رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ فتحي العقر ينشئ مكتبة بها كتبا عمرها 300 عاما

الشيخ فتحي العقر
الشيخ فتحي العقر

في منزل ريفي بسيط مبني من الطوب الأحمر لم يكتمل تجهيزه بمدينة أبنوب بمحافظة أسيوط، أنشأ الشيخ فتحي محمد سليمان العقر مكتبته الخاصة التي تضم بين أرففها أكثر من 2500 كتاب مختلف التخصصات بين دينية وعلمية ورياضية وتاريخية وثقافية ليعلن من خلالها عن حبه وشغفه للكتاب والقراءة حتى فقد نظره وأصبح يعاني من ضعف شديد في البصر دفعه إلى الاستعانة بأحد أولاده في القراءة.

في مدخل المنزل تجد لافتة وضع عليها «مكتبة المرحوم الشيخ فتحي محمد سليمان العقر» هكذا كتب الشيخ فتحي العقر على باب مكتبته رجاءًا منه رحمة الله في الدنيا والآخرة لتدخل من باب المكتبة إلى غرفة متواضعة تحتوي على العديد من الأرفف تضم في محتواها آلاف الكتب القديمة والحديثة.

ويقول الشيخ فتحي محمد سليمان العقر: «ولدت في عام 1952م بقرية بني رزاح بمركز أبنوب بأسيوط وتوفي والدي بعد 3 سنوات من مولدي وعكف على تربيتي جدي لأبي وكان لا يقرأ ولا يكتب لكنه كان محبًا للعلم وكان يمتلك العديد من الكتب الأزهرية والعلمية لأنه كان مجاورًا للعلماء وتعلمت في مدرسة بني رزاح الابتدائية حتى وصلت للصف السادس الابتدائي، وحدثت خصومة ثأرية بالقرية، ما أدى إلى ترك التعليم وتم نقلي للتعليم بالأزهري بمعهد الملك فؤاد الأول بمدينة أسيوط وتبنى جدي الجانب العلمي ودرست في كلية أصول الدين وتخرجت بتقدير جيد مرتفع وتم تعييني مقيم شعائر بالأوقاف بالإعدادية أثناء دراستي وقمت بتسوية بمؤهلي بدرجة إمام ومدرس وخطيب وتنقلت في الترقيات ثم تقدمت للدراسة بكلية اللغة العربية ودرست وحصلت على الشهادة».

وأضاف الشيخ فتحي العقر: «أؤمن بأن خير صديق في الزمان كتاب فإن دراستي الأزهرية كانت سبب تمهيدي لتكوين المكتبة فجدي زرع في داخلي حب العلم وحب القراءة فبدأت بتجميع الكتب لدراستها وكنت أنزل مدينة أسيوط في الصباح الباكر قبل موعد العمل وأذهب إلى الأماكن التي تقوم ببيع الكتب والمجلات والجرائد، واشتري كل ما هو جديد وكان بائعي الجرائد والكتب يقومون بالاحتفاظ لي بالنسخ الأولى من جميع الكتب الجديدة».

وأوضح أن القراءة تربي في داخلك الحس الوطني القومي ومحبة الجميع وهذا يظهر واضحًا في بيت الشعر القائل «الشيخ والقسيس قسيسان فإن تشأ فقل هما شيخان».

وقمت بتجميع أكثر من 2500 كتاب من بينهم 425 عدد أول السنة الأولي العدد الأول بخلاف الصحف والمجلات من بينهم جريدة الأهرام والأخبار الجمهورية والدستور والعديد من الجرائد القومية والمؤسسية.

وهناك بعض الكتب ألت إلى من جدي الشيخ أحمد محمد إسماعيل الأمير تعدي عمرها 300 عامًا وكان من أقدمها كتاب يحمل عنوان "فضل الكلاب علي كثير ممن لبس الثياب" وكتاب "الأم للإمام الشافعي" وتحتوي المكتب علي كتب التراث والفقه وفقه السنة وتمام المنة في التعليق على فقه السنة والجزيري الطب والطب النبوي والقصة والشعر والجزل والدراسات الأدبية والتاريخ والجغرافيا الرياضة والآثار والطب الشعبي والتشريح والكتب الأجنبية وقسم الحديث والتفسير وقمت بنشر كتاب تحت "فتاوى بريد الإسلام" حيث قمت بتجميع الأسئلة الدينية والرد عليها في كتاب للفتوى.

وكشف الشيخ فتحي العقر أخشي دخول معارض الكتب ومرتبي في جيبي لأني أشتري بكل المال كتب وثروتي كلها عبارة عن كتب وأحلم بأن أحدث المكتب وأقوم بوضعها إلكترونيًا على الإنترنت حتى يتمكن الجميع من الإستعانة بها وتحميلها بصيغة "PDF" حتي تكون في متناول الجميع.

وأضاف الشيخ فتحي العقر: «ميراثي لأولادي هو المكتبة والعمل الصالح وأوصي أولادي بالعناية بها وينتفعوا بها ويحافظوا عليها ويورثوها لأبنائهم وأحفادهم فهي صدقة جارية فالناس تقول بني المنزل طوبة طوبة وأنا بقول بنيت المكتبة كتاب كتاب ومن شدة خوفي على المكتبة وضعت لافتة كتب عليها ممنوع الاستعارة من يريد أن يقرأ يشرفني في المكتبة حتى لا يتم تلف الكتب أو ضياعها».

وأوضح الشيخ فتحي أنه تم عرض وهب المكتبة لأحد دور الكتب العامة أو الثقافية، لكني رفضت خوفًا عليها من التسيب والإهمال فبعض العاملين في المكتبات لا يعلمون قيمة المكتبة أو الكتب التي تحتويها.