رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محلل فرنسي: زيارة السيسي لباريس أسست لشراكة قوية بين مصر وفرنسا

جريدة الدستور

كشف ألكساندر ديل فالي، الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا كانت ناجحة ومثمرة ووضعت كثيرا من الخطوط والنقاط للشراكة بين البلدين الفترة المقبلة من جانب، ووجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية من جهة أخرى.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي، في تصريحات للدستور أن من أبرز نتائج الزيارة واللقاء بين الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، هو إعلان مشاركة نفس القلق بشأن تنظيم الإخوان وجماعات الإسلام السياسي التي تعد أكبر تهديد عالمي لكل من فرنسا ومصر وأوروبا والعالم العربي، وذلك أمام العالم كله، وقبل ساعات من مناقشة مجلس الوزراء الفرنسي لقانون تحت عنوان "مكافحة النزعة الانفصالية الإسلامية"، حيث سيناقش المجلس اليوم الأربعاء، قانون لمواجهة جماعات الإسلام السياسي.

وأضاف "ديل فالي" أن القانون الذي ستقدمه الحكومة للبرلمان سيستهدف بشكل غير مباشر ولأول مرة جماعة الإخوان، ولهذا السبب أطلقوا استراتيجية المقاطعة ضد فرنسا والدعاية المناهضة لماكرون بين العالم العربي وتركيا من أجل محاولة ترهيب وإخافة ماكرون، مشيرا إلى أنه يعتقد أن ماكرون سيواصل محاربة الإخوان المسلمين، موضحا أن المشكلة الوحيدة هي أنه في الغرب أحزاب اليسار في أوروبا والديمقراطيين في الولايات المتحدة يدعمون الإخوان المسلمين باسم الدفاع عن حقوق الإنسان أو محاربة العنصرية وكراهية الإسلام، لكن هذا فخ ويجب على ماكرون محاربة جماعات الضغط اليسارية التي تدعم الإخوان المسلمين.

وأكد "ديل فالي" أن من مكاسب الزيارة كشف استراتيجية تركيا العثمانية الجديدة المناهضة للعرب والمعادية لليونان والأرمن والمعادية لأوروبا وكشف مخططات أنقرة لسرقة الغاز في البحر الأبيض المتوسط، وكذلك التعرض لسيادة قبرص واليونان وتحركاته في ليبيا وزعزعة الاستقرار في المنطقة، وكان التطرق للسلوك التركي المعادي مهما في ذلك الوقت قبيل قمة أوروبية غدا الخميس تبحث لوضع عقوبات على تركيا بسبب تلك الانتهاكات.

وقال إن من بين ما أظهره الأسطول البحري الفرنسي أن الزوارق التركية تنتهك الحظر المفروض على الأسلحة في ليبيا، وتساعد الإخوان المسلمين في طرابلس والجماعات المتشددة والجهاديين الموالين لتركيا في مصراتة وبالقرب من سرت وضد المصالح المصرية، مشيرا إلى أن جميع الوطنيين الفرنسيين والأجهزة السرية والجيش الفرنسي، يؤيدون دعم ماكرون وفرنسا لمصر أنه تعاون مشترك ضد فاشية الإخوان المسلمين وطموحات العثمانيين الجدد.

واختتم تصريحاته قائلا أن ماكرون يعيد الدولة الفرنسية القوية المتحضرة، والتي يمكن أن تتبع الاستراتيجية العربية الفرنسية التي بدأها شارل ديجول وجمال عبد الناصر، ومواجهة من يزعزون استقرار المنطقة وأوروبا، مضيفا أنه سيمكن التعاون بين مصر وحلف الناتو بدعم فرنسي خلال الفترة المقبلة وزيادة التعاون خاصة بعد القلق الذي أصاب حلف شمال الأطلسي بسبب السلوك التركي المخالف لتعاليم وقوانين الحلف.