رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حاتم الجوهري: سأدعو القديسة «فيرينا» للسينما.. وهذا موقفي مع محمود العالم

جريدة الدستور

أحدث كتابه "‬تأملات في‮ المسألة اليهودية‮‮" الصادر عن دار روافد للنشر٬ جدلا واسعا حول فيلسوف الوجودية سارتر. ونال عن الكتاب جائزة الدولة التشجيعية للعام 7102 فرع العلوم الاجتماعية.

حول كتابه المفضل٬ وأول كتاب شجعه على القراءة وخوض مغامرة الكتاب كان لنا هذا اللقاء مع الباحث د. حاتم الجوهري.. إلى نص الحوار:

ما هو كتابك الأدبي المفضل؟ ولماذا؟
أحب كتابات الحكمة، والرومانتيكية بمفهوم ثوري مختلف عن مُثلِ الأبراج العاجية، والشعر القائم على تفرد المدخل واختياره واللغة الجديدة السحرية، لذا سأضع "الطريق إلى الفضيلة" الصيني ككتاب للحكمة في المقدمة، معه كتاب: "الحكم والأمثال عند قدماء المصريين"، وفي الشعر سأضع "سونيتات شكسبير" و"نشيد بحري" لفريناندو بيسوا، والعديد من الرومانتيكيات القديمة مثل مسرحية "ﺑﺮﻳﺠﺎدون" اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬـﺎ ﻓﺮﻳﺪﻳﺮﻳﻚ ﻟﻴﻔـﻲ، وحولت إلى فيلم، وفي الرومانتيكية الثورية "القلب الشجاع" التي حولت لفيلم أيضا، و"Upside down" التي حولت لفيلم كذلك.

ما هو أول كتاب شجعك على الكتابة؟
قصص الأطفال الصغيرة التي اشتريتها مبكرا للغاية، والقيم الواضحة عن الحق والصواب والعدل والاجتهاد وعدم التكبر، مثل قصص: السلحفاة والأرنب، الفأر والأسد، الثعلب والماعز. وفي مرحلة لاحقة قصص البطولة وروايات المغامرات.. لكن الذي شجعني حقا على الكتابة جرأتي في الشطب والتعديل، إذا كانت هناك فقرة صياغتها لا تعجبني ولا تتفق مع المنطق في كتب التاريخ أو المطالعة المدرسية، كنت أشطبها وأعيد كتابتها مرة أخرى، كما أنني كنت أختصر كل الكتب النظرية في أوراق صغيرة تحمل الأفكار الرئيسية، لم أتقن الحفظ أبدا.

ما هو أقرب بيت شعر إلى قلبك، وهل ينطبق على موقف من حياتك؟
نعم..
مزين أنا بالرماح
أجول والحراب تشق صدري نافذة
كشامة نبوة قلدها سجل التاريخ وحده
لمحارب مجهول
دلت عليه بصمات الدم في معاركه.
من ديواني: "الطازجون مهما حدث" قصيدة "مزين أنا بالرماح". وهذا المقطع الشعري يتماس معي في حضور القوة رغم الآلام والصعاب، طموح الثورية والحلم رغم الرومانتيكية والسحرية.

ما هو أغرب موقف قابلته في الوسط الثقافي؟
حينما أرسلت لي مؤسسة رسمية ما جوابا باستبعاد ترجمتي لديوان "أغنيات البراءة والتجربة" لوليم بليك، بعد وصوله للقائمة القصيرة لجائزتها، بحجة أنه مرشح لجائزة الدولة في العام نفسه، ولم يكن ذلك ضمن شروطها! ثم أضافت الشرط في العام التالي! وتجاهلتُ الأمر رغم غرابته.

من هو أقرب أبطال أشعارك قصائدك لك.. وما قصته ولماذا؟
هو ذلك البطل الجمعي في قصيدتي الملحمية "من أجل من.. بقايا حملات الغرباء"، لأنه يلخص قصة الشعب المصري منذ فجر التاريخ، بين البطولة والقيم الجماعية وبين تكسر محاولتها وموجاتها على شطآن غريبة، وعن هذا البطل قلت في القصيدة:
هل وشمتكم المعابد في طيبة بمفتاح الحياة؟
إصطفتكم بحديث نيل
ترسمون فوق ضفتيه شباكا
تفتحون والسماء تجيب!
هل مررتكم البلاد مثلهم
عبر كل العصور
وعجنت منكم خميرة فى لوحها المحفوظ!

هل تذكر أول شيء كتبته في حياتك؟.. وما هو؟
جملة في المرحلة الابتدائية تخص الفعل "داهم"؛ حين طلب مني وضعه في جملة وقلت: داهمت الشرطة الفرنسية عددا من الإرهابيين قبل أن يتموا مهمتهم. أعتقد حينها كنت متأثرا بقراءاتي للروايات وكتب المغامرات المصرية.

هل هناك شخصية في فيلم مفضلة لك؟ ولماذا؟
هناك شخصية نمطية متكررة غير محببة لي تتكرر في العديد من الأفلام، وهي شخصية البطل المتكيف الذي يقدم النجاح من خلال تبني قيم الفساد ذاتها، وربما ذلك تأثرا مني بكتابي: "المصريون بين التكيف والثورة".

هل لك موقف مع كاتب أو فنان كبير تذكره دائما؟ ما هو؟
رحم الله الدكتور محمود أمين العالم، في فترة مبكرة للغاية من حياتي العلمية منذ حوالي 16 عاما، طلبت صديقة مشتركة أن أقابله بالشكل الأول لدراستي: "المصريون بين التكيف والثورة" ورغم أنها كانت المرة الأولى إلا أنه ترك مكتبه وجلس معي مناقشا بحماس وجدية شديدين، مثنيا على أفكاري وعند الانتهاء نهض يرافقني لخارج الشقة ومكتبه، وأخبرتني صديقتي مذهولة بأنها للمرة الأولى ترى د.محمود أمين العالم يخرج ويتعامل مع أحد بهذا الشكل.

ما هي القصيدة التي تحلم بكتابتها يومًا ما؟
قصيدة فقدت مني في التسعينيات، طلبها أحد الأصدقاء وأضاعها، كانت بعنوان "في يد من مقلاع داود" عن الصراع الفلسطيني الصهيوني داخل الأرض المحتلة.

لو معك تذكرتين سينما من تدعوه من شخصيات تاريخية؟
ربما سأدعو فتاة غجرية طاردها أهل قرية ما ظنا منهم أنها غريبة، ربما سأدعو أميرة مصرية قديمة تركت القصر وبحثت عن عدالة ما خارجه، ربما سأدعو القديسة المصرية "فيرينا" التي مات كل رفقائها من البعثة الحربية المصرية، وعلمت أهل سويسرا المدنية والتحضر في القرون الميلادية الأولى.

هل تؤمن بالسحر أو الأعمال؟ وهل مررت بموقف شبيه؟
يحضرني هنا قوله تعالى: "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله"، لذا أحاول البقاء في هذا الجانب في هذا الأمر، لكني أؤمن بالمعجزات وتدخل العناية الإلهية بعدما تنفد حيل البشر.

إذا كتب قصيدة من سطر واحد عن الموت كيف ستكون؟
حكيم من يرى البعيد قبل أن يطرق بابه زائرا.