رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رواية «1919» لأحمد مراد.. سرد تاريخي عبر شخصيتي «كيرة والجن»

كيرة والجن
كيرة والجن

في نهاية العام المقبل 2021، سيكون جمهور الكاتب أحمد مراد على موعد مع طرح فيلم "كيرة والجن" المأخوذ عن روايته "1919"، الذي كتب السيناريو والحوار له، ويخرجه مروان حامد، وإنتاج تامر مرسي، ومن المقرر أن يشارك في بطولته عدد من النجوم، وهم: كريم عبدالعزيز، أحمد عز، هند صبري، سيد رجب، أحمد مالك، علي قاسم، هدى المفتي، محمد عبدالعظيم، عارفة عبدالرسول، تامر نبيل، ومجموعة من ضيوف الشرف من المصريين والأجانب.

قرر مراد في روايته أن يتجه لنوع جديد بكتابة رواية تاريخية لا تقل إثارة وتشويقا عن رواياته السابقة، إذ يأخذنا في آلة زمن ليهبط بنا في حقبة تغلي فيها القاهرة بالأحداث، تحدث وثبة زمنية إلى عالم متشابك يمسك المؤلف مقتدرا بكل مفاتيحه، بين سعد زغلول وتعنت البريطانيين، قصة الوفد ومقهى "متاتيا" جماعة سرية تعمل تحت مقهى "ريش"، وعوالم البغاء المقنن.

اعتمد مراد، في الرواية، على سرد التاريخ من خلال شخصيتين حقيقيتين، هما "أحمد عبدالحي كيرة"، و"عبدالقادر الجن"، اللذان تدور حولهما قصة الفيلم، وتحديدا بعد وقوع حادثة "دنشواي" الشهيرة بين الضباط الإنجليز ومواطنين مصريين، وحكم على 21 متهما، وتم إعدام 4 من أهل قرية "دنشواي"، والحكم على 12 آخرين بالأشغال الشاقة.

بطلا الرواية "كيرة" و"الجن" شخصيات حقيقية، من أبطال المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي وقت ثورة 1919، وأراد "مراد" أن يسلط الضوء عليهما، وإعادتهما للذاكرة كرموز حقيقية لا يمكن تجاهلها أو إنكار دورها العظيم، وحتى لا يسقطوا من الذاكرة الشعبية لطي النسيان.

كان "كيرة" فدائيا وبطلا لمصر، وشارك في عدة عمليات انتقامية من الإنجليز حتى هروبه، وإثباته حبه الشديد لوطنه حتى إعدامه مع عدد من العسكريين الذين شاركوا عرابي في الثورة ضد الخديو، أما "الجن" فتحول من شخصية لا تبالي بما يدور حوله من أحداث ولهوه، وما يقوم به من بيع السجائر والمشروبات للإنجليز، إلى شخصية مناضلة بعد استشهاد والده الفتوة "شحاتة الجن" الذي يمثل المواطن المصري الأصيل، وانضمامه لحركة مناهضة للاستعمار.

لم يكتف الثناني "كيرة" و"الجن" بذلك، بل استمرا في مواجهة الاحتلال الإنجليزي إبان ثورة 1919، وتحدث "مراد" عن دورهما الكبير فيها، فضلا عن الحديث عن سعد زغلول وما قام به من إنجازات، ونضال الشعب ضد الإنجليز.

"بذل مراد مجهودا واضحا في رسم ملامح شخصية أبطال مجهولين".. هكذا تحدث أحد القراء عن الرواية، موضحا أنه "في المقابل مكانش ليه 30 لازمة وجود الملكة نازلي في الأحداث غير شوية رومانسية وخلاص، وكبرت حجم الرواية على الفاضي"، وقال آخر: "رواية جميلة جدا تجعل القارئ يبحر في بحور الماضي، وبالتحديد أوائل القرن العشرين، أبدع الكاتب في وصف الحياة مما جعل من السهولة تخيل القارئ وانتقاله لتلك الحقبة البعيدة".

"ليس فيها حبكة درامية".. هذا ما لفت انتباه أحد القراء، قائلا: "الرواية من وجهة نظري متواضعة، فالمؤلف اعتمد على سرد التاريخ من خلال بعض الشخصيات".

وجدت الرواية إشادات كبيرة من قبل القراء بجانب عدة انتقادات، وبعضهم رفض بعض الألفاظ التي تم ذكرها في الرواية، كاللهجة الصعيدية، وغيرها.