رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ابدأ حلمك».. كيف صنعت الدولة جيلًا جديدًا لمواجهة التطرف؟

وزارة الثقافة
وزارة الثقافة

أطلقت وزارة الثقافة مشروع «ابدأ حلمك» كبداية في ثلاث محافظات هي أسيوط والشرقية والفيوم لتنفيذ البرامج الإبداعية الرامية إلى صناعة جيل جديد من الفنانين، وخلق شخصيات مستنيرة تمتلك القدرة على تجاوز التحديات التي تواجه الوطن للإسهام في تحقيق التنمية المنشودة.

ليكون مشروع "ابدأ حلمك" ساعي لتدريب شباب الفنانين بالأقاليم على فنون الأداء وإعداد الممثل الشامل وإلى نشر منظومة القيم الإيجابية الطاردة للتطرف لدى الشباب من خلال سياسة ثقافية تعكس التسامح والمواطنة واحترام الأديان، واحترام الاختلاف فى الرأي.

وبعد اعتماد الفرقة الأولى في أسيوط كفرقة نوعية في المسرح من قبل الدكتور إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، تتوالى العروض على المسارح منها مسرح الجمهورية.

«الدستور» حاورت خريجي الدفعة الأولى من المشروع بعد اعتمادهم كأول فرقة نوعية.

أسماء حسني: دخولي المسرح كان بتشجيع والدي

منذ أن كانت أسماء حسني طفلة صغيرة شجعها والدها على المشاركة في المسرحيات المختلفة لحبه في المسرح، ولم يعر أي اهتمام لتقاليد الصعيد الصارمة بحكم نشأتهم في محافظة أسيوط، ولكن كان تذوق الفن المسرحي هو الأساس.

تقول أسماء البالغة من العمر 25 عاما، إنها بسبب تشجيع والدها كانت تحلم أن تكبر لتصبح شخصية مرموقة مثل الفنانين الذين تشاهدهم دائمًا، ورغم دراستها بكلية التجارة ولكنها مازالت في انتظار فرصتها المنشودة في دخول عالم المسرح، وهو ما تحقق لها بالفعل عندما تم الإعلان عن مبادرة ابدأ حلمك في قصور الثقافة بمحافظتها، لتتقدم للاشتراك في المبادرة وتجري الاختبار المطلوب للقبول "والحمد لله اتقبلت".

تحكي أسماء أن الاختبار كان عبارة عن 2 منولوج واحد باللغة الفصحى والآخر باللغة العامية، ثم أداء أغنية تختارها لجنة التحكيم، وتابعت أن المبادرة ساعدتها في دراسة التمثيل بشكل محترف أكثر حيث درست النقد والدراما، ودروس أخرى في الرقص، وكذلك الموسيقي والسينوغرافيا.

تستكمل أنها من خلال المبادرة والدراسة فيها تعلمت كيف تقرأ النص وأن يكون هناك نظرة خاصة وجهات النظر المختلفة، كل دكتور من المشرفين علينا في الدراسة كان له الفضل في تعلم شيء جديد وكان هدفهم أن نتعلم بشكل جيد دون أن يكون هناك أي إغفال لمعلومة قد تكون مفيدة لنا.

فارس: ابدأ حلمك غيّر شخصيتي للأفضل وأتمنى تعميمها في المحافظات

بعد 6 أشهر من الدراسة المكثفة أنهى فارس صاوي الدورة التدريبية للمبادرة، والتي غيرت حياته -على حد تعبيره- بعد أن اكتسب منها خبرات في مجالات كثيرة بعيدة عن مجال عمله في الصيدلة، دون مقابل مادي.

قال فارس: "المبادرة ممتازة ورغم بُعد الكورسات التي حصلت عليها عن مجال عملي إلا أنني تعلمت منها وخاصة تدريبات التمثيل كيفية التعامل مع الآخرين وتكوين علاقات قوية معهم، متمنيًا استمرارها وتعميمها في جميع محافظات الجمهورية".

وتابع: "الدورة غيرت مفاهيم الفن والتمثيل لديّ فأدركت أهمية المسرح والسينما ودورهم في النهوض بالأمم"، موضحًا أن الدورة كانت أغلبها تمارين عملية وليس حديثًا نظريًا، فحصلنا على تمارين تسمى الاستلام والتسليم، وساعدتني في استيعاب الآخرين عند الحديث معهم، كما حصلنا على تمارين لياقة بدنية ورقص ساعدتني في تحسين حركة جسمي، خاصة أن طبيعة عملي تحتم علىّ الوقوف لساعات طويلة مما أثر سلبًا على صحتي.

وعن طبيعة المواد التي درسها طوال فترة المبادرة قال درسنا التمثيل والإخراج والتصوير والدراما وكل المواد التي لها علاقة بالفنون، مؤكدًا الدورة وفرت لنا أعظم الفنانين في كل تخصص، فدربنا الدكتور محمد الهجرسي الأستاذ في معهد فنون المسرحية بالإسكندرية، ودرسنا دراما من الناقد باسم عادل وفادي نشأت الأستاذ في معهد الفنون المسرحية بالقاهرة، وغيرهم من كبار الأستاذة.

وأوضح أن الدورة كانت كاملة "أون لاين" بسبب تطبيق الإجراءات الإحترازية للسيطرة على انتشار فيروس كورونا، مؤكدًا أن الأون لاين له إيجابيات كثيرة فجعلني أتخلص من رهبة الكاميرا واستوعبت معنى شوطات التصوير وكيفية خلق إضاءة مسرحية وسينمائية والفرق بينهم.

آية عمار: تغيير نظرة الناس للصعايدة "إحنا متذوقين للفن"

تعشق آية عمار، خريجة كلية التربية النوعية، التمثيل والرقص والفن بشكل عام، ثم صدفة علمت عن مبادرة قصر الثقافة بمحافظتها أسيوط، فبادرت للتقديم فيها كخطوة إيجابية في سبيل ما تحبه وترغب في تعلمه ولم تأتها الفرصة حتى أتتها المبادرة.

قال آية إن الدراسة كانت على أيدي متخصصين في كل مجال من دراما ونقد غناء وموسيقى، الذين كان لهم الدور الأساسي في إضافة وإثراء معلوماتهم عن الفن والمسرح، "من خلال ورش المبادرة مش بقيت اقوى في المجالات دي ولكن أيضًا حبيت حاجات ماكنتش هتعلمها في مكان تاني يعني مثل الأزياء والديكور المسرحي".

أضافت أن "إحنا كأسايطة كنا محظوظين بالمدربين، حيث كان كل مدرب يتعامل معنا كفرد من الأسرة، ولم تكن مجرد ورشة تدريبية وإنما كانت مثل بيت العائلة، مضيفة أن ابدأ حلمك مشروع مهم جدًا كنت محظوظة بمشاركتي فيه، لأنها ساعدتني على تطوير نفسي على المستوى الشخصي والإنساني والثقافي.

وأكدت أن هذه المبادرة وجودها في أسيوط كان تحدي لصعيد مصر، خاصة وأنها تُعد بمثابة تصحيح للصورة البصرية عن أبناء الصعيد الذين يظهرون بصورة غير الحقيقية في التليفزيون، " التليفزيون أعطى الناس فكرة غلط عن الصعايدة، في حين أننا متحضرين جدا ومتذوقين للفن الاصيل ومتربيين عليه".

تستكمل آية أنها بعد ختام الورش التدريبية قررت أن تستكمل الدراسة في المعهد والعمل في المسرح وتحسين نفسها أكثر في المعهد، حيث أتاحت لي المبادرة فرصة بشكل أكبر وأعمق في الدراسة في فنون الأداء المختلفة، وأعطتني فرصة أخوض حاجات بحبها ونفسي أعملها.

الأمير: دفعت آلاف الجنيهات في دورات تمثيل ولم أتعلم

أنفق أحمد الأمير طالب، آلاف الجنيهات على دورات تعليم التمثيل ليثقل موهبته التي سعى منذ سنوات ليراها الآخرين، ولكن انضمامه لمبادرة ابدأ حلمك كان أفضلهم بالنسبة له رغم أنها كانت مجانية.

وقال أحمد، دورات تعلم التمثيل وغيرها من تخصصات الفن مكلفة للغاية، ولكن لأني حلمي أن أصلح ممثل سعيت للحصول على الكثير من هذه الدورات ولكن استفادتي منها كانت محدودة وفي مجال واحد، مشيرًا ورشة ابدأ حلمك كان بها كل التخصصات التي لها علاقة بالفن بدءًا من الديكور والإضاءة والتصوير والإخراج وصولًا إلى الرقص، ونمت الورشة موهبتي وجعلت لدي معرفة جيدة بكل التخصصات الأخرى غير التمثيل.

وأوضح أن المبادرة سعت لخروج دارسين لديهم وعي كافي بالفن وأهميته، كما دعمت من لديهم موهبة حقيقية ويسعون إلى ثقلها، مؤكدًا عرضت أنا وفرقتي عرضًا مسرحيًا لحضور وزيرة الثقافة ونقيب الممثلين أشرف زكي على مسرح الجمهورية، وتم اعتمادنا كفرقة نوعية من قبل الوزيرة.

وعن الشروط التي يجب توافرها في الدارس قبل الحصول على الدورة المجانية، قال الأمير كان هناك شرطًا واحدًا للالتحاق وهي اجتياز الاختبار، وهو عبارة عن مونولوج بالفصحي وآخر بالعامية إذا رغبت في التخصص بالتمثيل أو الإخراج، ورسومات إطا كان اهتمام المتقدم بالسينغرافيا، وغناء أو عزف إذا كانت اهتمامه بذلك.

يوستينا جميل: التدريب على أيدي محترفين لهم ثقلهم

تقدمت يوستينا جميل للدراسة في ورشة مبادرة ابدأ حلمك ضمن عدد كبير علم عنها وأنها تهدف لتدريب الممثلين المبتدأين كل فنون المسرح من رقص وتعبير حركي وغناء وتمثيل ونقد ودراما، وكان الحظ حليفها حيث تم قبولها ضمن 55 متدربًا فقط تم الموافقة عليهم.

قالت يوستينا إن مدة الدراسة في الورشة كانت 6 أشهر، ولكن بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد انتهت تدريبات الورشة الأولى بعد عام تقريبًا، وكانت الدراسة لمدة 800 ساعة، تم تقسيمهم إلى 200 ساعة تمثيل، و200 ساعة رقص و150 ساعة غناء، و150 ساعة للدراما و100 ساعة للسينوغرافيا.

أضافت يوستينا أن الهدف من المبادرة كان اكتشاف المواهب وتدريبها على كل فنون المسرح، فكان لها الفضل في تحسن مستواها في التمثيل بسبب مساعدة وتدريب المدربين، "وعرفت استخدم صوتي ازاي في الغناء بشكل احسن".

وتابعت أن التدريب على أيدي مدربين لهم اسمهم ومكانتهم كان مصدر فخر كبير تعتز به ويثقل من مواهبها، وإضافة شهادة التخرج التي حصلت عليها في ختام الورشة إلى سيرتها الذاتية سوف يكون لها فرق كبير وتثقل منه.

عمرو: درس لنا كبار الأساتذة في الفنون والمسرح

عمل عمرو محمد بتخصصه في مجال الإعلام وكان لديه اهتمام بالفن ولكن لم يكن لديه الوقت الكافي للحصول على دورات به بسبب ضيق الوقت، ووفرت له مبادرة ابدأ حلمك ما يحتاجه دون الحاجة للخروج من منزله ودون أي مقابل مادي.

وقال عمرو المبادرة كانت رائعة ودرس لنا فيها كبار الأساتذة في كل المجالات سواء في الحلقات المسجلة أو من خلال اللايف(البث المباشر)، مشيرًا كان هناك تفاعل كبير بين الأساتذة وبيننا وكانت يجيبون عن كل الأسئلة مهما كانت مكررة.

وأشار أن أساس المبادرة إنساني من الدرجة الأولي فهؤلاء الأساتذة اقتطعوا جزء من وقتهم ليفيدونا دون مقابل، ونشكرهم جميعًا على مجهودهم العظيم معنا.

وأوضح أن المبادرة مفيدة لأي شاب مهتم بالفن لأنها تتضمن تدريبات عملية عامة ومتخصصة، بالإضافة لتوسيع مدارك الثقافة والاطلاع للجميع حتى لو كان مجال عملهم بعيد عن الفن، مشيرًا حصلنا على ورش في كل ما يتعلق بالفن سواء التمثيل أو النقد والصوتيات والفوناتكس.

وأكد رغم أن الدورة بدون مقابل مادي إلا أن الأساتذة أعطوا لنا كل المعلومات الهامة، وكنا نحصل على تدريبات الهدف منها تشغيل العقل بشكل سليم وتدريبه ع عمل أكثر من شيء في نفس الوقت.

دميانة سمير: تعلمت التمثيل بشكل احترافي

أما دميانة سمير فرغم تخرجها من كلية العلوم قسم كيميا جيولوجيا، الا أنها عاشقة للمسرح منذ الصغر وكانت تمثل في الكنيسة منذ صغرها، حتى بدأت التمثيل في فرق حرة في أسر الكلية وبعض الفرق المختلفة، ولكن لم يك هدفها العمل في مجال تخرجها.

قالت دميانة إنها بدأت تتجه إلى قصر الثقافة بمحافظتها للتمثيل وإثراء موهبتها بشكل ولو بسيط، حتى علمت من ورشة إبدأ حلمك وتقدمت للدراسة بها وتم قبولها بالفعل، ودرست فيها كل ما كانت تحتاجه بشكل احترافي.

وأضافت أن الدراسة ساعدتها على فهم طبيعة العمل في المسرح من قراءة للمسرحيات ومعرفة طبيعة الشخصيات وليس بشكل هاوي كما كانت تمارسه، وتوقفت الدراسة بسبب فيروس كورونا، ثم عادت من جديد وتم التدريب على مشروع التخرج.

واستكملت لمدة شهر ونصف بدأوا التدريب على حفلة التخرج وهي أولى الليالي لافتتاحها بحضور الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، التي اعتمدتهم كفرقة نوعية، أول فرقة نوعية في قصور الثقافة تنتح عن ورشة مبادرة ابدأ حلمك.