رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف حسم "اليهود" نتائج الانتخابات الأمريكية لصالح بايدن؟

جريدة الدستور

لأول مرة في التاريخ يكون ليهود أمريكا تأثير فعلي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية – هذا لاينطبق على أموال اليهود في الحملات الدعائية- ولكن الحديث يدور عن تأثير التصويت الفعلي.

بحسب النتائج التي نشرت حتى الآن، فإن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن يعود إلى اليهود ومجموعات أخرى، وهم السود والشباب والنساء واللاتينيين الذين صوّتوا له بنسب قياسية، ومنحوه تفوقاً بخمسة ملايين صوت في مواجهة دونالد ترامب.

بحسب الأرقام المنشورة، فإن نسبة تصويت اليهود في انتخابات نوفمبر وصلت إلى 80%، في ولاية بنسلفانيا التي أوصلت بايدن إلى مستوى 270 ناخباً كبيراً وحسمت السباق، يعيش بالولاية نحو 300 ألف يهودي من البالغين، معظهم حول مدينة فيلادلفيا. بحسب الفرز، نحو 249 ألفاً منهم شاركوا في التصويت، 180 ألفاً صوتوا لبايدن، و60 ألفاً لترامب. اليهود أعطوا بايدن فائضاً بـ120 ألف صوت في فيلادلفيا التي يتقدم فيها بنحو 45 ألف صوت فقط.

وفي ولاياتي أريزونا وجورجيا، يوجد أيضاً يهود، 100 ألف من يهود أريزونا أعطوا بايدن فائضاً بـ40 ألف صوت، و130 ألف يهودي في جورجيا أعطوه فائضاً بـ50 ألف صوت.

النتائج السابقة ليست جديدة في مجملها لكنها تركت آثراً هذه المرة، من الُمعتاد أن نحو 75% من الجالية اليهودية تصوت لمرشحين ديمقراطيين، لكنهم لم يكونوا حاسمين سابقاً، فهم يتواجدون في ولايات مثل كاليفورنيا ونيويورك، اللتين فيهما أغلبية ديمقراطية راسخة، ونسبتهم أصغر من أن تحسم الانتخابات في الولايات الأساسية، لكن تلك المرة لعبوا دوراً أكبر، وصنعوا فارقاً في ولايات هامة ساهمت في فوز "بايدن".

ترامب اعتقد أن علاقتة الرائعة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستنعكس على الناخب اليهودي الأمريكي، وهو ما لم يتحقق، لسبب بسيط، وهو أن إسرائيل ليست على رأس اهتمامات يهود أمريكا، بالنسبة لهم ترامب جيد لإسرائيل لكن غير جيد لأمريكا التي هم مواطنين فيها.

فيهود أمريكا ديقراطيون في الأساس، تشغلهم الأجندة الديمقراطية المعنية بالأوضاع الاقتصادية وبحقوق الأقليات والمساواة الاجتماعية، وبالنسبة لهم إسرائيل والهدايا التي منحها ترامب لهم ليس ضمن قائمة أولوياتهم.