رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جريمة في حق شيرلوك هولمز.. دار نشر تحرف سلسلة القصص لـ«تجنب الفحشاء»

تجنب الفحشاء
تجنب الفحشاء

أثارت دار الأجيال للترجمة والنشر جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اكتشف بعض القراء أن الترجمات العربية التي تقوم بها محرفة، إذ تعد أول ناشر قانوني لسلسلة روايات أجاثا كريستي في العالم العربي، ونشرت جميع المجموعات القصصية القصيرة لشيرلوك هولمز، فضلا عن عدد من الموسوعات والكتب التربوية.

وأصدرت دار النشر بيانًا أوضحت فيه أن سبب التحريف هو أنهم حذفوا أجزاء أثناء الترجمة، وجاء نصه كالتالي: ما الذي حذفناه من ترجماتنا؟
بعدما نشرنا منشورَ البارحة سُئلنا السؤالَ نفسه عدة مرات: ما هي الأشياء التي حذفناها أو غيّرناها في ترجماتنا لتوافق "رسالتنا" ومبادئنا الأخلاقية التي تحكم عملنا؟

لا ريب أن من حق القراء الكرام أن يعرفوا الأشياء التي تصرّفنا فيها حتى لا نغشّ أحدا منهم ولكي يكونوا على بيّنة مما يشترون، فمَن وافقَنا ورضي بعملنا اشترى كتبنا وهو يعرف ما فيها، ومن لم يوافق ولم يرضَ فلا تثريب عليه أن يُعرض عن شراء كتبنا، مع احترامنا لرأيه وقراره.

سنقرر أولا قاعدة مهمة: نحن لا نتعب في الحصول على "منتجات نظيفة" بفضل الله لأننا نختار ابتداءً مؤلفين محافظين لترجمة أعمالهم، فأغاثا كريستي سيدة محافظة فكتورية الطراز وكتابتها خالية تماما من أي نوع من السفاهة والابتذال، وقد وصفت -في كتاب ذكرياتها- ما تحب وتكره فقالت: "أحب الشمس والبحر والسفر والأزهار وأكره الكحول والتدخين"، ومن قرأ رواياتها وجد فيها التزاما أخلاقيا عاما ورسالة صريحة: "لا بد للخير أن ينتصر".

وتابع: أما قصص شيرلوك هولمز فإنها تقتصر على المغامرات والتحري والاستنتاج وليس فيها ما يعيب، إلا أن مؤلفها عاش في عصرٍ لم تكن أضرارُ المخدرات قد عُرفت فيه على حقيقتها، فنسب إلى بطله تعاطيها في موضعين من قصصه والثناء عليها في عدة مناسبات. هذه بالذات هي التي تعقبناها بالحذف ولم نُبقِ شيئا منها، وذلك لسبب مفهوم، فإن مما هو مقرر في علم النفس أن "الاستهواء" يكون أقوى ما يكون في فترة الشباب المبكر، حيث يميل الإنسان إلى اقتباس صفات بطله المحبوب وتقليده في المظهر والسلوك دون تقدير للعواقب والمآلات.

واستطرد: نحن ندرك أن أكثر قرائنا من المثقفين الواعين الذين يملكون العقل الراجح والإدراك السليم ويميزون بين الخير والشر وبين ما هو نافع وما هو ضار، ولكنا لا نأمَن أن تصل كتبنا في بعض الأحيان إلى شبان صغار لمّا يبلغوا مبلغ التمييز والإدراك، فنكون سببا في تحبيب الحرام إليهم وتقريب هذه العادة المدمرة إلى نفوسهم، فمن ثم لم نتردد في حذف علاقة شيرلوك هولمز بالمخدرات من سيرته وقصصه كلها، هذا هو الحذف الكبير الوحيد الذي لجأنا إليه مضطرين في كل ما نشرناه حتى اليوم، مع تدخل طفيف بتغيير كلمة أو عبارة في مواضع متناثرة من الروايات المترجَمة حيث شعرنا أنها تجاوزت حدود الأدب والدين.

نعم، نحن نحب الأدب الجيد الرصين ونحب أن نكون أمناء في الترجمة، ولكننا لا نستطيع أن ننشر كتبا لنربح منها بعض المال ثم نقف يوم الحساب بين يدي الله فيسألنا: لماذا نشرتم ما فيه شرٌّ وضرر على الناس؟ ولا نحب أن يأتي شباب صغار يوم القيامة فيقولوا: يا رب هؤلاء أضلّونا وحببوا إلينا الفاحشة والحرام.