رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هى الكمامة فين؟!


في فيلم الزواج علي الطريقة الحديثة الذي أنتج عام 1968، وأثناء قيامه بالتعليق علي مباراة كرة القدم الشاطئية بين فريقي الشباب والبنات، والتي لم تكن مذاعة تليفزيونيًا ولا حتى إذاعيًا، طرح الفنان سمير غانم سؤاله الشهير، وقال عبارته الخالدة بعد أن لاحظ ااختفاء الكرة.

هى الكورة فيييييييييين؟!
سؤال سمير غانم عن الكرة التي ااختفت فجأة، والتي لا يمكن بالطبع إقامة أو استكمال أو إتمام المباراة بدونها، دفعني أنا الآخر إلى طرح السؤال ذاته بنفس الصيغة، ونفس الطريقة، وربما بنفس نغمة الصوت ونبرته، مع ااستبدال كلمة الكرة بالكمامة ... لأقول بدوري متسائلاً "هي الكمامة فييييييين؟!".
مشهد رأيته الآن، ومن محاسن الصدف أن كان للمشهد الجديد علاقة بالمباريات وبلعبة الكرة.

بداية ..
أنا لا علاقة لي على الإطلاق بكرة القدم، لا أميل إليها أو بالأحرى لا أفهم فيها ولا في قواعدها ولا تستهويني فنونها، ولا أحبها من الأساس، لم أنجذب إليها يومًا ولم أمارسها أبدًا، لا لاعبًا أو مشجعًا ولا حتى مشاهدًا!

كل ما حدث أنني وأثناء تنقلي ما بين القنوات، شاهدت قدرًا لقطات معادة لبرنامج رياضي، وقف خلاله أحد المراسلين لإجراء لقاءات مع مشجعي أحد الأندية خلال احتفالهم بفوز فريقهم بعد اانتهاء المباراة، لينقلها بدوره مباشرة على الهواء لمذيع واستديو البرنامج.

إلى هذا الحد الأمر طبيعي وجيد ومقبول، لا بل مفرح ومسر ومبهج وألف مبروك للفريق الفائز، وحظ أفضل للفريق المهزوم في المباريات القادمة.

الأمر اللافت بالنسبة لي، هو عدم االتزام أيٍ من مجموعة المحتفلين الفائزين الملتفين حول المراسل بارتداء الكمامة .. وأصدقكم القول يا أحبتي، أنني قد دققت وأطلت النظر في وجوه جميع من ظهروا في التقرير، سواء من المتحدثين أو المحتفلين أو المارين من خلفهم أو من أمامهم بحثًا عن كمامة واحدة فلم أجد!

الجميع بدون كمامات، بمن في ذلك مراسل القناة، بل والمذيع نفسه وضيوفه داخل الاستديو التحليلي!
لست من أهل الاختصاص، وعلاقتي بالطب لا تختلف كثيرًا عن علاقتي بلعبة الكرة أو باللغة الصينية، أجهلها جميعًا جهلًا مطبقًا، والحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

ولكن ما أعلمه، أن الأطباء والخبراء قد نبهوا كثيرًا إلى ضرورة الالتزام باتخاذ إجراءات ثلاثة أولها ارتداء الكمامة، التي ووفق ما ذكروه لنا تقي إلى حد كبيرمن الإصابة بالفيروس، وتحد بقدر معقول من انتشار الجائحة، حيث أثبتت تجاربهم أن الشخص السليم المرتدي للكمامة لا تنتقل إليه العدوي بنسبة 50%، والشخص المصاب المرتدي للكمامة لا ينقل العدوي للشخص السليم غير المرتدي لها بأكثر من 15%، بينما لا ينتقل الفيروس بين شخصين مرتديين للكمامة بغير 1.5%.

ثاني الإجراءات هو تلافي التواجد في الحشود والتجمعات، وثالثها ضرورة التباعد البدني..

وهو ما لم نلاحظ أيًا منه خلال مشاهدتنا التقرير!

على أية حال...
حديثنا هنا عن المراسل لا يخص المراسل أو المذيع بشخصيهما، ولا البرنامج بمفرده ولا القناة بذاتها، وإنما كان مدخلًا للحديث عن الحالة بأكملها بمذيعيها ومراسليها وبرامجها وقنواتها، بما فيها قنواتنا الرسمية وبرامج التوك شوز اليومية، والتي لا يألو المذيعون ومقدمو البرامج فيها جهدًا في توجيه مشاهديهم إلى ضرورة ارتداء الكمامات، بينما لا يلتزمون هم أنفسهم ولا ضيوفهم بارتدائها ليقتدي بهم المشاهدون!

ووجدنا أنه لزامًا علينا الآن توجيههم إلى ارتداء الكمامات وتذكيرهم بقول ربنا سبحانه وتعالي"أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم" صدق الله العظيم.

الآن .. وبعد أن وجهنا لوم وعتاب المحبين لمن نراهم مقصرين، حري بنا وكي نكون منصفين توجيه التحية الواجبة إلى إدارة مهرجان القاهرة السينمائي التي ألزمت رواد المهرجان من الفنانين والضيوف باارتداء الكمامات، كما لن يفوتنا أيضًا الإشادة بوزارة الصحة المصرية لقيامها بتوزيع كمامات مجانية على ضيوف المهرجان، بل إنها وفرت منفذين ثابتين بداخله لتوزيع الكمامات .

حفظ الله بلدنا وأعان قائدنا.