رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسى ليبى: الميليشيات سببًا رئيسًا فى إفشال الحوار السياسى

الميليشيات المسلحة
الميليشيات المسلحة

تعيش العاصمة الليبية طرابلس منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، واقعًا مريرًا في ظل سيطرة الميليشيات المسلحة الموالية لتركيا وقطر، على مفاصل المدينة وعلى رأسهم تشكيلات "قوة الردع الخاصة" التي تدين بالولاء لوزير داخلية حكومة الوفاق غير الشرعية فتحي باشاغا.

ووفقًا لما يقوله المحلل السياسي الليبي، محمد الزبيد أستاذ القانون الدولي، فإن الميليشيات سببًا رئيسًا في إفشال الحوار السياسي الليبي وعلى رأسها ميليشيات الردع التي تشكلت في عام 2012 في طرابلس، واتخذت من قاعدة معيتيقة العسكرية مقرًا لها، وتسيطر على عمليات تجارة البشر والمتهم الأساسي في معظم عمليات الاعتقال القسري والخطف والابتزاز في العاصمة الليبية، كما أنها تسيطر على سجن معيتيقة الذي يعتبر مركزًا لعمليات التعذيب والاستجواب اللاانساني.

الزبيدي يضيف في تصريحات خاصة للدستور أن الإرهابي السلفي عبد الرؤوف كاره، ذو 40 عامًا، والملقب "بالشيخ الملازم"، هو من يوقد الميليشيا، والذي أحكم السيطرة على طرابلس عبر سيطرته على مطار معيتيقة الدولي الوحيد العامل في العاصمة، والذي تمر عبره الأسلحة والعتاد والإمدادات اللوجيستية.

وأضاف أنه بعد تخلصه من الجماعات المسلحة المنافسة، عمل عبد الرؤوف كاره كأحد القادة الميدانيين لعملية فجر ليبيا، التي رفع العديد من التقارير بجرائمها وانتهاكاتها لمجلس الأمن الدولي منذ العام 2015.

ونوه إلى أن كاره ازداد قوةً بعد دخول حكومة الوفاق الوطني في مارس من عام 2016 إلى طرابلس، حيث أعلن ولاءه للحكومة وبدأ تبادل المصالح بين الطرفين.

وألمح المحلل السياسي الليبي إلى ما جاء في تقرير دوري للأمين العام للأمم المتحدة بتاريخ 15 يناير 2020 عن انتهاكات "قوة الردع"، مشيرًا إلى أن التقرير رصد تعرض صحفيان كانا متجهين إلى خط المواجهة لتغطية القتال هناك، لإطلاق نار في شارع العزيزية في طرابلس من قبل عناصر من قوة الردع وأصيبا.

وأضاف أنه في 27 أغسطس، ألقت مجموعة تابعة لقوة الردع القبض على مصور ونقلته إلى سجن معيتيقة في طرابلس، حيث احتجز دون تهمة حتى 9 سبتمبر.

وتابع أن "قوة الردع الخاصة" تعتبر الآن هي المسبب الأساسي في التدخل العسكري التركي في ليبيا، حيث شاركت بعمليات تهريب الأسلحة والمرتزقة السوريين الى ليبيا، وساهمت بتأجيج الصراع في ليبيا عبر السماح لقوة أجنبية بالتمركز على الأراضي الليبية.

وأكد أن الإرهابي المتشدّد كاره هو من يقرر من سيضع في سجن معيتيقة ومن سيُخرج. وهو المشرف الرئيسي والقاضي الشرعي في معيتيقة. يرفض المتشدّد علنًا حقوق الإنسان، وبالتالي فإن وقع أي شخص أجنبي تحت الأسر يعتبر "عدوًّا للإسلام" الأمر الذي يعني أنه لا الأمم المتحدة، ولا أي منظمة لحقوق الإنسان، ولا الأموال الكبيرة سوف تساعد على خروجه من الأسر.

ووفقًا للزبيدي تمارس "قوة الردع الخاصة" بقيادة الإرهابي كاره، عدد من الانتهاكات بغرض إطالة أمد الأزمة في ليبيا، وبالرغم من البلاغات والتقارير التي ترفع عنها في كل من الأمم المتحدة وفي منظمات مثل: مراسلون بلا حدود ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، تبقى طرابلس تحت سطوة هذه التشكيلات المسلحة وتحت رحمة الإرهابيين.