رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د.محمد الباز يكتب: كاتب إسلامي: «الإرهابية» جماعة منحرفة تفرض أفكارها بالاغتيالات

محمد الباز
محمد الباز

الجماعة عجزت عن الحياة والحركة والتطور.. ووضعت نفسها فى يد من يريدون التخريب
شلبى: «الإخوان» دأبت على التشكيك وإثارة الفتن وتعيش فى ظلام وخفاء
الشيخ محمد زكريا البرديسى: التنظيم تحالف مع الشيطان ويسعى للإضرار بالناس بما يناقض الإسلام



فى الكتاب الوثيقة «رأى الدين فى إخوان الشيطان» مفارقة هائلة صاحبها هو الكاتب الشهير أنور الجندى، الذى كتب مقالًا مطولًا عنوانه «التعصب أو الإرهاب أو العنف»، ووجه المفارقة هنا أننا أمام كاتب معروف فى الأوساط الثقافية بأنه واحد من أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، بل تتعامل معه الجماعة وقادتها ودعاتها على أنه من أوقف قلمه على نصرة الإسلام ضد الكُتّاب الذين يُتهمون بأنهم كتبوا وعملوا ضد الإسلام، مثل العقاد وطه حسين وأحمد لطفى السيد وتوفيق الحكيم وجورجى زيدان.
الجندى من مواليد العام ١٩١٧ فى محافظة أسيوط، درس فى الجامعة الأمريكية، وكان أول لقاء له مع الكتابة على صفحات مجلة «أبولو» الأدبية، التى فتحت له أبواب الكتابة فى أشهر الصحف والمجلات، مثل «البلاغ وكوكب الشرق والرسالة».
يعرف جمهور القراء أنور الجندى على أنه من بين مَن أوقفوا قلمهم من أجل مقاومة النفوذ الأجنبى والغزو الثقافى، وربما لهذا وبسبب كتاباته صادرته الجماعة الإرهابية إلى صفوفها واعتبرته واحدًا من كتابها.
يمكنك أن تختلف مع أنور الجندى كثيرًا، لكن ما كتبه فى كتاب «رأى الدين فى إخوان الشيطان» يؤكد أنه لم يكن معجبًا بسلوك جماعة الإخوان، ولا ما أقدمت عليه من عنف ومحاولة إحداث الفوضى والتخريب فى المجتمع من أجل الوصول إلى السلطة.
بمنطق واضح يبدأ أنور الجندى مقاله بقوله: «لا شك أن الأمة القوية المتماسكة التى قامت بين جميع عناصرها (وحدة فكر)، لا تستطيع أى حركة جانحة أو تصرف خاطئ أن يؤثر فى كيانها، أو يفرض عليها تحولًا فى طريقها الذى عمقته سنوات طويلة، وإنما يتكشف دائمًا فى طريق المجتمعات الحية بقايا من آثار الفكر القديم الذى عجز عن أن يتطور ويتحرك ويجرى مع التحول الكبير الذى شهدته هذه المجتمعات، وتلك آية العجز فى توقف بعض الناس وجمودهم، دون أن يتفاعلوا فى المجتمعات الجديدة التى تقوم على أثر النهضات، أو يشاركوا فيها ويحيون فى تيارها الضخم العميق، ويظلوا جانحين بعيدًا عن ركب الحياة، يحملون نفس أفكارهم ومفاهيمهم التى عاشوا بها فى بيئات سياسية واجتماعية انطوت، وتلك آية العجز فى القدرة على فهم الحياة والتحرك مع قواها الدافعة المنطلقة إلى اليقظة والنهضة، فما أبعد الفرق بين الحياة فى مصر والعالم العربى اليوم ١٩٦٥، وبينها قبل يوليو ١٩٥٢، إن الباحث الفاحص لا يستطيع أن يجد شيئًا يمكن أن يُقال إنه ما زال قائمًا كما كان، سواء فى مجال السياسة أو الفكر أو الاجتماع أو الاقتصاد».
يُفصّل أنور الجندى ما أجمله هنا بقوله: «لقد استطاعت ثورة يوليو بقوة وحزم أن تحقق ما كانت تتطلع إليه البلاد من قضاء على النظام الملكى وما ورائه، والنفوذ الاستعمارى والاحتلال، وبذلك أصبح مقررًا بأن عصرًا جديدًا قد حل، وأن عصرًا قديمًا قد انتهى بكل مفاهيمه السياسية، ذلك أن الثورة لم تقف عند القضاء على الصورة الباهتة القديمة، بل حملت لواء البناء، فوضعت كل الأحلام والآمال التى عاشتها مصر موضع التنفيذ فى مجال الديمقراطية والحرية والاشتراكية والوحدة وبناء الجيش القوى والمصانع، والمشاركة فى أبحاث العلم والتكنولوجيا، وبناء الوطن فى مجال الكهرباء والسدود والصناعة، وقد أوفت على عصر الصناعات الثقيلة فى خلال ثلاثة عشر عامًا، وهى عمر قصير فى حياة الأوطان الناهضة».

يضع أنور الجندى جماعة الإخوان الإرهابية بين قوسين على هامش ما رصده من تطور فى الحياة المصرية.
يقول عن ذلك: «بقاء عناصر ما زالت تمثل عقلية منحرفة متخلفة، عجزت عن القدرة على الحياة والحركة والتطور، إنما يمثل ذلك العجز النفسى عن الاستجابة، أو يمثل الضعف النفسى عن تقدير حركة التاريخ وتطور النهضات، ولا شك أن توجيه هذه الأعمال الإرهابية لنهضتنا إنما يمثل آثار العجز عن التطور والجمود عن الفهم للفارق البعيد لما بين صورة ما قبل ٢٣ يوليو، ومدى الخلاف العميق بين حياة وحياة، حياة الموت وحياة الحياة».
يواصل الجندى كشفه لمنهج الجماعة الإرهابية الفاسد، فيقول: «إن الفكرة الحية لا تحتاج إلى قوة إرهابية لفرضها أو تنفيذها، فالفكرة الحية النافعة تستطيع أن تفرض نفسها بقدرتها على الحياة وصلاحيتها للوجود، أما الأفكار التى تعيش فى الخفاء وتحاول التحكم بالاغتيال والنسف والإرهاب، فإنها بلا شك أفكار غير قادرة على مواجهة الضوء، عاجزة عن الحياة بقدراتها الذاتية».
وبعد أن يصف أنور الجندى الجماعة بما فيها، يصل إلى نقطة مهمة، وهى أن الجماعة لا تعمل من تلقاء نفسها، يقول: «هناك قوى ضخمة فى الخارج تعمل ضد استمرار النهضة التى تحققت وصمدت فى بلادنا، ولا تكف عن العمل من أجل وقف العجلة أو هدم البناء، وهذا البناء بناؤنا أساسًا».
الإشارة واضحة إذن، فالجماعة الإرهابية وضعت نفسها أداة طيعة فى يد من يريد التخريب وتعويق مصر عما تريد أن تصل إليه، وهو أمر نراه الآن بأعيننا ولا يمكن أن ينكره أحد.
ينهى أنور الجندى ما يريد أن يرسخه بقوله: «لم يكن الإسلام قط فى مفاهيمه الأساسية إلا مثل السماحة والإقناع والسلم، (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء)، فليس فى حقيقة الإسلام أن يفرض رأيًا بالإرهاب أو بالعنف أو بالنسف، ولقد وسَع الإسلام كل الناس، المؤمنين به والمخالفين له، وليس هناك نص فى حديث أو سنة أو إجماع على أنه مَن ليس فى جماعة منه فهو ليس مسلمًا، وبذلك ليس له حق الحياة، أو أن دمه مهدور، هذه الصورة من التعصب لا يقرها الإسلام المصفى، وهذه الصورة من العنف لا يرضاها الإسلام السمح الذى تتلخص دعوته فى هذه الكلمات المضيئة (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)».


وفى مقال يقترب من المحاضرة العلمية الرصينة، يكتب الدكتور أحمد شلبى عن «الإسلام وحركات الإرهاب» معمقًا التشابه الواضح بين جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية على مر التاريخ.
يبدأ الدكتور شلبى من حقيقة تاريخية يقول: «عرف التاريخ الإسلامى جماعة دأبت على التشكيك وإثارة الفتن، وعاشت حياتها ولا تزال تعيش فى ظلام وخفاء، تلك هى جماعة بنى إسرائيل، إذ امتلأ تاريخهم بالإشاعات والتشكيك والتآمر والجمعيات السرية، وقد عمد يهود المدينة إلى محاولة إضعاف الإيمان فى نفوس المسلمين، وإلى زعزعة ثقتهم بالدين الجديد، وكان سبيلهم إلى ذلك إثارة الشكوك فى القلوب وخلق الشُبهات، وقد عبّر القرآن الكريم عن ذلك بقوله: (ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون.. يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون)، وقوله: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق)».
ويتابع د. شلبى: «ولكن طريق التشكيك وإلقاء الشبهات لم يحقق لليهود أملًا ولم يأتِ بطائل، ولذلك لجأوا إلى طريق التآمر والاغتيال، واتجهوا بذلك إلى الرسول يريدون التخلص منه، واضعين فى أذهانهم أن التخلص منه قضاء على دعوته».
ومن التاريخ يصل الدكتور شلبى إلى حاضره وحاضرنا أيضًا.
يقول: «مما يحزن كل مسلم ويثير الأسى فى نفسه أن يوجد بين المسلمين فريق يدبر الإرهاب ويحيك المؤامرات، وأعظم من هذا وزرًا أن تُدبر المؤامرات وتُنظم الاغتيالات باسم الإسلام، ذلك الدين الذى عصم الدماء إلا بحقها».
لا يترك الدكتور شلبى جملته «الإسلام عصم الدماء إلا بحقها» تمضى دون أن يقدم دليلًا واضحًا عليها، يقول: «قال تعالى (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنًا إلا خطأ)، وقال: (ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا)، فانظر إلى من قتل بغير حق فى الإسلام، فإن الله جعل جزاءه جهنم مع الخلود والغضب والعذاب العظيم، قال تعالى: (من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا)».
ويتابع: «ويقول المفسرون فى التعليق على هذه الآية إن من قتل نفسًا يعد كأنه قتل الناس جميعًا، لأنه هتك حرمة الدماء، وسن القتل، وجرأ الناس عليه، أو من حيث أن قتل الواحد وقتل الجميع سواء فى استجلاب غضب الله واستحقاق عذابه العظيم. وفى صحيح مسلم (لا يحل قتل امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، وزنا بعد إحصان، وقتل نفس بغير حق ظلمًا وعدوانًا)، وروى الترمذى والنسائى أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: (لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)».
موضحًا: «وليس القتل فقط هو الذى تحذر منه الأحاديث الشريفة، وإنما كذلك العون عليه بأى نوع من أنواع العون، فقد روى عن الرسول قوله (من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة لقى الله وهو مكتوب بين عينيه يائس من رحمة الله)، وفى حجة الوداع هتف الرسول- صلى الله عليه وسلم- بالمسلمين قائلًا: (أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلا بحقها)».
ليس القتل وحده من استفز الدكتور أحمد شلبى فذهب يبحث عن أصول تحريمه، ولكن تدمير المنشآت والمصالح أيضًا وهو الذى يندد به القرآن، قال تعالى: «وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد».
ويخلص الدكتور شلبى من ذلك إلى أنه لا بد أن يوقف هذا الفساد وأن يعاقب مرتكبه.
ويخلص أيضًا إلى أن التاريخ يحدثنا عن أنواع من الأزمات والمصائب التى نزلت بالشعوب والدول نتيجة لمثل ذلك العبث بالأمن، فعم البوار الأرض، وتوقفت الزراعة وسلبت الأموال، ولم تعد الحياة إلى الاستقرار إلا بعد أعوام طويلة وجهود مضنية.
وللتاريخ يسجل الدكتور أحمد شلبى: «كل مسلم غيور على دينه وعلى وطنه يستنكر بعنف تلك المؤامرة التى نشرت الصحف أنباءها، وليست هناك فلسفة تستطيع أن تجعل الباطل حقًا والضلال رشدًا، ومن العجب أن يتخذ هؤلاء المتآمرون من أعداء البلاد أصدقاءً لهم، وأن يصبح الحلف المركزى لهم ملجئًا وملاذًا، ولم ينشأ هذا الحلف إلا ليكون عقبة فى سبيل نهضتنا، وعثرة فى سبيل تقدمنا، وقد قاومناه منذ خرج للحياة وما زلنا نقاومه، ونجحنا فى مقاومتنا، لأننا كنا على حق وكان الحلف على باطل، والباطل واهى الأساس، ومن الخيانة للوطن والدين أن يتخذ المسلم له من أعداء الله وأعداء الوطن أصدقاءً.

من بين ما نقرأه فى كتاب «رأى الدين فى إخوان الشيطان» ما كتبه الشيخ محمد زكريا البرديسى الذى ربط بين مؤامرة الإخوان فى العام ١٩٦٥ وبين «فتنة الاستعمار»، وأعتقد أن رؤيته رغم مرور ما يقرب من ٥٥ عامًا عليها، فإنها لا تزال ساخنة ومناسبة تمامًا لتوصيف ما يجرى الآن.
رؤية البرديسى كاشفة لعقل الإخوان، ويمكننا أن نوثق ذلك فى نقاط محددة.
فليس من الإسلام أن يُقدم مواطن مسلم على إثارة الفتنة بين إخوانه، فإثارة الفتنة أشد جرمًا من القتل وأعظم وزرًا من سفك الدماء.
والذى يشيع الفساد آثم، والذى يستحله مع أنه حرام كافر، فالمفسدون يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون.
ومن يعمل على التفرقة بين المسلمين وإيجاد ثغرة فى صفوفهم يبرأ منه الإسلام ولا يعترف به، فالإسلام لا يعرف إلا الوحدة، ولا يدعو إلا إليها.
يقر البرديسى بأن الإخوان تحالفوا مع الشيطان، ويقول عن ذلك: «إن التحالف مع الشيطان آية ضعف الشخصية وعلامة فقد الإدراك، وسمة النفاق والانحلال، فالمسلم القوى الإيمان، الراسخ العقيدة، لا يمكن أن يصل إليه الشيطان ولا تؤثر فيه الترهات، ولا تنطلى عليه الأباطيل والخرافات».
ويتساءل البرديسى أيضًا: «كيف يعتبر مسلمًا من يهدف إلى الإضرار بالناس فيقلب أمنهم خوفًا، وهدوءهم رعبًا، والرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا ضرر ولا ضرار)، فمن يعمل الشر،ولا يفنى فى سبيل الخير والحق والحب للناس، خال من القيم الروحية، ومن خلا من هذه القيم ضل سواء السبيل، فهذه القيم هى القادرة على خلق حب الناس فى النفس والتمسك بالحق والتفانى فى الخير والبعد عن الشر».
ويضع البرديسى الإخوان فى خانة «اليك» كما نقول، من خلال استناده إلى الآية الكريمة «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم، فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلًا».
ويخلص منها إلى: «وجوب طاعة ولى الأمر والنهى عن عصيانه، لأن الأمر بالشىء نهى عن ضده، فشق عصا الطاعة على ولى الأمر حرام بمقتضى هذا النص الكريم، فكيف يسوغ لمسلم أن يرتكب الحرام، فإذا ارتكبه مستحلًا له فقد كفر، لأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال (من حلل حرامًا أو حرم حلالًا فقد كفر)، فكل من يخرج على ولى الأمر الشرعى عاصٍ إن اعترف بالحرمة، كافر إن استحل، وإن استحل الخروج يعتبر باغيًا يحل قتاله منعًا للفتنة وقمعًا لها، فالله تعالى يقول «فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله».



وفى مقاله «سماحة الإسلام ووضوحه» يثبت عبدالمنعم أبوالمعاطى مخالفة جماعة الإخوان الإرهابية لصحيح الإسلام.
فالإسلام لا يدعو إلى التدمير وسفك الدماء ولا يرضى بالعمل فى الخفاء، حتى ولو كان فى سبيل الخير، والإسلام ينهى عن الفساد فى الأرض وإيذاء الناس ونشر الفتن، ويؤكد النهى عن إفساد ما أصلحه المسلمون وعنوا بإقامته وتشييده ليعود نفعه على الأمة، والأكثر من ذلك أن الإسلام جعل الإفساد والقتل من الجرائم العظيمة التى تستحق أقصى العقوبات.
ويمسك أبوالمعاطى بنقطة مهمة جدًا: «مما يدعو إلى الأسف والعجب أن كثيرًا من الإفساد والفساد يتخذ ستارًا من الإصلاح ودعوة زائفة من التمويه على السذج والبسطاء، وقد كشف الله تعالى أمرهم، عندما قال (وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)».
وكأن أبوالمعاطى يتحدث عما يفعله الإخوان اليوم عندما يقول: «والإسلام لا يرضى للمسلمين الإذلال وضعف النفس باتخاذ غير المسلمين أولياء ونصراء يستعين بهم ضعاف النفوس ممن ينتسبون إلى الإسلام على نشر أفكارهم الخبيثة، ومبادئهم المنحرفة، ففى ذلك منتهى الخسة والاستخذاء، والإسلام لا يرضى لمن انتسبوا إليه هذه الصفات، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة، وقد كفروا بما جاءكم من الحق)».
يؤكد أبوالمعاطى وجهة نظره بقوله: «إن الإسلام يؤكد أن اصطناع الأولياء من الكفار والارتماء فى أحضانهم مما يبعد الإنسان عن الإسلام، قال سبحانه وتعالى (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبى وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء، ولكن كثيرًا منهم فاسقون)».
ويتابع: «الإسلام يرى الضرب على أيدى العابثين حتى لا يستفحل شرهم ويستشرى ضررهم، ويوردون السذج إلى المهالك، والإسلام يرى فى عقابهم ردعًا وصيانةً وحمايةً للمجتمع من شر قد يلحق به، وهو فى ذلك لا يتجنى عليهم ولا يظلمهم، قال (من يعمل سوءًا يجز به، ولا يجد له من دون الله وليًا ولا نصيرًا)، وقال تعالى (ومن يكسب إثمًا فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليمًا حكيمًا)، وقال (فمن أظلم من افترى على الله كذبًا أو كذب بآياته)».
ويصل أبوالمعاطى إلى صلب ما يريد قوله: «فقد قامت باسم الإسلام شرذمة من الجهلة والأغرار من الصبية وقادة لهم من المغرورين الموتورين واتخذوا من الإسلام رداءً لهم ومن اسم المسلمين شعارًا لهم، ذهبوا ينشرون الأضاليل ويبعثون الفتن ويبثون الأفكار المسمومة المحمومة، ويستعينون بأعداء الإسلام وأعداء المسلمين على نشر أكاذيبهم وتمكين الفتن ونشر الفوضى».
ويختم أبوالمعاطى رؤيته عندما يسأل: «هل من الإسلام أن يقتل المسلم أخاه المسلم؟ وهل من الإسلام أن يفسد فى الأرض بعد إصلاحها؟ وهل من الإسلام أن يستعين بأعداء الإسلام على إضعاف شوكة المسلمين وتمكين العدو منهم؟».
الإجابة عن هذه الأسئلة واضحة وضوح الشمس بالطبع، لكن الأهم من الإجابات ما ختم به أبوالمعاطى كلامه به، يقول: «إن كل ذلك قام به شرذمة من إخوان السوء وأطلقوا على أنفسهم «الإخوان المسلمون»، وحاولوا الإضرار بهذا الوطن الغالى وحاولوا أن يغتالوا قادته ويقوضوا أركانه.

وفى رسالة «إلى جمال عبدالناصر» تقول الشاعرة روحية القلينى: إنى لأتساءل ماذا يريد هؤلاء «إخوان الشيطان» ألمصلحة الوطن يهدمون المرافق والمبانى؟ ألمصلحة الدين يقتلون الأرواح ويغررون بالشباب باسم الدين، وليس الدين الإسلامى إلا دين سلام وحب وبناء.