رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طوق نجاة.. المستفيدون من مبادرة «كلنا جنبك» لمرضى الفشل الكلوى: «السيسى أنقذنا»

مبادرة كلنا جنبك
مبادرة كلنا جنبك

جهود جبارة يبذلها صندوق «تحيا مصر» بالتعاون مع الحكومة من أجل تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتحسين مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين عبر مجموعة من المبادرات، كان آخرها مبادرة «كلنا جنبك» لرعاية مرضى الفشل الكلوى.
وتأتى المبادرة تنفيذًا لتوجيهات الرئيس بإحلال وتجديد أجهزة الغسيل الكلوى بالمستشفيات الحكومية، حيث وفر صندوق «تحيا مصر» ١٥٠٠ ماكينة غسيل كلوى، و١٠٠٠ كرسى مريض، لدعم جهود وزارة الصحة والسكان فى هذا المجال.
«الدستور» تحدثت إلى عدد من مرضى الفشل الكلوى المستفيدين من المبادرة، للتعرف على تأثيرها على مستوى الخدمة المقدمة إليهم.


عبدالراضى:
35 ماكينة تُنهى التكدس فى مستشفيات سوهاج
أعرب عبدالراضى السيد، مريض من محافظة سوهاج، عن تفاؤله بالمبادرة، بعد أن علم بوصول ٣٥ ماكينة غسيل كلوى جديدة إلى محافظته، خاصة أنه فقد عمله، وحياته الأسرية مهددة، بسبب مرضه الذى يعانى منه منذ ٢٠ عامًا.
وقال: «أحتاج لـ٣ غسلات أسبوعيًا، وأتلقى الخدمة فى مستشفى البلينا العام، وفى كل مرة أنتظر بالساعات للحصول على الخدمة، بسبب تكدس المرضى أمام وحدات الغسيل، مع ارتفاع المقابل المادى للغسيل فى العيادات والوحدات الخاصة». وأضاف: «بسبب المرض لا أستطيع البحث عن عمل يوفر لى نفقات إجراء الجلسة فى المراكز الخاصة»، مشيرًا إلى أن مرض الفشل الكلوى تسبب فى إصابته بهشاشة العظام وخشونة الركبة ونسبة تيبس بالذراع اليمنى إلى جانب الأنيميا وفيروس «سى» الذى تعالج منه فى مبادرة ١٠٠ مليون صحة.
ولفت إلى أن أكثر ما كان يزعجه هو تكدس المرضى أمام وحدات الغسيل الكلوى فى المستشفيات الحكومية التى لم تكن تستوعب هذا الكم الهائل منهم، وفى كثير من الأحيان كانت ماكينات الغسيل تتعطل وينقضى اليوم بأكمله فى تصليحها، ولا يتمكن المرضى من إجراء جلسات الغسيل، مختتمًا بقوله: «نأمل الآن بعد تركيب ١٠ ماكينات غسيل جديدة فى مستشفى البلينا أن تكفى حاجة المرضى للغسيل الدورى، وأن تنتهى معاناة المرضى». وتسلمت محافظة سوهاج ٣٥ ماكينة غسيل كلوى، حيث تسلم مستشفى البلينا المركزى ١٠ أجهزة منها، ومستشفى طهطا العام ٩، بينما حصل مستشفى دار السلام على ٧ أجهزة، ومستشفيات جرجا العام والمنشأة المركزى وطما المركزى ٥ أجهزة لكل مستشفى، ثم حميات سوهاج وجهينة المركزى بواقع جهازين لكل مستشفى.


مدبولى: المبادرة رحمتنى من المراكز الخاصة
رحّب على مدبولى، ابن مدينة أخميم بسوهاج، المصاب بفشل كلوى حاد، بالمبادرة، مشيرًا إلى أنه أصيب بفشل كلوى حاد بعد أزمة صحية تعرض لها عام ٢٠١٥، وأخبره الأطباء حينها بأنه أصيب بفشل الكلى اليسرى وقصور فى اليمنى، ليبدأ العلاج وجلسات الغسيل، لكنه عانى كثيرًا بسبب نفقات العلاج.
وكشف عن إنفاقه كل مدخراته على جلسات الغسيل الكلوى، فى أحد المستشفيات الخاصة بمركز سوهاج، موضحًا: «فى البداية كان سعر الجلسة ٣٥٠ جنيهًا أخضع لها مرتين أسبوعيًا، لكن فى نهاية ٢٠١٨ تضاعف المبلغ، وتدهورت حالتى المادية، واضطر نجلى لبيع سيارته للإنفاق على العلاج».
وقال: «حالتى لم تكن تصلح لزراعة كلى أخرى حتى لو وجدت متبرعًا، واستمر الأمر معى حتى شعرت بانفراجة، حينما تقدمت للكشف فى حملة ١٠٠ مليون صحة، فى مستشفى أخميم العام، وأخبرتنى طبيبة أن بإمكانى أن أستفيد من جلسات غسيل مجانية». وأضاف أن سوهاج تسلمت العديد من ماكينات الغسيل الكلوى مؤخرًا، ووُضع جهازان منها بمستشفى سوهاج المركزى، وذهب لإجراء الغسيل من خلالهما، بعدما تراجع التكدس والزحام لوفرة الأجهزة، ووفر عليه ذلك ساعة ونصف الساعة ذهابًا وإيابًا، لمدة ٣ أيام فى الأسبوع، بدلًا من الذهاب للمستشفيات البعيدة.


العشرى: نشبه المصابين بعجز.. ونحتاج لتوفير حياة كريمة
بدأ محمد العشرى، مريض من محافظة دمياط، رحلته مع الغسيل الكلوى بانتظام منذ ٤ أشهر، بعدما ظل أكثر من ٧ أشهر يخضع للجلسات فى أوقات الطوارئ فقط، حيث واجه أزمات كثيرة أثناء جلساته بسبب رداءة الأجهزة وتعطلها بشكل متكرر، إلا أن هذه المشكلة فى طريقها للانتهاء بعد تسلم المحافظة ١٣ ماكينة غسيل كلوى من نوع «B-brawn»، بدعم من صندوق «تحيا مصر».
وقال «العشرى» إن أجهزة الغسيل الكلوى هى الحياة بالنسبة لمريض الكلى، لأن جلسات الغسيل هى التى تحافظ على حياته، ومن دونها يموت المريض فى غضون أسابيع قليلة، مشيرًا إلى أن اهتمام الدولة بتوفير هذه الأجهزة خطوة مهمة على طريق تقليل معاناة مرضى الفشل الكلوى الذين عانوا من الإهمال فى المستشفيات لسنوات طويلة.
وأضاف: «أحصل حاليًا على جلساتى بصفة منتظمة، بعد أن انتقلت لمستشفى جديد به أكثر من ١٣ جهاز غسيل بأحدث المواصفات، ولا تتعطل مثلما كان يحدث فى وقت سابق فى بعض المستشفيات التى كنت أذهب إليها، وكنت أحيانًا أعود إلى المنزل من دون غسيل بسبب تعطل الجهاز بشكل مفاجئ أو انقطاع التيار الكهربائى لعدة ساعات».
وعن الأضرار التى تقع على حياة مرضى الفشل الكلوى إذا لم يحصلوا على الجلسة فى موعدها المحدد بسبب تعطل الأجهزة أو تكدس المرضى، قال إن هذا الأمر يتسبب فى زيادة نسبة السوائل فى الجسم وترسبها على الرئتين، مما يسبب ضيق التنفس، وارتفاع نسبة «البولينا»، ودخول المريض فى غيبوبة بسبب ارتفاع نسبة السموم فى جسده، وبالتالى ضعف عضلة القلب، وارتفاع ضغط الدم، ويكون مصيره فى النهاية الموت إذا لم يكن منتظمًا أيضًا على الأدوية، و«بالتالى يمكن أن نقول مبادرة الرئيس أنقذتنا من الموت».
ودعم صندوق «تحيا مصر» محافظة دمياط بـ١٣ ماكينة غسيل كلوى، و٢٥ كرسى كلى، بواقع ٥ ماكينات لمستشفى عزبة البرج المركزى، و٥ ماكينات أخرى لمستشفى الزرقا، و٣ لمركز الغسيل الكلوى فى المرابعين بكفر الغاب. ودعا «العشرى» وزارة الصحة، بعد توفيرها أجهزة الغسيل الكلوى، إلى النظر لباقى العقبات التى تواجههم، ومنها تدريب الأطقم الطبية على كيفية التعامل النفسى مع المرضى، مختتمًا: «أتمنى أن تُعامل الدولة مرضى الفشل الكلوى مثل معاملة المصابين بالعجز الكلى، لأننا لا نستطيع أن نكمل حياتنا بصورة طبيعية، ولذلك نطالب بدعم مادى يوفر لنا حياة كريمة».


سيدة: الأجهزة الجديدة تسهم فى تقليل الألم وعدد مرات الجلسات
قالت سيدة أبوالحسن، مريضة فشل كلوى، إن المبادرة أسهمت فى تخفيف الزحام على ماكينات الغسيل فى المستشفيات، ما أدى إلى إراحة المرضى.
وروت «سيدة» أنها أرملة منذ ١٧ عامًا، تعول ٣ أبناء جميعهم فى مراحل تعليمية ما بين الجامعة والثانوية العامة، ومنذ وفاة زوجها عملت فى أكثر من وظيفة ما بين عاملة فى مصنع بلاستيك وبائعة فى مجزر دواجن، وكانت تقضى نحو ١٦ ساعة يوميًا تتنقل بين أكثر من مكان.
وقالت إنها أصيبت بالفشل فى الكلى اليسرى وأصبحت قعيدة، وتحتاج لزراعة عاجلة، وبدأت فى إجراءات العلاج على نفقة الدولة كى تجرى العملية، وبالفعل وضعت فى قوائم الانتظار، لذا اضطرت طيلة تلك السنوات للعلاج بجلسات الغسيل الكلوى. وأضافت: «المنوفية بلدى محافظة بها عدد كبير من المستشفيات الحكومية ومراكز الغسيل الكلوى، لكن فى المقابل هناك عدد كبير من مرضى الفشل الكلوى يترددون عليها، هو ما لا يتوافق مع سعة المراكز من أجهزة الغسيل، لذا اضطر الأطباء فى مستشفى قويسنا المركزى أكثر من مرة لإلغاء جلستى».
وتابعت: «لم تعد الجلسات منتظمة كما كانت فى بداية مرضى، وصرت أذهب مرتين أسبوعيًا، ومن الممكن ألا أخضع لأى جلسة بسبب الزحام أو بالكاد جلسة واحدة فى الأسبوع».
وكشفت عن أنه فى الأسبوع الماضى أخبرها الطبيب بأن مركز الغسيل ستتوافر فيه أجهزة إضافية حديثة، لن تضطر بفضلها للانتظار، وكذلك ستضاف بها علاجات جديدة تسهم فى تقليل الآلام وعدد مرات العلاج.


المسيرى: علاجى انتظم بفضل زيادة المعدات
أشاد جمال المسيرى، ٦٧ عامًا، بانتظام جلسات العلاج والغسيل بعد تزويد المستشفيات بأجهزة جديدة.
وقال «المسيرى» إنه منذ ١٠ سنوات عانى من كل أمراض الشيخوخة، سواء المزمنة مثل السكرى والضغط المرتفع، أو غيرهما كخشونة المفاصل، وكل ذلك لم يثنه عن العمل ولو ليوم واحد، حتى بعد تقاعده من وظيفته كمقيم شعائر بالأوقاف بسبب مرضه بالفشل الكلوى.
وحكى أنه مثل كثير من البسطاء لا يقوم بفحص دورى كل فترة ولا يطمئن على سلامته وصحته، وعلم فجأة بمرضه بفشل كلوى، وظل يتردد على مركز الكلى فى مدينة شبين القناطر بالقليوبية منذ عدة سنوات، وبلغت تكلفة الجلسة بعد التأمين نحو ٣٤٠ جنيهًا، لكن ظل عرضة لإلغاء الجلسة بين الحين والآخر بسبب إشغال الأجهزة.
وكشف عن أنه لم يلحظ انتظام الجلسات إلا من شهر مضى، بعد تزويد المركز الذى يتردد عليه بأجهزة جديدة إضافية، موضحًا: «فى السادسة صباحًا يومى الأحد والخميس أجرى جلستين، بعدما كانت مرة كل أسبوع».


رئيس قسم الكلى فى الفيوم: خطوة تقضى على قوائم الانتظار.. ومبنى جديد للعلاج بتمويل من الإمارات
قال محمود الجبالى، رئيس قسم الكلى بمديرية الصحة بالفيوم، إن مبادرة «كلنا جنبك»، ساعدت على تجديد ماكينات الغسيل الكلوى فى المحافظة، وإضافة ماكينات جديدة، ما سيقضى على قوائم الانتظار، مشيرًا إلى أن الفيوم استفادت من المبادرة فى مراحلها الثلاث.
وأضاف «الجبالى» أن المبادرة تسعى لتوزيع ماكينات غسيل كلوى على مستوى الجمهورية، حسب احتياجات كل محافظة، إضافة إلى كراسى لمرضى الكلى، مشيرًا إلى أن مستشفيات الفيوم تضم ٢٥٦ ماكينة غسيل كلوى، تعدت ٧٠ ماكينة منها ٤٠ ألف ساعة عمل، ما يجعلها معرضة طوال الوقت للتعطل، وهو ما قد يضر بصحة المرضى، لذلك جرى تغيير هذه الماكينات على ثلاث مراحل، بالتعاون مع صندوق «تحيا مصر».
وواصل: «عدد مرضى الفشل الكلوى فى محافظة الفيوم زاد خلال السنوات الماضية، ولم تعد المراكز الحكومية تستوعب أعدادهم، ما اضطرنا لوضعهم على قوائم الانتظار، وفى بعض الأحيان كنا نتعاقد مع مراكز خاصة نوزع عليها المرضى الذين ليس لهم مكان فى المستشفيات الحكومية ليتلقوا جلساتهم على حساب الدولة».
ولفت إلى أن الأولوية فى توزيع الأجهزة الجديدة كانت للمستشفيات التى لديها قوائم انتظار ضخمة، مشيرًا إلى أن أعداد الأجهزة الجديدة التى حصلت عليها الفيوم ستقضى على هذه القوائم.
وشدد على أن الفيوم تسعى لأن تكون مركزًا لعلاج الفشل الكلوى، من خلال بنائها مبنى جديدًا بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة، يضم ٨٨ ماكينة غسيل كلوى، تستوعب ١٦٥ مريضًا، فى مساهمة جديدة من أجل تخفيف قوائم الانتظار الموجودة.
يذكر أن عدد الوفيات الناجمة عن أمراض الكلى فى مصر يبلغ ٢٠ ألفًا و٤٣٣ حالة سنويًّا، أى ما يعادل ٣٢.٨٨ حالة بين كل ١٠٠ ألف مصرى، لتحتل مصر بذلك المرتبة الـ٢٠ بالنسبة لعدد الوفيات الناتجة عن أمراض الكلى على مستوى العالم. ووفقًا لإحصائية الجمعية المصرية للكلى، فإن مصر بها ٤٦٠ مركزًا خاصًا وحكوميًا، علما بأن عدد مرضى الفشل الكلوى فى مصر نحو ٥٠ ألفًا، فيما تخضع للفحص أعداد مضاعفة لهذا الرقم، بينما تبلغ تكلفة علاج مريض واحد بالفشل الكلوى سنويًا ٤٠ ألف جنيه.