رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوباء يعيد نماذج القطارات المصغّرة إلى سكّة السلامة في ألمانيا

خطة قطارات ألمانيا
خطة قطارات ألمانيا

يتفنّن غيرهارد بيرندت منذ 30 عاما في تطوير شبكة قطارات مصغّرة، وقد تسنّى لهذا الرجل المقيم في برلين والبالغ 72 عاما، خلال الحجر المفروض لاحتواء جائحة كوفيد-19، أن يزوّد مجسّمه ببخار فعلي.

وأفاد هذا النجّار المتقاعد من وقت الفراغ الذي أتاحته له هذه القيود ليطوّر مجسّمه في صالونه.

ويقول بيرندت الكثير الانشغالات عادة "هذه الهواية تتطلّب وقتا. وقد انتهزت الوضع الناجم عن انتشار فيروس كورونا المستجدّ لتخصيص مزيد من الوقت لها".

وعلى غرار بيرندت، عكف الكثير من الألمان هذه السنة على تطوير نماذج قطارات منمنمة وغيرها من التصاميم المماثلة، إذ دفعهم مكوثهم في منازلهم إلى البحث عن وسائل جديدة للترفيه لا تتطلّب الخروج.

وانعكس هذا الوضع إيجابا على قطاع الألعاب في ألمانيا الذي يتبوأ الصدارة على الصعيد الأوروبي، ومن المتوقّع أن يحقّق رقم أعمال بقيمة 3،7 مليارات يورو سنة 2020، بارتفاع نسبته 8 % في خلال سنة، بحسب اتحاد صانعي الألعاب (بي في اس).

وشهدت مبيعات ألعاب الطاولة الجماعية والأحاجي والألعاب الخارجية ورزم البناء ارتفاعا شديدا، وفق المصدر عينه.

واشتدّ الطلب إثر إغلاق الحانات والمطاعم وأماكن الترفيه الأخرى طوال أشهر عدّة، فضلا عن حظر التجمّعات في بلد سجّل حتّى الساعة 1،34 مليون إصابة وقرابة 22 ألف وفاة.

وعادت سوق القطارات المصغّرة إلى سكّة السلامة بعد سنوات من الركود.

وتلقى هذه الهواية إقبالا خاصا في ألمانيا حيث أكبر شبكة للقطارات المصغّرة في العالم ("مينياتور فوندرلاند" في هامبورغ). ولا يتوانى حتّى وزير الداخلية المحافظ هورست زيهوفر عن التباهي بمجسّمه الخاص.

وشهدت شركة "ميركلين"، المحرّك الرئيسي لسوق النماذج العالية المستوى، ارتفاعا بنسبة 50 % في طلبياتها في خلال سنة، وذلك في شهر نوفمبر في وقت فرضت قيود جديدة في ألمانيا.

ويقول مديرها التنفيذي فلوريان زيبر في تصريحات لوكالة فرانس برس "صناعتنا من القطاعات النادرة التي أضفى فيروس كورونا زخما على أنشطتها"، مشيرا إلى أن مردّ ذلك "تزايد عدد الأشخاص الذين يبقون في منازلهم ويبحثون عن أنشطة شيّقة يمكنهم ممارستها في المنزل بمنأى عن خطر الإصابة بالفيروس".

وتتوقّع "ميركلين" ارتفاعا بنسبة 10 % في طلبياتها هذه السنة بالمقارنة مع العام 2019، وفق زيبر.
واضطرت الشركة التي تتّخذ غوبينغن (ولاية بادن فورتمبيرغ) مقرّا لها إلى توظيف مزيد من الأشخاص، في ظلّ وابل الاتصالات التي يتلقّاها مركزها.

لكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كان الزخم المحقّق هذه السنة سيتواصل بعد الوباء.

ويقول زيبر "من المرجّح أن يبقى من خاض هذا المجال منشغلا بهذه الهواية لبضع سنوات أو أكثر، لأنها ليست نشاطا يتوقّف بين ليلة وضحاها".

ولا شكّ في أن هذه الفرضية تنطبق على بيرندت الذي أنفق وقتذاك 30 ماركا ألمانيا من أوّل راتب له لشراء رزمته الأولى ولم يتوقف مذاك عن تنمية هوايته هذه.

وباتت شبكته تضمّ اليوم 30 قطارا و300 مجسّم صغير وتحتلّ الصالون بأكمله. وهو سيرفعها بملفاف إلى أعلى القاعة وقت رفع القيود وعودة الحياة إلى طبيعتها.