رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلى كوفن: أردوغان دعّم «الإخوان» ليصبح زعيم المنطقة

ليلى كوفن
ليلى كوفن

قالت الرئيس المشترك لمؤتمر المجتمع الديمقراطى، ليلى كوفن، إن بيع الأصول التركية أصبح السمة الرئيسية لحكومة «العدالة والتنمية»، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأضافت «كوفن»، المعارضة البارزة التى اعتقلتها السلطات التركية أكثر من مرة، أن «أردوغان» يتدخل فى شئون العراق وسوريا وليبيا، لأنه يريد السيطرة على الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن حكومة «العدالة والتنمية» تتبنى سياسة حجب جميع الحقائق عن المواطنين.

■ بداية.. ما تعليقك على بيع الرئيس التركى نسبة من بورصة إسطنبول لصالح قطر؟
- هو تصرف يُظهر ضعف حكومة حزب «العدالة والتنمية»، برئاسة رجب طيب أردوغان، خاصة فى المجال الاقتصادى، إذ إن تلك الحكومة تتبع أسلوبًا خاطئًا لتجاوز الأزمة عن طريق البيع.
أردوغان يبيع الحاضر ولا يرى أى أزمة فى بيع أى شىء، وأصبحت تلك الأساليب الطريق الذى تسير فيه الحكومة، وفى المقابل تتهم كل من يخالفها فى الرأى بالخيانة، وهو أمر مؤسف جدًا.
خلال بداية جائحة كورونا، بدأت حكومة أردوغان فى عقد اتفاقيات مقايضة مع قطر، لتحقيق توازن فى سعر الصرف، من خلال بيع الأراضى عن طريق قناة إسطنبول، ثم عن طريق بيع ١٠٪ من بورصة إسطنبول، وفى الحقيقة لا أحد يعرف كم تبيع.
هذا النظام بعيد عن الشفافية ولا يخضع للمساءلة، ويعتبر أن البلد ملك له، والأزمة الاقتصادية تزعج الجميع، ولا يمكن التغلب عليها بأساليب ملتوية.
■ لماذا رفضت الحكومة التركية مشروع المعارضة لإصدار قرار بتقديم لقاح كورونا مجانًا؟
- حكومة «العدالة والتنمية» تتبنى سياسة حجب جميع الحقائق عن المواطنين، حتى إنها لم تذكر أعداد الوفيات بشكل كامل، ورفضت الاقتراح الأخير الذى قدمه حزب «الشعوب الديمقراطى» لمنح لقاح كورونا للجمهور مجانًا.
منذ وصول حزب «العدالة والتنمية» إلى السلطة فى عام ٢٠٠٢، كرّس معظم طاقته لمحاربة أحزاب المعارضة، وعلى وجه الخصوص حزبنا، إذ حاول إسكاتنا برفض اقتراحاتنا فى كل فرصة، واتهام خطاباتنا بأنها «إرهابية».
فى المقابل، بذلت مجموعتنا البرلمانية جهودًا كبيرة لسن قوانين وأنظمة لصالح الشعب كطرف واحد، وكانت تصوت دائمًا ضد مشروع قانون الحرب، وطرحت رؤيتها- بشجاعة- بشأن وباء كورونا، على الرغم من احتمال اعتقال النواب.
شعب تركيا يرى كل شىء، وأنا متأكدة من أنه سيرد على تصرفات أردوغان، وحليفه دولت بهجلى، زعيم حزب الحركة القومية، فى استطلاعات الرأى وصناديق الاقتراع فى الانتخابات المقبلة.
■ ما رأيك فى سياسات أردوغان بشأن سوريا والعراق وليبيا والشرق الأوسط ككل؟
- أرى أن سياسة أردوغان تجاه العراق وسوريا تتشكل من خلال الوجود الكردى هناك، فعندما تثار مسألة الوضع القانونى للأكراد فى هذين البلدين فإن أول دولة ترد هى تركيا، لتقول: «لن نقبل بوجودهم أبدًا».
ومما لا شك فيه أن جميع الدول لديها سياسات خارجية فى مواجهة العديد من التطورات فى جغرافيا الشرق الأوسط، ويجب أن تكون لكل دولة سياسة خارجية، لكن دون التدخل فى الشئون الداخلية لتلك الدول كما يفعل «العدالة والتنمية»، فينبغى أن يتشكل كل بلد فقط بقرارات الشعوب التى تعيش فيه، ولا يقبل أولئك الذين يعيشون فى ذلك البلد أى تدخل من الخارج.
فى الواقع، كان الهدف الرئيسى لحكومة حزب «العدالة والتنمية»، أى هدف «أردوغان»، هو أن يكون الزعيم الوحيد فى الشرق الأوسط الذى يتمتع بهوية إسلامية فى جميع البلدان العربية الإسلامية.
وحاول «أردوغان» الوصول لهدفه من خلال دعم جماعة الإخوان، لكنه فشل.. نحن أمام رجل لم تكن تركيا كافية بالنسبة له، بل كان يحاول تنفيذ مشروع يستهدف الشرق الأوسط بأسره، لكنه لم يستطع تحقيق ذلك.
■ هل فوز الرئيس الأمريكى جو بايدن سيؤثر على الأوضاع فى تركيا؟
- نعم، وأحب أن أشير إلى أن النظام التركى كان سعيدًا للغاية بسياسة الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب، لأن ترامب مثل أردوغان كان يحاول أن يحكم البلاد من منطلق تجارى، وكان جنونه مشابهًا جدًا لجنون «أردوغان».
الآن هناك وضع جديد، فلم تتوقع حكومة حزب «العدالة والتنمية» وحزب «الحركة القومية» وجميع مؤيديها فوز جو بايدن، وحاليًا يحاولون تكييف جميع أنظمتهم قبل أن يتولى «بايدن» المسئولية، وهو ما أدى إلى استقالة صهر أردوغان، وزير المالية.
الحقيقة أن الأزمة الاقتصادية فى تركيا مستمرة، بغض النظر عمّن هو رئيس الولايات المتحدة، أو الوضع فى بلدان أخرى، بوجود أردوغان سوف يحكم على تركيا أن تعيش هذه الفوضى والأزمات فى كل وقت.
تحتاج تركيا إلى حل مشاكلها الداخلية، ولا تحتاج فى ذلك مساعدة أى بلد آخر، ولن يتم حل أى مشكلات فى تركيا دون حل المشكلة الكردية.. يعرف حزب «العدالة والتنمية» ذلك جيدًا، لكن الآن لم يتبق له الكثير من الوقت، لم يعد حزبا «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية» يحكمان البلاد، فالبلد غارق فى كل شىء.
■ ما موقف المعارضة التركية من فوز بايدن؟
- كل دولة لديها سياستها الخارجية، وهذه السياسات يجرى توسيعها أحيانًا.. أمريكا لديها مشروع فى الشرق الأوسط، وهو معروف إلى حد ما، وعندما اُنتخب الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، توقع البعض حدوث أمور خطيرة، لكن ذلك لم يحدث، ولم يتغير الكثير فى الشرق الأوسط.
فوز جو بايدن مهم، لأن ترامب كان شخصًا بعيدًا عن الواقع الشعبى، لكنه فى نهاية المطاف كان يعمل بما يتماشى مع سياسات أمريكا، والآن نرى أن بايدن لديه رؤية مختلفة لكن هذا لا يعنى أنه سيُحدث تغييرات ضخمة.
أرى أنه بدلًا من حمل الديمقراطية من على بعد آلاف الكيلومترات، ينبغى على كل بلد أن يبنى معاييره الديمقراطية الخاصة به بما يتماشى مع ديناميكياته الحالية ومطالب مواطنيه.
■ ما أسباب ارتفاع معدل العنف ضد المرأة فى تركيا؟
- لا يزال العنف ضد المرأة يمثل مشكلة فى جميع أنحاء العالم، ولا يمكن لأى بلد إنكار وجود عنف ضد المرأة داخله، لكن تختلف أشكال العنف والاضطهاد من بلد لآخر، وذلك باختلاف المعتقدات والتقاليد والعادات فى كل دولة.
عندما ننظر إلى تركيا، تُقتل النساء كل يوم تقريبًا بسبب اللغة التى استخدمها الحزب الحاكم، حزب «العدالة والتنمية»، فى السلطة لمدة ١٨ عامًا، وقد انعكس الفهم الذى يتجاهل المرأة، ويهمشها، على المرأة بأشكال مختلفة، وقتلت الآلاف من النساء فى عهد حزب «العدالة والتنمية».
وتنتقد الحركات النسائية أكثر من غيرها العقلية الذكورية للسلطات واللغة التى تستخدمها، فعلى سبيل المثال، يريد «أردوغان» أن يقرر ما سترتديه النساء، وكم عدد الأطفال الذين سيلدنهم، وكيف يعشن، وهذه اللغة التى تستخدمها السلطة تغير موقف الرجال الآخرين تجاه النساء فى المنازل.
■ هل تتوقعين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فى تركيا؟
- عقب ١٨ عامًا، انتهت قصة حزب «العدالة والتنمية»، فلا يوجد شىء جديد يمكنه تقديمه للمجتمع بعد الآن، وفى ظل الظروف العادية، ستجرى الانتخابات فى عام ٢٠٢٣، ولكن بالنظر إلى التقدم الذى أحرزته تركيا يمكننا أن نتوقع أن عام ٢٠٢١ سيكون عام الانتخابات، لا شىء يسير بشكل صحيح ومع الانتخابات الرئاسية تم إلغاء النظام البرلمانى.
لقد تعمقت مسألة الديمقراطية المثيرة للقلق بالفعل، والآن كل القرارات فى البلاد يتم اتخاذها من قبل رجل واحد، وهو ما يسمى الديكتاتورية، وتقريبًا كل من يقول ذلك يتم القبض عليه.
للأسف، هذا هو الحال فى تركيا، لذا أعتقد أن خيار الانتخابات قريب، لكنه ليس خيارًا كافيًا فى تركيا، فهناك العديد من العقبات، أولًا هناك مشكلات هيكلية فى تركيا، وقد دمرت وظائف المؤسسات وأصبحت فى حالة من الفوضى، عندما كان يحكمها شخص واحد.