رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل «الأزهري» خلال خطبة الجمعة حول قيمة «نفع الناس»

الدكتور أسامة الأزهري
الدكتور أسامة الأزهري


ألقى الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية خطبة اليوم الجمعة من مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت عنوان" قيمة نفع الناس".

وقال الأزهري في بداية الخطبة: سألت نفسي أي الأعمال في هذا الزمان أحب إلى الله، وقد هيأ الله  لأهل كل زمان عملا أقرب إلى الله، جلست أتصفح من كلام النبوة ما استنير به فوجدت ذلك الحديث العجيب الذي أجاب على سؤالي روى أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير الناس أنفعهم للناس، ولقد توقفت أمام هذه الكلمة مندهشًا من سموها وعلوها إذ أراد الوحي الشريف أن يعظم في وعي الإنسان قيمة نفع الناس، وأن نفعه للناس ليس مجرد لياقة أو خلق رفيع فقط بل معراج  يرتقي به الإنسان إلى القرب من المولى عز وجل فجعلها خير الأعمال".


وأضاف: وجدت حديث لابن عمر عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا موضحا أن  الوحي الشريف عاد مرة أخرى يعظم تلك القيمة التي يدور عنها الحديث وهي قيمة نفع الناس، فقال أحب الناس إلى الله أنفعهم إلى الناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عن كربة أو تقضي عنه دينا او تطرد عنه جوعًا.

وتابع: لقد عظمت في خاطري قيمة نفع الناس واستنارت وارتقت، وأدركت كم نفع الناس أحب المنازل إلى الله، ولقد انطلقت إلى القرآن الكريم واستكشف هذا المعنى فإذا بالحق سبحانه يقول "إِنَّ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱخْتِلَٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلْفُلْكِ ٱلَّتِى تَجْرِى فِى ٱلْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ -سورة البقرة، فجعل الله من اياته بمايذكر بنفع الناس، وأراد الله أن يربط جريان الفلك في البحر بذلك المقصود فقال والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس.وقال تعالى " فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْأَمْثَالَ منوها بأن نفع الناس مقصود عظيم.

ووجه "الأزهري" عدة رسائل: كن نافعًا للناس، كن ساعيًا في تحقيق الخير، وكرر تلك القيمة، لا تتقاعس، لاتتراجع عن كل أمر أو سعي أو كلمة أو تصرف في نفع للناس، كن مسارعًا ونشطًا وصاحب همة في نفع الناس.

وأشار إلى خطبة الجمعة الماضية  وحديث رسول الله " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له، مضيفا:  حركنا الهمم إلى المسارعة في دخول أيام الشتاء إلى سقف البيوت لكل محتاج وترغيب الإغاثة والتبرع بالأطعمة والأغطية حتى لا يبقى في مصر صاحب حاجة إلا وكنا سارعنا إليه.

وأكمل: اليوم ذكركم أن أحب الأعمال قيمة نفع الإنسان، اسعدوا قلبه واجبروا خاطره وأحب الأعمال الى الله سرور تدخله على قلب مسلم، تفقدوا حوائجهم مدوا ايديكم وسارعوا اليهم واعلموا ان الله سيكافيء على ذلك كثيرا.

واختتم بأبيات من ديوان للإمام الشافعى: "لسانك لا تذكر به عورة امرئ... فكلك عورات وللناس ألسن.
وعيناك إن أبدت إليك معايبا... فدعها وقل يا عين للناس أعين  وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى... ودافع ولكن بالتي هى أحسن".