رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفترق الطرق.. هل يعود بايدن لنهج أوباما أم يخلق مسار بديل؟

جريدة الدستور

أيام ويتسلم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، إدارة الولايات المتحدة من الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي أثار الكثير من التساؤلات حول سياسته خاصة الخارجية سواء في التعامل مع حلفاء واشنطن أو خصومها.

ويترقب كثيرون تولي بايدن أمور الحكم من أجل التعامل مع سياسته ومواقفه تجاه حلفاء وخصوم واشنطن.

• بايدن يعود للمهادنة مع الصين:
أظهرت وثيقة جديدة للحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن أنه سيتجنب إثارة الصراعات وسيسير على خطى الرئيس الأسبق باراك أوباما حينما كان نائبا له طوال الثماني سنوات.

وكان أوباما اتبع نهجا تصالحيا مع الصين وتوقيع اتفاقيات شراكة وتعاون والابتعاد عن فرض العقوبات، لكن جاء ترامب وأزال كل ذلك وفرض رسوم جمركية عليها باهظة بخلاف اتهامها بسرقة الكثير من الشركات الأمريكية وأنها السبب في نشر وباء كورونا وأطلق عليه "الفيروس الصيني"، وخلافا لذلك من المتوقع أن يخفف بايدن حدة الصدام مع الصين كما فعل أوباما.

• بايدن يتجه للصدام مع روسيا:
على خلاف ترامب الذي كان أقل حدة مع روسيا بخلاف سلفه أوباما، يتجه بايدن إلى أن يركز على موسكو والتصعيد بحقها، وبدأ ذلك واضحا حينما طالب بايدن منذ أيام بتوجيه اتهامات إلى موسكو في التورط بهجوم إلكتروني ضخم استهدف مؤسسات الطاقة ومؤسسات نووية، لكن ترامب رفض هذا الأمر، معتبرا أنه مسيس بل وجه أصابع الاتهام إلى الصين.

• بايدن يعيد ترويض إيران على طريقة أوباما:
كان بايدن نائبا لأوباما حينما توصلت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي عام 2015 مع إيران والذي أنهى قطعية وعقوبات دامت على طهران لعقود، وكان سيستمر الاتفاق وفك عزلة طهران لولا خروج ترامب منه فور توليه السلطة.

وأعلن بايدن أنه سيعيد التفاوض مع طهران على اتفاق نووي جديد من أجل إنهاء أزمة البرنامج النووي.

ويدعم ذلك وثيقة للحزب الديمقراطي أكدت أن إدارة بايدن ستلغي سياسة إدارة ترامب للحرب مع إيران، وإعطاء الأولوية للدبلوماسية النووية، وخفض التصعيد، مع التخلي عن فكرة فرض تغيير النظام بالقوة، كما أكدت على أن تغيير سلوك وسياسة النظام الإيراني هو الهدف من حملة الضغط القصوى، والعقوبات المفروضة من أجل تقييد العدوان الإقليمي، وبرنامج الصواريخ الباليستية، والقمع المحلي.

• بايدن يعيد أمريكا للحضن الأوروبي:
أثار ترامب خلافات قوية بسبب موقفه من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد فرض جمارك باهظة في تعامل دول الاتحاد مع الولايات المتحدة الأمر الذي أضر بالاقتصاد الأوروبي ودفع دوله للرد بإجراءات مماثلة، إلا أن بايدن اكد أنه لن يتخلى عن الاتحاد الأوروبي وسيعيد تعزيز التحالف بين الجانبين.
كما شدد بين على أهمية حلف الناتو الذي يضم الولايات المتحدة إلى جانب الدول الأوروبية في هذا التحالف والذي أثر عليه ترامب كثيرا بسبب تشكيكه في جداوه وانتقاد أعضاء التحالف لقلة إنفاقهم العسكري وخفض عدد القوات الأمريكية في هذه الدول مثل ألمانيا.

• بايدن.. هل يسير على خطى أوباما في المنطقة العربية؟
أكد مسؤولون في إدارة ترامب وحتى داخل الحزب الديمقراطي أن المنطقة العربية تغيرت كثيرا عن 2011، وعلى بايدن التعامل بشكل مختلف عما كان عليه خلال إدارة أوباما وقت أن كان نائبه.

بايدن أكد أن الولايات المتحدة لن تنخرط في الصراعات مجددا وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط، ما يرجح أنه لن يضغط كثيرا على دول المنطقة وستكون العلاقات بين واشنطن ودول المنطقة معتمدة على التعاون الأمني والعسكري وأمن الطاقة والممرات المائية الدولية.

وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني ليس من المتوقع أن يتغير بايدن كثيرا في هذا الملف، فقد أكد أنه لن يتراجع عن قرار اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أيد اتفاقيات السلام التي توسط فيها ترامب بين إسرائيل والدول العربية.