رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نبيلة مكرم: لا نعارض «الهجرة الآمنة».. وعلى الشباب السفر بطرق شرعية

وزيرة الدولة للهجرة
وزيرة الدولة للهجرة


قالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، إن مؤتمر «مصر تستطيع بالصناعة»، المزمع عقده فى أبريل المقبل، يستهدف تحفيز الاستثمار الصناعى، وتحقيق التنمية المستدامة بجميع مجالاتها فى مصر، والمساهمة فى إعداد الخطط المستقبلية وفقًا لـ«رؤية مصر ٢٠٣٠»، من خلال الاستفادة من التجارب الناجحة للمصريين بالخارج فى مجال الصناعة.
وكشفت وزيرة الهجرة، فى حوارها مع «الدستور»، عن أبرز التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر، الذى يعد النسخة السادسة من سلسلة مؤتمرات «مصر تستطيع»، ومن بينها عقد جلستين مع عدد من نوابغ مصر فى الاقتصاد والصناعة.
وأشارت إلى ما قدمته وزارة الهجرة من جهود للتيسير على المصريين بالخارج، خلال انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب، وتأثير دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى لمبادرة «اتكلم مصرى» فى تحقيق أهدافها، وعلى رأسها تعليم أبنائنا فى الخارج اللغة العربية، وإطلاعهم على سمات الشخصية المصرية، والترويج لإنجازات الدولة المصرية الحقيقية، ليصبحوا سفراء قادرين على الاطلاع على ما يحدث فى مصر، ونقله إلى نظرائهم فى الخارج.

■ بداية.. ما الذى تستهدفونه من وراء مؤتمر «مصر تستطيع بالصناعة» المزمع إطلاقه فى أبريل المقبل؟
- «مصر تستطيع بالصناعة» هو النسخة السادسة من مؤتمرات «مصر تستطيع»، ويأتى عقده استجابة لتوصية من الفريق الراحل محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربى السابق، الذى كان له دور بارز فى إطلاق هذه السلسلة من المؤتمرات، وجعل «الإنتاج الحربى» من أكثر الوزارات استفادة من خبرات المصريين فى الخارج المشاركين.
و«مصر تستطيع بالصناعة» هدفه تحفيز الاستثمار الصناعى، وتحقيق التنمية المستدامة فى جميع مجالاتها داخل مصر، والمساهمة فى إعداد الخطط المستقبلية وفقًا لرؤية مصر للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، ويركز على الأولويات الصناعية للدولة بشكل أكبر، خاصة بعدما كشفت الأزمات الأخيرة، وعلى رأسها جائحة «كورونا»، عن أهمية استعدادات الدولة لإنتاج ما نحتاجه، وسد حاجة السوق المحلية، بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة.
ويعتمد «مصر تستطيع بالصناعة» على الاستفادة من تجارب نجاح المصريين بالخارج فى قطاع الصناعة، ومعرفة آرائهم واقتراحاتهم لتطويره، ودعوتهم للاستثمار فى مصر، مع نقل خبرات وقدرات عقولهم النابغة إلى الداخل، والمساهمة من خلالها فى تدريب المختصين القادرين على إكمال الرسالة والمضى قدمًا نحو تطوير القطاع، تحقيقًا لـ«رؤية ٢٠٣٠».
■ هل اتخذتم أى خطوات فى إطار التجهيز لعقد هذا المؤتمر المرتقب؟
- تمهيدًا لإطلاق مؤتمر «مصر تستطيع بالصناعة» فى أبريل المقبل، عقدنا جلستين بمشاركة علماء وخبراء مصر فى الخارج، ونخبة من رجال الصناعة داخل البلاد.
أولى هاتين الجلستين كانت بحضور «البارونة» الدكتورة نعمت شفيق، الرئيس التنفيذى لكل من البنك المركزى الإنجليزى «Bank of England» وصندوق النقد الدولى «IMF»، التى تتولى الآن إدارة كلية الاقتصاد اللندنية المشهورة «London School of Economics»، وهى من كبرى الكليات الإنجليزية المتخصصة فى مجال التعليم والبحث العلمى فيما يتعلق بالعلوم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وشارك فى الجلسة الثانية ٣ من أكثر خبرائنا بالخارج نبوغًا فى مجال المنسوجات والألياف، وذلك فى ظل حرص الدولة المصرية على العودة بالقطن المصرى إلى سابق عهده، ليحصل على حصة تسويقية أكبر على المستوى العالمى.
■ وماذا عن الاستثمارات الجديدة المتوقعة فى ضوء المؤتمر؟
- هناك استثمارات كثيرة للمصريين بالخارج فى عدد من المناطق الصناعية والاستثمارية التى دشنتها الدولة، وخلال الفترة الأخيرة، حرصنا على عقد لقاءات افتراضية عبر شبكة الإنترنت مع خبراء الاقتصاد المصريين فى الخارج، للنقاش حول أبرز المقترحات القابلة للتطبيق فى هذا الملف، حتى يؤتى المؤتمر المنتظر ثماره.
والمؤتمر سيعرض نماذج وخبرات وتجارب المصريين فى الخارج، تمكن الاستفادة منها فى الداخل، خاصة فى إطار دعم جهود الدولة لتوطين الصناعة وتقليل الاستيراد، عبر تقليل الفجوة بين إنتاج واستهلاك السلع المختلفة.
■ كيف استقبلتِ دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى لمبادرة «اتكلم مصرى»؟
- مبادرة «اتكلم مصرى» تستهدف أبناء المصريين فى الخارج، من الجيلين الثانى والثالث، وتتضمن تعريفهم بهويتهم بطريقة سلسة ومبسطة، بما يضمن تواصلهم بطريقة جيدة مع عائلاتهم وأقاربهم فى الداخل، حتى لا يشعروا بأى اغتراب.
ورعاية السيد الرئيس السيسى للمبادرة فخر كبير لنا، لأن ذلك يعطى المبادرة ثقلًا كبيرًا ويوضح أهميتها الكبيرة، وأنها تأتى أساسًا فى ضوء تنفيذ التوجيهات الرئاسية بتعليم أبنائنا فى الخارج اللغة العربية، وإطلاعهم على حضارتنا العريقة وعاداتنا وتقاليدنا وسمات الشخصية المصرية، ودعم قيمتى التعايش والتسامح بينهم، بالإضافة إلى الترويج لإنجازات الدولة المصرية الحقيقية، ليصبح أبناؤنا سفراء قادرين على الاطلاع على ما يحدث فى مصر، ونقله إلى نظرائهم فى الخارج.
■ ما خططكم لتعميم المبادرة فى الدول التى يتواجد بها أبناء المصريين بالخارج؟
- نحن حريصون على التواصل الفعال مع أبنائنا فى كل دول العالم، من خلال عقد معسكرات تضم أبناء المصريين فى الخارج من شتى الدول، ما يعمق الصلات بينهم ويضمن ترابطًا بينهم وبين نظرائهم فى الخارج، وبين أقرانهم فى الداخل أيضًا، ونعمل على الترويج لمبادرة «اتكلم مصرى» بينهم، داخل الدول الموجودين بها.
وتواصلنا مع أبنائنا فى الخارج عبر الـ«فيديو كونفرانس»، وهى إحدى الإمكانيات التى تسخرها الوزارة لتحقيق تواصل دائم مع أبنائنا بالخارج، فى ظل انتشار جائحة «كورونا»، فبعدما كنا نستضيفهم داخل معسكرات داخل مصر، بالتعاون مع شركة «ويلسبرينج» المتخصصة فى مثل هذه الفعاليات، جاءت أزمة «كورونا»، فلجأنا إلى التواصل مع المصريين فى مختلف دول العالم عن طريق الـ«فيديو كونفرانس»، مع تنفيذ العديد من الأنشطة التفاعلية على مدار يومين، من شأنها زيادة الولاء والانتماء لوطنهم الأم.
■ كيف ستتعاملون مع الأفكار المميزة التى قدمها الشباب المصرى بالخارج خلال زيارتهم الأخيرة إلى مصر؟
- نحن ننظر دائمًا بعين الاعتبار لكل أفكار ومقترحات الشباب المصرى فى الخارج، التى نتلقاها عبر برامج وزارة الهجرة للجيلين الثانى والثالث من أبناء المصريين فى الخارج، وخلال الحوارات المفتوحة التى نعقدها بينهم وبين المسئولين من الجهات المعنية فى الدولة كلها، مع بحث أفضل السبل لتطبيقها على أرض الواقع.
■ ماذا عن جهود وزارة الهجرة فى انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب؟
- فى الاستحقاقات الدستورية كلها، سواء انتخابات رئاسية أو برلمانية أو استفتاءات، تنسق وزارة الهجرة مع الهيئة الوطنية للانتخابات والجهات ذات الصلة جميعًا، للتيسير على المصريين فى الخارج، وتسهيل مشاركتهم فى هذه الاستحقاقات، بداية من تعريفهم بطريقة التصويت، خاصة مع استحداث طريقة التصويت بالبريد.
ففى ظل انتشار جائحة فيروس «كورونا المستجد»، تم استحداث آلية التصويت بالبريد، وهذا أمر جديد على المصريين، فكان لا بد من شرح تلك الطريقة لهم، وهو ما تم بالفعل، فضلًا عن توفير كل المعلومات عن المرشحين، ونشرها على الموقع الرسمى للوزارة،
وبالتنسيق مع الهيئة الوطنية للانتخابات، عملت وزارة الهجرة على تلقى استفسارات المصريين فى الخارج كلها، والرد عليها، خلال أيام التصويت فى انتخابات الشيوخ والنواب، إلى جانب توضيح كيفية التصويت والمشاركة فى الانتخابات عبر آلية التصويت بالبريد السريع، كما بينت سابقًا.
■ لماذا اخترتم التعاون مع وزارة الأوقاف والكنيسة تحديدًا فى ملف الهجرة غير الشرعية؟
- التعاون مع الكنيسة ووزارة الأوقاف جاء لتحقيق هدف التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، فى ظل أن الكنيسة لديها العديد من الأفرع فى محافظات الجمهورية كلها، والتى من ضمنها المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية بالطبع، وبالمثل، تمتلك وزارة الأوقاف مساجد على مستوى الجمهورية.
كل هذا من شأنه تحقيق التواصل مع الشباب فى هذه المحافظات، لتعريفه وتوعيته بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وبالتالى تحقيق جزء من أهداف الوزارة فى مجال الهجرة غير النظامية غير الآمنة، المتمثل فى التوعية، الذى يعد من أهم سبل الحد من تلك الظاهرة.
■ ما رسالتك إلى الشباب الذى لا يزال يبحث عن الهجرة؟
- بداية أحب الإشارة إلى عدم معارضة الدولة المصرية لـ«الهجرة الآمنة»، وأنها فقط تمنع وتجرم الهجرة غير الشرعية، التى يعرّض فيها الشاب نفسه لخطر الموت، لذا نصيحتى للشباب الراغب فى الهجرة أن يسلك الطرق الشرعية فى ذلك، وفقًا للاشتراطات التى تحددها كل دولة، وأدعوهم إلى تأهيل أنفسهم، وفق احتياجات السوق فى الخارج، حتى يتمكنوا من الحصول على فرص عمل مناسبة.
ماذا عن ملف العمالة العائدة من الخارج؟
- عملنا منذ بدء جائحة «كورونا» على إطلاق مبادرة «نورت بلدك»، لمساعدة العمالة المصرية العائدة من الخارج، الذين فقدوا أعمالهم نتيجة تفشى الجائحة، عبر حصر أعداد العمالة العائدة وفق تخصصاتهم، وإعداد دراسة لهذه البيانات، بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، لمعرفة فرص العمل المتاحة لهم فى المشروعات القومية، حتى نتمكن من توفير فرص عمل لهذه العمالة.