رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قضاة العالم الأزرق: مَن يتحكم في مزاج المصريين؟

 السوشيال ميديا
السوشيال ميديا

في الآونة الأخيرة تضائل حجم الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعي، فأباح رواد السوشيال ميديا لأنفسهم التدخل في حياة الأشخاص، بل تفاقم الأمر وأصبحوا ينصّبون أنفسهم قُضاة يحكمون على الناس ويسمحون لأنفسهم بانتهاك مساحاتهم الشخصية.

أبرز قواعد الحريات تقول: "حريتك تتوقف عند حرية الآخرين"، لكن البعض من رواد مواقع التواصل ليس لديه علم بأخلاقيات الحرية والخصوصية، وتستعرض "الدستور" في السطور التالية عدد من الوقائع التي سمح نشطاء السوشيال ميديا لنفسهم الخوض في أعراض الناس وسبهم.

أمس انتشرت مجموعة من الصور على مواقع التواصل لعارضة أزياء داخل منطقة آثار سقارة وفي غضون ساعات تحول المنشور من مجرد صور لعارضة أزياء إلى رفض وتجاوز وغضب رواد فيسبوك في حق عارضة الأزياء.

ووصف رواد مواقع التواصل جلسة تصوير عارضة الأزياء بكونها ترتدي ملابس "مُخلة" ومثيرة، على الرغم من ظهورها بـ "فستان" فرعوني في منطقة سقارة التاريخية.

فيما علق مدير منطقة سقارة الأثرية على جلسة التصوير قائلًا إن عارضة الأزياء لم تخالف القانون واللائحة، إذ دخلت المنطقة الأثرية بتذاكر سليمة وتصريح التصوير مسموح طالما تواجدت في منطقة مفتوحة.

أما عن ملابس عارضة الأزياء فقد أكد مدير منطقة سقارة أنها وإن كانت الملابس غير لائقة أو تخالف العادات المصرية، إلا أن المناطق الأثرية يتردد عليها السياح والزوار الأجانب الذين يرتدون ملابس مشابهة، مؤكدًا أنه قانونًا لا يحق للعاملين بالمنطقة منعهم إلا في حال ارتكاب فعل فاضح يعاقب عليه القانون أو إضرارهم بالأثر.

كانت نقطة انطلاق مواقع التواصل الاجتماعي للهجوم على «الموديل» واصطيادها، وتقديم عدة بلاغات ضدها، على غرار عدة وقائع سابقة كانت قوة «السوشيال ميديا» فيها عاملًا معاديًا للحريات الشخصية، عبر اصطياد مجموعة جلسات تصوير والتعريض بأصحابها، ومحاكمتهم علنًا. وأبرزهم: الراقصة المصرية لورديانا، والفنانة رحمة حسن، وعارضة الأزياء الأمريكية، ريتشى آن روشيل، التي كانت تهدف للترويج للسياحة المصرية.

عارضة أزياء أمريكية تروج للسياحة
في 2019 قامت ريتشى آن روشيل، عارضة أزياء أمريكية من أصول إفريقية بجلسة تصوير أمام أهرامات الجيزة وكانت ترتدي حينها ملابس اعتبرها رواد مواقع التواصل الاجتماعي جريئة، لكن كانت تتفق مع الطابع والفكر الغربي.

كانت تهدف جلسة التصوير التي أجرتها عارضة الأزياء الأمريكية أثناء زيارتها إلى مصر وخلفها الأهرامات وأبو الهول، إلى الترويج للسياحة في مصرعلى هامش زيارتها.

علقت حينها عارضة الأزياء على الصور أنها لم ترتكب شيئًا مُخلًا فهي تحرص على التقاط الصور وإجراء جلسات التصوير في أشهر المناطق بالدول التي تزورها، من أجل الترويج للسياحة فى البلدان وهذا ما فعلته أثناء زيارتها في مصر.

في يونيو 2020 أعلن المجلس الأعلى للآثار، أن وزارة السياحة والآثار، تعكف على تعديل لائحة التصوير والفعاليات، والتى تشمل جميع أنواع التصوير التجارى السينمائى والتليفزيونى والفيديو، وأيضًا التصوير الفوتوغرافى.

رحمة حسن
في 2018 استقبلت الفنانة المصرية رحمة حسن نوبات من الإهانة والسب، وذلك بعد نشر بعض الصور لها عبر حسابها الشخصي على موقع "انستجرام" أثناء جلسة تصوير خاصة بها على البحر.

ووصف نشطاء مواقع التواصل جلسة تصوير الفنانة بالعُري والابتذال، على الرغم أن الصور تبدو عادية وظهرت بملابس البحر أمام الشاطئ، كما أنها نشرت صورها على حسابها الشخصي بملابس البحر فقط لاغير.

فسخ خطوبة "زلابية"

في بداية 2020 انتشرت على السوشيال ميديا صورًا لفتاة أثناء حفل خطبتها، ويظهر على الفتاة معالم البساطة في ملابسها و"الميكب اب" الخاص بها فب حدود الامكانيات التي تقدر عليها.

الفتاة كانت تُدعى "زلابية" لم ترحمها السوشيال ميديا، إذ اقحم رواد مواقع التواصل أنفسهم في حياة الفتاة الشخصية وتنمروا على شكلها وملابسها حتى تدهورت حالتها النفسية، ووصل الأمر لقيام خطيبها في اليوم التالي بفسخ الخطبة.

لورديانا.. يسبون ويبحثون !

في أكتوبر الماضي حدثت ضجة غير مسبوقة على مواقع التواصل بعد نشر فيديو للراقصة لورديانا فى أحد مراكز التجميل، إذ أنه على الرغم من رفض واعتراض رواد السوشيال ميديا لفيديو الراقصة إلا أن الفيديو حقق نسب مشاهدات ضخمة في بضعة ساعات.

لم يتوقف الأمر عند تحقيق رقم مشاهدات ضخم لذلك الفيديو رغم رفض النشطاء له إلا أنهم بدأوا فى البحث والوصول إلى صاحبة المقطع الشهير، وهو ما تحقق بوصولهم لحساب الراقصة على موقع "إنستجرام"، والذى تضاعف عدد المتابعين عليه بعد انتشار مقطع الفيديو حتى وصل إلى ما يزيد على 500 ألف متابع خلال ساعات قليلة.