكل يومي تقريبًا داخليًا أو خارجيًا، مشيرا إلى أنه لا يمكن مقارنتها بالرحلات السياحية في الوضع الطبيعي ولكن مع هذه الموجة الثانية والتي تبدو أشد وأقوى على مستوى العالم وهنا في مصر إلا أن الوضع مازال تحت السيطرة.

• سد عجز وتغطية تكاليف التشغيل
- قال الدكتور خالد رحومة، الخبير الاقتصادي، إن السياحة الداخلية لن يكون ناتجها مثل حجم السياحة الخارجية بالطبع، ولكن يمكنها أن تسد العجز في تغطية تكاليف تشغيل العمالة والفنادق من أجور ومرتبات وتكاليف أساسية، ومع اقتراب احتفالات رأس السنة سيكون عاملًا أكبر للمواطنين لمحاولة التخفيف عن أنفسهم من أزمة فيروس كورونا بالسفر داخليًا مع صعوبات السفر للخارج.

وأوضح رحومة، في تصريح لـ"الدستور"، أن قطاع السياحة شهد خسائر هائلة بسبب أزمة فيروس كورونا في موجته الأولى، ومع الموجة الثانية من المتوقع أن تزداد هذه الخسائر رغم أن الدولة ساعدت بشكل كبير في محاولة مساندة هذا القطاع حتى يظل ثابتًا رغم العاصفة.

وأضاف أن الوقت الحالي يجب عمل دعاية ترويجية للسياحة الداخلية وبذل مزيد من الجهد في هذا الاتجاه بحيث يسهم في تغطية التكاليف المتغيرة لهذا القطاع، مضيفًا أنه من الممكن الترويج للسياحة خارجيًا كذلك فمصر تملك ميزة تنافسية من حيث السعر وظروف المناخ والخدمات المقدمة، ما يجعل السياحة المصرية خيار مثالي للسياح للقدوم إليها فقط تحتاج الترويج الدولي.

• القطاع مرهون بالسياحة الداخلية
- وأكد شريف الدمرادش، الخبير الاقتصادي، أن قطاع السياحة في الوقت الحالي مرهون بالسياحة الداخلية للإسهام في مساندته فيما يتعلق بأجور العاملين وتكاليف التشغيل حتى لا ينهار القطاع بالكامل، مع عدد من الزيارات الخارجية التي تأتي بشكل متقطع، ولكن لا يمكن تعويض خسائر العملة الصعبة في الفترة الحالية والتي خسارتها مصر نتيجة أزمة فيروس كورونا المستجد.

وأوضح الدمدراش، لـ"الدستور"، أن السياحة تمثل 15% من الاقتصاد القومي من العملة الأجنبية وفي عام 2019 وصل إلى 9 مليارات دولار، إلى أن جاءت أزمة فيروس كورونا المستجد وتكبد خسائر فادحة لهذا القطاع، تكاد تصل إلى أكثر من 3 مليار دولار.

 
وكان قد شهد جدول تشغيل رحلات شركة مصر للطيران زيادة ملحوظة في عدد الرحلات الداخلية اليومية التي تسيرها الشركة الوطنية لمطارات الجذب السياحي المصرية خلال هذا الأسبوع مع اقتراب الاحتفال برأس السنة الجديدة، وخاصة مقارنة بحركة السفر الداخلي خلال الخمسة شهور الماضية، وذلك تزامنا مع أعياد الكريسماس وإجازات نهاية العام وأعياد الميلاد المجيد.