رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إبراهيم عبد العزيز يكشف تاريخ المتحف الزراعى

إبراهيم عبد العزيز
إبراهيم عبد العزيز

صدر حديثا عن دار البلسم لنشر وتوزيع كتب الأطفال٬ كتاب "في المتحف الزراعي"، من تأليف الدكتور إبراهيم عبد العزيز ورسوم محمد وهبة، إخراج وتصميم فني سامر حلمي.

وحول الكتاب وطبيعة موضوعه قال مؤلفه الدكتور إبراهيم عبد العزيز إن المتاحف هي ذاكرة الأجيال، وحافظة التاريخ وأحد أهم أدوات نقل المعرفة والهوية عبر الأجيال المتعاقبة، لذا جاء اهتمام الدولة المصرية منذ عصر نهضتها وحتي اليوم، بانشاء المتاحف كأحد أبرز مظاهر المدنية والتقدم، وإنشاء المتحف الزراعي كعلامة بارزة في تاريخ المتاحف المصرية.

وأضاف "عبد العزيز"، في تصريحات خاصة لــ"الدستور": المتحف الزراعي في مصر كان الغرض من إنشائه هو التوثيق لذاكرة مصر الزراعية، ونافذة تطل منها كل الأجيال على حضارة مصر الزراعية، فضلًا عن كونه مركزًا للثقافة الزراعية، وهو أكبر المتاحف المصرية مساحة، ويمكن اعتبار هذا المتحف ثمانية متاحف لا متحف واحد، وتزيد مساحة هذا المتحف على ثلاثين فدانًا، ويعد ثاني متحف زراعي في العالم بعد المتحف الزراعي المجري.

وحين فكر الملك فؤاد في إنشاء متحف يوثق الزراعة المصرية فقد قرر أن يكون قصر الأميرة فاطمة إسماعيل مقرا لهذا المتحف، وكان مما أثر في الملك فؤاد أثناء وجوده في أوروبا حين حضر احتفال الألفية المجرية والذي أقامته المجر عام 1896م احتفالا بمرور ألف عام منذ استوطنت القبائل المجرية وسط أوروبا.

وكان أهم معلم تم إنشاؤه من أجل هذه الاحتفاليه المتحف الزراعي المجري في بودابست ليصبح أكبر وأول متحف زراعي في العالم بمساحه تقدر ب4580 متر مربع ليعرض فيه معالم الحياه الريفية والبرية والشعبية المجرية.

وقد تأثر الملك بتجربة المجر ومحاولته نقل خبرات المجر في هذا المجال،فقد استقدم مصممى المتحف الزراعى بالعاصمة المجرية بودابست لتصميم وبناء المتحف الزراعى المصرى، وقد تم تشييده على النمط الأوروبى المستوحى من العصر القوطى.

وبالفعل نجح المجريون في إنشاء أكبر المتاحف المصرية وهو المتحف الزراعي المصري الذي سمي وقت افتتاحه في 1930 بمتحف فؤاد الأول الزراعي.

وفوجئ المجريون بحجم التراث الزراعي المصري والذي يستحيل أن يحتويه مبني واحد، حتى لو كان قصرا مشيدا، فتم بناء قصر آخر بجوار قصر الأميرة فاطمة إسماعيل، واستضاف قصر الأميرة المعروضات العلمية والحيوانية بينما استضاف المبنى الجديد المعروضات النباتية.

ثم قام المجريون بإنشاء قصر ثالث ضم مكتبة ضخمة تحتوي أكثر من 20 ألف كتاب كمنارة علمية للباحثين في المجال الزراعي، كما ضم المبني الجديد قاعة عرض سينمائي وقاعة محاضرات لاستضافة المؤتمرات والفعاليات.

ولم يتوقف تطور المتحف الزراعي منذ ذلك التاريخ، فتمت إضافة مبانٍ أخرى متعددة، منها مبنى كامل لمتحف القطن، ومبنيين للزراعة المصرية القديمة في العصر الفرعوني وعصور ما بعد الفرعوني، كما تم بناء مبنى سمي بالبهو العربي يضم مقتنيات من سوريا أثناء الوحدة مع مصر.

بجانب إنشاء مبنى كامل يضم مقتنيات تراثية كان مملوكة للأميرة فاطمة إسماعيل ونقلت أثناء تحويل القصر إلى متحف، وآخر المباني التي افتتحت داخل المتحف الزراعي كان متحف الصداقة المصرية الصينية والذي يضم مقتنيات من الخزف الصيني.