رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شمس بدران: لهذه الأسباب اختارنى ناصر وزيرًا للحربية

بدران وعبدالناصر
بدران وعبدالناصر

حكى شمس بدران عن قصة تعيينه وزيرًا للحربية، وذلك في المذكرات التي نشرها الكاتب الصحفي حمدي الحسيني عن دار النخبة تحت عنوان "مذكرات شمس بدران".

يقول شمس: "إن قصة تعييني في هذا المنصب جاءت محض صدفة، ففي أحد أيام صيف عام 1966 كنت أزور الرئيس عبدالناصر في مكتبه كالعادة، إذ كنت واحدا من أربعة أشخاص لهم حق مقابلته من دون موعد مسبق، والآخرون هم: المشير عبدالحكيم عامر، ومحمد حسنين هيكل، وشقيق زوجته.

ويضيف: "في تلك الأثناء كان حائرا بسبب رغبته في إجراء تعديل وزاري بعد موجة الغضب التي واجهت حكومة زكريا محيي الدين، التي رفعت أسعار بعض السلع الأساسية، فَتَسَبَّبَت في رد فعل شعبي غاضب، وكان لا بد من الإطاحة بمحيي الدين من الحكومة، لأن الناس كانت تنظر إليه على أنه ممثل الرأسمالية الأمريكية في مصر".

ويتابع: "هناك من يفسر اختيار عبدالناصر لزكريا محيي الدين في تلك الظروف ليضمن حرقه شعبيًا، لأنه كان على صلة قوية بالولايات المتحدة والغرب، وكان الوحيد القادر على أن يخلفه في أي لحظة، كان عبد الناصر يعيش لحظات تردد وقلق في اختيار الحكومة الجديدة، وأنا كنت عنده صدفة، وطلب مني مساعدته في ترشيح أسماء تتمتع بقبول شعبي يمكن أن تشكل الوزارة في ذلك الوقت".

ويستطرد: "طرحت عليه اسم صدقي سليمان، على أساس أن الرجل نجح فعلًا في إنجاز مشروع السد العالي، بعد أن تعرض لمشكلات فنية وإدارية انعكست سلبا على المشروع، وبالفعل اختاره لتشكيل الحكومة، ثم طرحت عليه أسماء أخرى لبعض الوزارات وفقًا لمعرفتي بخبراتهم، مثل أمين شاكر، ليكون وزيرا للسياحة، ثم فوجئت به يطرح علي فكرة تعييني وزيرا للحربية".

ويكمل: "بالفعل كان الاقتراح مفاجئًا لي، لم أتوقعه على الإطلاق، وبالمناسبة تم ذلك من دون الرجوع إلى المشير عامر، الذي كنت مديرا لمكتبه في ذلك الوقت، وكان عبدالناصر يعلم مدى العلاقة التي تجمعنا، وربما لم يستشره نظرا إلى ما يعلمه من مدى الثقة التي تربطني به".

ويواصل: "والحقيقة أنني لم أكن أطمح في منصب وزير الحربية أو غيره من المناصب العليا، بل على العكس تماما، فقد كنت أفكر في الابتعاد عن الحياة السياسية ومعاركها التي لا تنتهي، لكن بعد جدل ونقاش أقنعني عبدالناصر بأن الوزارة مسألة إدارية، ويجب أن يكون لدينا وزير نثق فيه، يذهب ليتحدث عن احتياجات القوات المسلحة أمام مجلس الشعب، ويستعرض الموازنة العامة، ويرد على أسئلة واستفسارات الأعضاء، كما هو الحال في معظم دول العالم المتقدم، في حين تظل العمليات من المهمات الأساسية للقائد العام للقوات المسلحة ونائبه والقادة الميدانيين".

وفي الأخير يقول: "أبلغت المشير عامر بما جرى فرحب بالفكرة، ولم يفاجأ بها، وعلى الفور بدأت الانخراط في العمل منذ اليوم التالي، وبما أنني كنت مديرا لمكتب عبدالحكيم عامر فكنت على دراية واسعة بغالبية التفاصيل والملفات".