رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بيجين-السادات»: الصراع في إثيوبيا يوسع دائرة الأزمة بالشرق الأوسط

بيجين والسادات
بيجين والسادات

يمر الآن قرابة شهر منذ اندلاع شرارة أزمة الصراع بين قوات الجيش الأثيوبي وجبهة تحرير إقليم تيجراي، مسفرة عن مئات القتلى وآلاف النازحين إلى دولة السودان المجاورة، وفقًا للأرقام المعلنة حتى الآن.

نشر مركز "بيجين-السادات" تقريرًا بعنوان الصراع في إثيوبيا يوسع دائرة الأزمة في الشرق الأوسط الكبير، ليشير من خلاله إلى ما آلت إليه الأوضاع داخل وخارج اثيوبيا، التي تم وصفها بأنها المحبوبة الأفريقية للمجتمع الدولي والتي تنزلق الآن نحو حربًا أهلية مع تفشي جائحة كورونا.

أشار التقرير إلى أن القتال بين حكومة رئيس الوزراء الأثيوبي الحائز على جائزة نوبل للسلام "آبي أحمد" وجبهة تحرير التيجراي في الشمال قد تؤدي إلى تمديد جديد في دائرة الأزمة، والتي تمتد من الصراع الأذربيجاني الأرميني في القوقاز إلى الحروب الأهلية في سوريا وليبيا إلى التوتر المتصاعد في شرق البحر الأبيض المتوسط في القرن الأفريقي الاستراتيجي.

كل هذا سيلقي بظلاله على الآمال بأن اتفاقية السلام التي استمرت عامين مع إريتريا المجاورة والتي منحت "أحمد" جائزة نوبل ستسمح لأثيوبيا لمعالجة مشاكلها الاقتصادية والانقسامات العرقية، فمثلما فعل أردوغان في القوقاز وشرق البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا فقد يرى أحمد فرصةً سانحةً في الوقت التي تركز فيه الولايات المتحدة على أوضاع انتقال الرئاسة المتقلبة مما يترك أفريقيا دون توجيهًا أمريكيًا واضحًا مكن واشنطن حول كيفية الرد على التوتر المتصاعد في القرن الأفريقي.

في الوقت نفسه أشار المركز أن تصعيد النزاع في تيجراي يمكن أن يهدد جهود ترسيخ عملية السلام الأثيوبية الإريترية بإقناع الزعيم الإريتري "أسياس أفورقي" الذي لا يحب تيجراي استغلا الخلاف لتعزيز طموحاته الإقليمية، وجذب قوى خارجية مثل تركيا للتنافس على النفوذ في القرن الأفريقي.

كما أكد تقرير "مركز بيجين – السادات" حول الصراع الإثيوبي أن هناك احتمالية إلى أن يكون هناك توترًا عرقيًا في أماكن أخرى في إثيوبيا والتي تتكون من اتحاد فيدرالي ومناطق الحكم الذاتي المحددة عرقيًا، وذلك على خلفية المناوشات والاغتيالات التي شهدتها الأشهر الأخيرة بحق عرق الأمهرة والعنف ضد التيجراي في أديس أبابا والاشتباكات بين الصوماليين وعفار التي أسفرت جميعها عن وقوع عشرات القتلى والجرحى.

الصراع العسكري في تيجراي من الممكن أن يؤدي إلى تسريع تدفق المهاجرين الإرتريين إلى أوروبا حيث يمثلون بالفعل جزءًا كبيرُا من الأفراقة الذين يبحثون عن أفاق أفضل في الاتحاد الأوربي وفقًا لما أكده التقرير.

تأتي التوترات المتصاعدة في الوقت الذي فشلت فيه اثيوبيا ومصر والسودات في الاتفاق على نهج تفاوضي جديد في حل النزاع المستمر منذ سنوات بشأن السد المثير للجدل الذي تبينيه اثيوبيا على نهر النيل الأزرق في حين حذز الرئيس الساب "دونالد ترامب" من ان مصر "دولة المصب" قد تكون بتفجير المشروع الذي وصفته القاهرة بأنه تهديدًا وجودي.

وتتصاعد المخاوف من مواجهة عنيفة مطولة بعد أن قررت الحكومة مؤخرًا حشد قواتها المسلحة لقمع انتفاضة مزعومة في تيجراي ههددت تقسيم إحدى وحداتها العسكرية الرئيسية المتمركزة على طول المنطقة الاستراتيجية على الحدود مع إريتريا وفقًا لما أكده مركز "بيجين-السادات".

وعلى صعيد آخر حذر ويليام دافيسون، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، من أن الحرب يمكن ان ترهق بشدة دولة اثيوبيا التي تعاني من عدة تحديات سياسية خطيرة ويمكن أن ترسل موجات من الصدمة إلى منطقة القرن الأفريقي وما ورائها، وذلك مع الأخذ في الاعتبار الموقف الأمني القوي نسبيًا لتيجراي والذي قد يجعل الصراع طويل الأمد وكارثيًا.