رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرفيق (1): الطفل «دييجو» الذى خفت نجمه فى كتالونيا

مارادونا
مارادونا

ولد دييجو أرماندو مارادونا في 30 أكتوبر 1960 بمدينة "لانوس" بالعاصمة الأرجنتينية بيونيس أيرس، في عائلة تعيش في ظروف معيشية ومادية قاسية، لكنه كان طفلًا مختلفًا، لا يلعب مع رفاقه ألعاب الطفولة، بل تركهم من أجل كرة القدم، وظهرت عليه موهبته في تلك الفترة، قبل أن يتجاوز الحادية عشر عامًا.

ولموهبته الكبيرة، لفت "دييجو" إليه أنظار كشافي كرة القدم، فاهتم به أحدهم الذي يدعى فرانسيس كارنيخو وضمه لصفوف نادي "أرجنتينيوس جونيور"، واستطاع "مارادونا" أن يحقق نجاحًا كبيرًا بين صفوف أقرانه، الذيk أطلق عليهم حينها "البصلات الصغار"، كون معظمهم قصيري القامة مقارنة بأعمارهم، غير أن "مارادونا" كان الأكثر موهبة بين "البصلات الصغار" وهو ما حفز مسئولي النادي على أن يلحقوه بالفريق الأكبر سنًا، وشارك في إحدى المباريات ونال ثقة الجميع، إذا قدم مستوى عاليًا، كما أنه في لقاءه مع التلفزيون الأرجنتيني بعد المباراة صرح قائلًا: "أريد أن ألعب رفقة المنتخب الأرجنتيني، وأحقق كأس العالم".

أصبح مارادونا فيما بعد قائدًا لفريق "أرجنتينيوس جونيور" وهو ما لفت إليه أنظار الأندية الكبرى في الأرجنتين للتعاقد معه، ونجح فى ذلك نادي "بوكا جونيور"، وحصل على خدماته لمدة عامين، وهي المدة التي أبدى فيها "دييجو" مستوىً باهرًا، ما جعله اللاعب المحبب لقلوب الجماهير، خاصة عندما ساعدهم في الحصول على الدوري الأرجنتيني من منافسهم التقليدي "ريفر بلييت" بعدما سجّل هدفين من أصل ثلاثة أهداف سجلهم الفريق.

دفع هذا التألق المتتالي مسئولي كبار الأندية الأوروبية للرغبة في ضمه وبعد صراع طويل نجح العملاق الكتالوني "برشلونة" في التعاقد معه بمبلغ قياسي قُدر بـ12 مليون دولار حينها بعد مسيرة ناجحة في الأرجنتين رفقة "البوكا جونيور" بـ40 مباراة و28 هدفًا في موسمين.

وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فرغم الأداء الكبير الذي قدمه في الأرجنتين، لم يحقق"مارادونا" نفس هذا الأداء مع الفريق الكاتلوني، كما أنه عانى من عنصرية من قبل جماهير برشلونة المتعصبة ضد كل ما هو لاتيني والتي بدأت في الظهور مع إخفاق النجم الأرجنتني في إظهار مُستوياته الكبيرة التي اعتاد عليها في بلاده.

لم يكن بالتأكيد في يد "دييجو" الذي عانى كثيرًا من التدخلات العنيفة من المدافعين في إسبانيا، مما أجبره على الابتعاد والراحة لمدة طويلة بعد الاحتكاك الخطير مع مدافع أتليتيكو بيلباو أندوني ڤواكوتيكشا، وهو ما سبب له إصابة قوية في كاحل القدم، قبل أن يعود مرة أخرى ويخسر نهائي كأس الملك أمام "اتليتك بلباو" وحدثت بها معركة عنيفة بين اللاعبين.

وكانت أول انتكاسة لـ"مارادونا" في برشلونة، عندما أصيب بالتهاب الكبد، مما اضطره إلى الراحة لبضعة أشهر، وتزامنت عودته إلى الفريق مع إقالة أودو لاتيك ووصول سيزار لويس مينوتي في مارس 1983، وتمكن"مينوتي" الأخير من قيادة الفريق بانتصارين على منافسهم التقليدي ريال مدريد، في نهائيات كأس الملك وكأس الدوري الأسباني.

ورغم الرحلة التي وصفها "مارادونا" بأنه خرج منها مفلسًا، كان له لحظات لا تنسى في إسبانيا، ففي شهر مارس عام 1983، أحرز دييجو أرماندو مارادونا هدفًا رائعًا في مباراة الكلاسيكو الإسباني، عندما استلم الكرة من منتصف الملعب، وركض بها نحو المرمى، ثم راوغ حارس مرمى ريال مدريد، وقبل عودة المدافع الذي ضيق عليه الزاوية، راوغه في مساحة ضيقة للغاية على خط المرمى، قبل أن يسدد الكرة بهدوء شديد ليحسم المباراة لبرشلونة بنتيجة هدفين لهدف.