رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرحلة الملكية


يمر كل إنسان فى حياته بمجموعة من المراحل، منها الطفولة والمراهقة والشباب والرجولة والكهولة. ويقول الخبراء إنه توجد مرحلة فى الحياة تدعى «المرحلة الملكية». عندما تصل لهذه المرحلة، لن تجد نفسك مضطرًا للخوض فى أى نقاش أو جدال، ولو خضت فيه لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك أنه مخطئ.. فلسان حالك كأنما يقول له: عش مع نفسك واستمتع بأفكارك.
لو كذب عليك أحدهم ستتركه يكذب عليك، وبدل أن تشعره بأنك كشفته، ستستمتع بشكله وهو يكذب مع أنك تعرف الحقيقة.
ستدرك أنك لن تستطيع إصلاح الكون، فالجاهل سيظل على حاله مهما كان مثقفًا، والغبى سيظل غبيًا.
سترمى كل مشاكلك وهمومك والأشياء التى تضايقك وراء ظهـرك وستكمل حياتك.. نعم ستفكر فى أشياء تضايقك من وقت لآخر ولكن لا تقلق؛ سترجع لـ«المرحلة الملكية» مرة أخرى.
ستمشى فى الشارع ملكًا؛ مبتسمًا ابتسامة ساخرة وأنت ترى الناس تتلوّن وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء لا لزوم ولا قيمة لها.
ستعرف جيدًا أن فرح اليوم لا يدوم وقد يكون مقدمة لحزن الغد والعكس! وستزداد يقينًا بأن الله يعمل كل الأشياء لخيرك.
إذا وصلت يومًا لتلك المرحلة فلا تحاول أن تغيّر من نفسك، فأنت بذلك قد أصبحت ملكًا على نفسك، واعيًا جدًا، ومطمئنًا من داخلك.
كلما تقدمنا فى العمر زاد رشدنا، وأدركنا أننا إذا لبسنا ساعة بـ٣٠٠ جنيه أو ٣٠٠٠ جنيه فستعطيك نفس التوقيت، وإذا امتلكنا «محفظة نقود» سعرها ٣٠ جنيهًا أو ٣٠٠ جنيه فلن يختلف ما فى داخلها، وإذا عشنا فى مسكن مساحته ٣٠٠ متر أو ٣٠٠٠ متر فإن مستوى الشعور بالوحدة واحد.
وفى النهاية سندرك أن السعادة لا تكون فى الأشياء المادية؛ فسواء ركبت مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية، فإنك ستصل لوجهتك فى الوقت المحدد.
لذلك لا تدفعوا أولادكم لأن يكونوا أغنياء بل علموهم كيف يكونون أتقياء، وعندما يكبرون سينظرون إلى قيمة الأشياء لا إلى ثمنها. سرعة الأيام مخيفة، ما إن نضع رءوسنا على الوسادة إلا ويشرق نور الفجر، وما إن نستيقظ إلا ويحين موعد النوم. تسير أيامنا ولا تتوقف.
فلنتيقن أن السعيد حقًا هو من ملأ صفحات حياته بكل ما هو خير وحب ورحمة وسلام.