رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صداقة العمر».. ناصر والسادات قصة رفقاء حب الوطن

ناصر والسادات
ناصر والسادات

جمع الزعيمان الراحلان ناصر والسادات واحدًا من أسمى معاني الحب وهو "حب الوطن" الذي أخلص الثنائي لترابه، وأثبتا إخلاصهما ومحبتهما له بأفعال وبطولات سجلها التاريخ إلى الآن ولن ينساها، فقد كانت علاقتهما صداقة عمر، ورباط قوي حوى كثير من الأسرار الشخصية والوطنية، وبدأ نسيج هذه العلاقة القوي، يتكون مع بداية تكوين مجموعة الضباط الأحرار، والتى كانت تسعى لإنهاء حكم الملكية والقضاء على الاستعمار البريطانى لمصر.

رأى السادات في جمال عبد الناصر زعيمًا وقائدًا حقًا، ففي كتابه "يا ولدي هذا عمك جمال"، يقول عنه "عبد الناصر رئيسي وصديقي أحبه وأحترمه منذ أن كنا ضابطين صغيرين فى منقباد 1938 "، تلك النظرة التي كان يرى بها السادات ناصر جعلته يصدم وقت اختيار محمد نجيب قائدا للثورة من قبل الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، إذ أنه كان يرى أن جمال هو الأولى بهذا المنصب، وهو ما دفعه للذهاب إلى عبد الناصر فى منزله ليقنعه بأن يتولى هو هذا المنصب، ورغم اقتناع "ناصر" بهذا الرأي إلا أنه أعرب عن خوفه من تسبب ذلك في وقيعة بينه وبين الآخرين، وقال" أخشى أن يتسبب ذلك في ثغرة بيني وبين زملائي".

طوال فترة حكم عبد الناصر تعجب الكثيرون كيف لهذه العلاقة بين الثنائي ناصر والسادات لم تتغير؟، وكيف يرافق السادات ناصر كثيرًا ولم يختلف معه رغم اختلاف "ناصر" مع كثير من زملائه؟، بل كيف كانت العلاقة بينهما والتي جعلت "ناصر" بالنهاية يختار السادات ليكون هو النائب الوحيد له؟

والحقيقة أجاب عليها السادات نفسه في كتابه "البحث عن الذات"، موضحًا أنه أصر على التقرب من شخصية عبد الناصر رغم صعوبة ذلك، وهو الأمر الذي جعله يفهمه جيدًا، لتتميز علاقتهما بالاحترام المتبادل، ثم تكتمل الصداقة بينهما.


وعن علاقة ناصر والسادات يقول صلاح الشاهد الأمين الأول لمصطفى النحاس، وكبير الأمناء فى عهد عبدالناصر، أن عبدالناصر كان يعرف قدر السادات جيدًا، وكان يدرك أنه سياسيا كبيرا، وكان يعلم تفوق السادات عن باقي أعضاء مجلس الثورة باعتباره خطيبًا بارعًا.

إلا أن تلك الصداقة لا تنفي أنه كان يتخللها بعض الاختلاف، فهم كانا يختلفان أحيانًا وقد تحدث بينهما جفوة قد تطول شهرين مثلا أو أكثر أو أقل، وربما كان السبب فى ذلك يرجع إلى اختلاف الآراء ووجهات النظر، أو قيام البعض ممن لهم تأثير على عبدالناصر بالدس عنده ضد السادات، وذلك حسب ما ذكر السادات في كتابه.

وفي يوم جنازة ناصر لم تنس جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل أنور السادات، كيف سقط زوجها السادات مغشيًا عليه أثناء الجنازة ولم يتمالك نفسه حزنًا على فراق هذا الصديق ورفيق الكفاح الوطني، إذ كان السادات مؤمنا بعبد الناصر، وكان يقدره كرجل أثر في تاريخ الدولة المصرية.