رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد النجاح في منع حرقه.. كيف تستفيد الدولة اقتصاديًا من قش الأرز؟

حريق قش الأرز
حريق قش الأرز

يعتبر قش الأرز من أبرز الأزمات التي كانت تواجه البيئة المصرية، حيث يتم حرقه وبالتالي التسبب في العديد من الملوثات الهوائية، وصار الاتجاه الحالي هو البحث عن فوائد اقتصادية له تكون بديلة لحرقه، وهو ما اتجهت إليه وزارة البيئة بالفعل.

في الأمس، استعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزير البيئة، نتائج ومؤشرات خطة مواجهة نوبات تلوث الهواء الحاد، والتي تم تنفيذها بالتنسيق مع وزيري التنمية المحلية والزراعة واستصلاح الأراضي.

ووصل إجمالي الملوثات التي تم تجنبها وعدم انتشارها في الهواء إلى 25 ألف طن ملوثات، كما تم خفض التكلفة المجتمعية للمخاطر الصحية بما يقدر بنحو 2،24 مليار جنيه، أيضًا زيادة نسبة تجميع الأهالي لقش الأرز؛ نتيجة زيادة الوعي بالأهمية الاقتصادية للقش، وشهدت نسبة التجميع الكلية ارتفاعًا ملحوظًا وصلت إلى 99%.

وعن الأهمية الاقتصادية، تحدثت "الدستور" مع عدد من المتخصصين الذين يوضحون مدى الفائدة التي تعود علينا في حال إذا تم استغلال هذا القش بدلًا من حرقه، بالتالي الاتجاه إلى الحفاظ بشكل أكبر على البيئة.

الدكتورة منى كمال، خبيرة بيئية، قالت إن مصر نجحت في إدخال قش الأرز على خط الصناعة وتحقيق الاستفادة الاقتصادية منه، والأمر بدأ من المزارعين أنفسهم، حيث يوردونه إلى متعهدين بدلًا من حرقه بالتالي تحقيق أرباح مادية.

وأشارت "كمال" إلى أن قش الأرز له العديد من الاستخدامات، وفهو يدخل في صناعة الورق، وصناعة أنواع معالجة من الأخشاب، وعلف للمواشي، وفي مراحل متقدمة يمكن استخراج الغاز منه عند استخدام تكنولوجية متقدمة في مراحل تصنيعه.

واتفق معها الدكتور علاء البدوي، أستاذ شعبة البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي للبحوث، في الاستخدامات المفيدة لقش الأرز والتي يأتي على رأسها استخدامه كعلف للحيوانات، وبطرق معينة يمكنها أن تزيد من القيمة الغذائية لهذا العلف.

وأوضح "البدوي" أن ما يقوله بناء على دراسة علمية كانت حول الاستفادة من قش الأرز بطرق ذكية، وكان أحد المشاركين فيها، ومن نتائجها أنه ببعض المعالجات تتم الاستفادة من قش الأرز في إنتاج علف مخلوط من قش الأرز مع مخلفات المحاصيل الزراعية، من خلال تقنيات تكنولوجية يابانية تستطيع إنتاج علف متخمر ذات قيمة غذائية مرتفعة.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، أن برنامج تدوير مخلفات "قش الأرز" بدأ منذ أكثر من 15 عامًا، من خلال بعض النماذج الإرشادية للفلاحين، التي طرحت نماذجًا لتحويل قش الأرز إلى سماد أو أعلاف خضراء، بالتالي أصبح مصدرًا للربح المادي له بدلًا من حرقه دون فائدة.

يذكر أن الإحصائيات أوضحت أن وزارة البيئة بالتعاون مع وزارتي الزراعة والتنمية المحلية تمكنت خلال الموسم الماضي من تجميع ما يقرب من 622 ألف طن قش أرز أي ما يعادل نسبة 120% من المستهدف تجميعه هذا العام من خلال 700 موقع لتجميع القش.