رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معادلة العلاج والجثث.. ما فرص نجاح صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس؟

حماس
حماس

حدث تقدم محدود في الأسابيع الأخيرة في الاتصالات بشأن صفقة تبادل أسرى ومفقودين بين إسرائيل وحماس، هناك من يربط التقدم بزيادة تفشي كورونا في قطاع غزة، والذي يزيد من حاجة حماس للدعم. ولكن في الوقت نفسه فإن عددًا من الأزمات لا يزال يحيط بالصفقة.

قبل أشهر، رسمت تل أبيب معادلة للوضع، بأنه في مقابل حصول الحركة على مساعدة طبية من إسرائيل تعود المفاوضات لإعادة المدنيين المحتجزين هناك، وهو أبرا منجيستو وهشام السيد، وجثتي الجنديين الإسرائيليين، الملازم هادار جولدين والرقيب أورون شاؤول، مقابل الإفراج عن عدد من أسرى حماس في السجون الإسرائيلية.

عندما انتهت الموجة الأولى من الوباء، وشعرت حماس بالسيطرة على كورونا في القطاع، تراجعت عن الصفقة، ولكن مع عودة ارتفاع الإصابات مجددًا خلال الأسابيع الأخيرة، عاد الحديث مرة أخرى عن صفقة مساعدات كورونا والأسرى.

بحسب التقارير، فإن الوفد الأمني المصري بحث مع حماس تفاصيل الصفقة، وعرضوا التفاصيل على الجانب الإسرائيلي، وبحسب ما تم تسريبه فإن حماس تطالب بأن يكون لها الحق في اختيار من الأسرى سيطلق سراحه في إطار الصفقة، أما إسرائيل فقالت إنها لن تسمح بإطلاق سراح من قتلوا إسرائيليين في إطار الصفقة، تعد هذه أهم نقاط الخلاف بين الجانبين، وهو ما تسبب في فشل المفاوضات في فترات سابقة.

هناك عدة نقاط أخرى قد يتضمنها الاتفاق مثل وقف لإطلاق النار بعيد المدى، مع تعهد من حماس بالامتناع عن القيام بنشاطات عنيفة، ومنع تنظيمات فلسطينية أخرى من إطلاق صواريخ من القطاع إلى إسرائيل.

من ناحية، فإن الصفقة تلقى معارضة من تيارات داخل إسرائيل، تسفي هاوزر، وهو رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، الذي توجه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كي يوقف اتفاق تبادل الأسرى "الفضائحي"، على حد قوله، بين إسرائيل وحماس. وهي التصريحات التي استغلتها حماس لإظهار عدم جدية إسرائيل بشأن المفاوضات.

من جانب آخر، فإن إسرائيل سمحت لوزارة الدفاع بسلسلة طويلة من التسهيلات المتعلقة بتحسين شروط المعيشة في القطاع، مثل دخول المزيد من المال، والمعدات الطبية لمواجهة كورونا والأدوية، فضلًا عن تدريب الطواقم الطبية في القطاع. هذه التحركات ليس لدفع التقدم في مفاوضات الأسرى، ولكن انطلاقًا من حقيقة أن تدهور الوضع الوبائي في غزة من الممكن أن يدفع قادة حماس إلى مناوشات أمنية مع إسرائيل للضغط عليها، وربما جولة عسكرية.

مع استمرار إصرار حماس على الإفراج عن معتقلين "مُحددين" أغلبهم من تم الإفراج عنهم في صفقة شاليط ثم عاد اعتقالهم مرة أخرى بسبب ارتكابهم عمليات؛ فمن المتوقع ألا تسفر المفاوضات عن شيء، فستجد إسرائيل صعوبة في الإفراج عن معتقلين تسببوا في وفاة إسرائيليين في السابق، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية الآن غير مستقرة مع وجود توقعات بحل الكنيست، وهو ما يعني أن أي خطوة "مستفزة" للإسرائيليين قد تؤثر على مكانة نتنياهو في الانتخابات.