رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طلاب يرثون معلمتهم بعد وفاتها بكورونا: «كانت حنينة.. وأمنا الثانية»

المعلمة
المعلمة

في مشهد حزين وبين عيون لا تكُف عن البكاء، ودّع عدد من طلاب الثانوية العامة «معلمتهم» صاحبة الـ35 عامًا، التي توفيت نتيجة إصابتها بفيروس كورونا، بعدما تدهورت حالتها الصحية عقب دخولها مستشفى العزل بأسبوعين من إصابتها.

المعلمة تُدعى شيماء عاطف، مُدرسة فرنساوي بإحدى مدارس مركز الحامول التابع لمحافظة كفرالشيخ، جاء خبر وفاتها صادمًا بالنسبة لطلابها، ولم يجدوا سوى كلمات يرثونها بها، وأدعية كثيرة على روحها، قائلين: «كانت بتحبنا قوى، وعمرها ما قصرت مع حد فينا، ودايما بتساعدنا».

رحلت المعلمة ولم ترحل سيرتها الطيبة، فعلاقتها مع الطلاب جعلتها أم ثانية في الفصل الدراسي، وليس مُجرد مُعلمة، رسائل مختلفة وعلامات على الورق يتذكرها طلابها ويبكون على رحيلها.

«كانت حنينة وبتعلمنا كويس»، بصوت حزين ونفس يتقطّع، يصف محمد إبراهيم، أحد تلاميذ المعلمة، رحيل معلمته متأثرة بفيروس كورونا، مُبينًا أنَّها كانت لا تعاني من أي أمراض أخرى، وفوجئ هو وأصحابه بإصابتها بفيروس كورونا، ما جعلهم قلقين عليها جدًّا.

يقول إبراهيم، إنَّ معلمته كانت دائما تستقبل جميع طلابها بابتسامة عريضة ووجهًا طيبًا، ما جعل الجميع يُحبها ويعشق مادة الفرنساوي، لأنها كانت لديها الكافي من الخبرة في التعامل مع تلك المادة وشرحها ببساطة لطلابها.

ويتحسّر الطالب محمد إبراهيم على فراق مُعلمته التي ما زالت هي الأفضل بالنسبة له على الإطلاق، مبينًا، وهو يبكي، أنّه تعلّم المادة على يدها وتربى معها منذُ الطفولة، وكانت تساعده كثيرًا على مذاكرة مواد أخرى.

بينما يقول الطالب أحمد المهدي إنَّ فراق معلمته لا يتحمله جموع الطلاب، ولا يقبلهُ كثيرون ممن تعلّموا على يدها، موضحًا أنَّ المعلمة كانت بمثابة الأم والأخت والصاحب؛ فكانت تعين الجميع على المذاكرة لكل المواد من أجل تحقيق مستقبل أفضل.

يُضيف الطالب أنَّ جميع الطلاب اتفقوا على زيارة قبرها نهاية الأسبوع، ليضعون على قبرها الورود ويقرأون لها الفاتحة، مبينًا ذلك من باب المسئولية وحقها عليهم.

وكان مستشفى الحامول المركزي بمحافظة كفرالشيخ قد سجل وفاة معلمة لغة فرنسية تدعى «شيماء. ع»، مدرسة بإحدى مدارس الحامول، متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا داخل المستشفى.

جدير بالذكر أن المعلمة جرى نقلها للمستشفى منذ قرابة الأسبوعين، وتدهورت حالتها في الأيام الأخيرة حتى توفيت مساء أمس الإثنين، وجرى وضعها داخل المشرحة تمهيدًا لبدء تغسيلها وتكفينها وتسليم الجثمان لذويها، وتم الدفن أمس.