رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بدأنا مكافحته منذ 25 عاما».. كيف دعمت «الصحة» مرضى الإيدز؟

مرضى الإيدز
مرضى الإيدز

لا تكّن وزارة الصحة المصرية جهدًا في سبيل دعم مرضى الإيدز منذ عام 2016 وحتى الآن، لتوفير حياة آمنة لهم يستطيعون فيها تلقي العلاج وفي الوقت نفسه عدم وصمهم اجتماعيًا بسبب حساسية ذلك المرض الشديدة ومعاناة مرضاه في أوجه الحياة كافة.

واتساقًا مع ذلك، فقد أعلنت وزارة الصحة، أمس الثلاثاء، أن الإيدز مشكلة عالمية يمكن أن يصيب أى شخص في العالم، وأنهم يقومون دومًا بتحديث البروتوكولات العلاجية للمرض وفقًا لأحدث إصدار من منظمة الصحة العالمية.

وأوضحت الوزارة أنها بدأت مكافحة الإيدز قبل 25 عامًا، مشيرة إلى أن مصر ملتزمة بتطبيق الاستراتيجيات العالمية والأممية لمكافحة المرض، كما أنها مًصرة على تحقيق اهداف التنمية المستدامة مع سرعة تقديم الرعاية للمرضى المكتشف إصابتهم بالمرض ودعم المرضى بكل الطرق.

وتزامن بيان وزارة الصحة مع اليوم العالمي لمرضى الإيدز، الذي أطلق عليه هذا العام "نحو التضامن العالمي والتغطية المستدامة للخدمات"، فكيف دعمت الدولة ممثلة في وزارة الصحة مرضى الإيدز خلال السنوات الماضية؟ ذلك ما ترصده "الدستور" في التقرير التالي.

في عام 2014، أعلنت الحكومة عن خطوة تاريخية من أجل تأمين علاج مرضى الإيدز في التمويل الحكومي، وهي التي تم تنفيذها منذ عام 2017، حيث يتم تمويل برنامج أدوية علاك الإيدز بالكامل من الحكومة أي تمويل محلي، حتى لا يقع مرضى الإيدز فريسة لشركات الأدوية العالمية.

وفي نفس العام أقبلت وزارة الصحة على خطوة داعمة لمرضى الإيدز، حين اعتمدت توصيات عديدة من منظمة الصحة العالمية تخص الاختبار والعلاج لمرضى الإيدز، وعدالة توزيع العلاج عليهم منذ يوليو عام 2017، حيث أن بموجب تلك التوصية بات المتعايش مع مرض الإيدز يمكنه الحصول على العلاج بمجرد اكتشاف أصابته دون انتظار.

كما توفر وزارة الصحة العالمية العلاج بالمجان لمرضى الإيدز، داخل أكثر من 14مركزًا في 14 محافظة بأنحاء الجمهورية، إلى جانب مستفيات الحميات التي تصرف العلاج للمرضى، حيث أن مريض الإيدز يحصل في مصر على الأدوية بالمجان وتوعية بآليات التعايش مع المرض من خلال خط ساخن لتلقي كل استفسارات المرضى.

وفي آواخر عام 2019، أصدرت وزارة الصحة قرارًا تاريخيًا آخر، من خلال منع استخدام السرنجات العادية "10 سم" أو أقل منعًا باتًا، وتم تنفيذه خلال منتصف العام 2020 الجاري، والاستعانة بدلًا منها بالسرنجات ذاتية التدمير؛ للحد من زيادة انتشار العدوى بين مرضى الإيدز.

جاء قرار الصحة تطبيقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، دعت إلى التحول لاستخدام "الحقن الذكية" الجديدة بحلول عام 2020، حيث أنها تستخدم لمرة واحدة فقط، بسبب زيادة الخوف تجاه السرنجات العادية لأنها تتسبب في نقل مرض الإيدز، وقبل ذلك كانت تستهلك مصر نحو ملياري سرنجة سنويًا، بحسب بيانات وزارة الصحة.

ويتضح أهمية ذلك القرار في دراسة خرجت من منظمة الصحة العالمية في عاام 2014، تؤكد إصابة 1.7 مليون شخص بعدوى فيروس بي، وإصابة 315 ألف شخص بفيروس سي، و33800 حالة بالإيدز عالميًا بسبب استخدام السرنجات غير الآمنة.

وفي أغسطس العام 2019، وقعت وزارة الصحة مذكرة تفاهم شديدة الأهمية بين الوزارة ممثلة في البرنامج الوطنى لمكافحة الإيدز وكل من جمعية (كاريتاس مصر) ومؤسسة الشهاب للتطوير والتنمية الشاملة، لتقديم التوعية للحد من انتشار مرض الإيدز، ودعم المرضى المتعايشين مع المرض وتوفير العلاج.

لم تقف جهود وزارة الصحة لدعم مرضى الإيدز إلى هذا الحد، ولكن في مطلع عام 2020 ومع حلول فيروس كورونا، أعلنت وزارة الصحة أنه يتم تدريب أطباء الحميات على بروتوكولات العلاج المحدثة والحد من انتشار عدوى الإيدز بحلول عام 2030 بما يحقق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

وهدف ذلك التدريب إلى بناء قدرات الأطباء فى الرعاية الإكلينيكية لمرضى الإيدز، ومناقشة تحديث بروتوكولات العلاج والأدلة الإرشادية فى التشخيص والرعاية والعلاج، وذلك خلال الدورات التدريبية التى تشرف عليها كل من منظمة الصحة العالمية واللجنة العلمية لمكافحة الإيدز.

ولم تقف جهود الصحة في صرف علاج مرضى الإيدز خلال فترة جائحة كورونا، ولكن تم صرف العلاج لمرضى الإيدز لمدة 3 شهور منذ بداية جائحة كورونا، وتسجيل جميع الأدوية الخاصة بالعلاج وتفعيل النظم الإلكترونية بتسجيل المرضى وتتبعهم.

وتمثل الدعم أيضًا في إنشاء نظام إلكتروني لربط كافة البيانات والمعلومات المحدثة الخاصة بمرض الإيدز، بالإضافة إلى البيانات الخاصة بالتاريخ المرضى والأدوية الخاصة بالمريض بما يسهل متابعة حالته الصحية عند تنقله فى أى محافظة لتلقى العلاج.

ومؤخرًا افتتحت وزارة الصحة 13 مركزًا جديدًا لعلاج الإيدز لتصبح التغطية الصحية 100% بكل المحافظات في الوقت الذي تم فيه افتتاح 18 وحدة لعلاج الفيروسات لمستشفيات الصحة النفسية ومن بينها الإيدز.

ويوجد في مصر 13 ألف مريض متعايش مع الإيدز، منهم 7800 يتلقون العلاجات الدوائية، وتصل أعلى فئة عمرية بين المتعايشين ما بين سن 25 و35 عامًا ويمثلوا 42% من مجمل الحالات التي تم اكتشاف إصابتها، بينما تبلغ نسبة انتشار الإيدز في مصر 0.02%، وهناك زيادة سنوية للحالات المكتشفة حديثًا بحوالي 25-35٪ كل عام على مدار السنوات العشر الماضية، وفق بيانات وزارة الصحة.