رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سأصنع «كفنى» من أغصان الشجر وأوراق الورود «1»




ارتديت ثوبًا بلون البحر
لأغريك بالسباحة ضد التيار
أسبح على مهل وفى أمان
وأطفئ فى الماء كل الأشواق
فالراية بيضاء
وأسماك القرش
لا تلتهم العشاق
البحر الذى أرتديه
يتوق إلى مد الوصال
ويصد عنّا جزر الفراق
كم أتمنى فى أعماق الماء
التمدد الهادئ على رمال قلبك
«قلبك»
تلك اللؤلؤة الاستثناء
وذلك المحيط المتعطش لكل النساء

كل مرة
أقتل ذبابة
أتساءل
هل أنا مذنبة.. مخطئة
آثمة؟
كل مرة
تموت الذبابة
وفى دمائها
إجابة الأسئلة

أشترى راحتى
بالصمت والشرود
لا يهمنى أن أوصف
باللامبالاة والبرود
بينى وبين كل البشر
لا انتماء، وآلاف الحواجز والحدود
أطير عاليًا إلى سماء تدهشنى
وهم يسجدون
شكرًا وامتنانًا
لـ زمن السلف والجدود
فى حياتهم
يبنون السدود.. يزرعون الألغام
يصنعون البارود
وأنا سأصنع «كفنى»
من أغصان الشجر وأوراق الورود

فوق أجساد النساء
تُطبع القبلات
تتخبط الفتاوى
تنهمر الشهوات
تُعلن البطولات
تُرفع الرايات
تنزل اللعنات
فوق أجساد النساء
يتقاتل البشر
تتصارع الحضارات
وتنعكس أحزان القمر
فوق أجساد النساء
تُمنح جوائز
تُطفأ غرائز
تحدث مستحيلات
تتحقق معجزات
فوق أجساد النساء
الأرض المرغوبة.. الملعونة
كل شىء جائز

ارجع من الموت
قبل أن يولد العام الجديد
فالقطيعة المسافرة بينك وبينى
توقف حركة الأزمنة
وتجمد دمى على امتداد الوريد
ارجع من الموت
قبل أن يولد العام الجديد
لست أحتمل فراقنا
ورائحة «ديسمبر» تملأ الأجواء
لا أملك شيئًا من أمرى
ولست أحتمل غيابك فى الشتاء
كل شىء يسألنى عنك
والمطر يرفض أن يغسل وجه المدينة
وأنت عنى بعيد
شىء ما فى هذا الشهر الأخير
يحتج على الرحيل
يصرخ من برودة المصير
يحرض الذكريات على القيامة
ويستبقيك على قلبى الأمير
ارجع من الموت
قبل أن يولد العام الجديد
بعدك ليست تهمنى البدايات
بعدك لا تحركنى النهايات
أية بداية لا تقترن بك، تقتلنى
أية نهاية لا تؤدى إليك، تفزعنى
الشتاء يحجب أشجانه الجميلة
حتى تعود قصتنا المستحيلة
ارجع من الموت
قبل أن يولد العام الجديد
فالزمان ليس إلا كتاب العشق
على صفحاته
نشدو نشتاق ننزف ونموت

امنحنى أية عاطفة
فأى شىء من قلبك جميل
امنحنى أى إحساس
فأى شىء منك حلم مستحيل
أنا، أكثر من أى وقت مضى
أحتاج رجلًا مثلك
يغير جلدى وفصيلة دمى ولون خصلات شعرى
أحتاج رجلًا مثلك
يحملنى إلى أرض الدهشة
يروينى من ينابيع الحنان
أكثر من أى وقت مضى
أحتاج رجلًا مثلك
يؤكد أنى امرأة ذات مذاق خاص
ينتشلنى من لامبالاتى بالبشر والأشياء
يأخذ بيدى إلى حكمة الشجن وحماقة الأفراح
أحتاج رجلًا مثلك
حين أتأمل شفتيه
أدرك أسرار الكون
فى أحضانه أصمت حتى الفناء
وعلى خطوط يديه، أكتب وصيتى الأخيرة
أكثر من أى وقت مضى
أحتاج رجلًا مثلك
يعشقنى كما أنا
بأحزانى المطلة من ابتسامتى
بتوحشى ووداعتى.. بغدرى ووفائى..
بتقلبى وثباتى..
أكثر من أى وقت مضى
أحتاج رجلًا مثلك
يلتحم بتفاصيل حياتى
أرجوك..
كُن ذلك الرجل